arabic.china.org.cn | 24. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة، 23 أبريل 2025 (شينخوا) في غرفة صغيرة مكتظة داخل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يرقد عيسى أبو لبن، مريض كلى من مدينة غزة، على سرير معدني، موصول بجهاز غسيل كلى يصدر صوت أزيز خافت، يساعده على التخلص من السموم في جسمه.
قبل الحرب، كان هذا الجهاز شريان حياة بالنسبة له، إلا أنه بالكاد يعمل حاليا، في ظل التدهور المستمر لنظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة.
وقال أبو لبن، الذي أصيب بالفشل الكلوي منذ ثمانية أعوام، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "قبل الحرب، كنت أزور المستشفى ثلاث مرات أسبوعيا، أما الآن، فأكاد لا أستطيع الحضور مرة أو مرتين فقط أسبوعيا، بسبب تدهور القطاع الصحي وعدم توفر أجهزة طبية كافية ولا حتى أدوية لنا".
عادة، يحتاج مريض الكلى إلى أربع ساعات على الأقل في كل جلسة من أجل تصفية الدم من السموم، ولكن في الوقت الحالي اضطرت الطواقم الطبية في غزة إلى تقليصها إلى ثلاث ساعات فقط، للسماح لأكبر عدد ممكن من المرضى بالاستفادة من الجلسات.
وأضاف أبو لبن: "للأسف، أصبحت مدة الجلسة أقصر، والأجهزة أضعف، والأدوية مفقودة، لا يستطيع جسدي التخلص من السموم، أشعر أن الموت يحيط بي دائما".
ويعد أبو لبن واحدا من 684 مريضا بالكلى في غزة يعتمدون على جلسات الغسيل المنتظمة للبقاء على قيد الحياة، وفق ما أفاد به مسؤولون طبيون محليون.
ومع دخول الحرب شهرها الثامن عشر، يتسبب انهيار النظام الصحي في تعريض العشرات من هؤلاء المرضى لخطر المضاعفات أو الوفاة.
وتشهد البنية التحتية الصحية في غزة تدهورا متسارعا منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر 2023، إذ كانت تعاني أصلا من ضعف شديد جراء سنوات طويلة من الحصار.
واليوم، تعاني المستشفيات من اكتظاظ شديد، وتعمل بقدرات محدودة، فيما تعاني الطواقم الطبية من إرهاق بالغ، وتعاني المستودعات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
وتدهور الوضع بشكل أكبر في الثاني من مارس الماضي، حينما توقف دخول المساعدات الإنسانية والأدوية بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
وانهارت الهدنة في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن عملية تبادل الرهائن، واستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس الماضي، ما أدى إلى موجات جديدة من النزوح وزيادة الضغط على عدد قليل من المستشفيات التي ما تزال تعمل.
وقال أبو محمد عجور، مريض كلى يبلغ من العمر 62 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "بسبب الحصار الإسرائيلي والحرب، لا يدخل أي طعام أو ماء أو مساعدات إنسانية إلى غزة، مما يؤثر علينا بشكل كبير".
وأضاف: "لا أجد طعاما أو ماء صحيا يمنعان على الأقل تدهور حالتي".
ويعيش عجور في خيمة مع عائلته في حي الزيتون بمدينة غزة، وغالبا ما يفتقر إلى مياه شرب نظيفة، مشيرا إلى أن المياه المعدنية الصحية باهظة الثمن ولا يستطيع تحمل تكلفتها.
وتابع: "بدون مياه نظيفة، تتدهور حالتي الصحية، ليست الحرب وحدها هي التي تقتلنا، بل العطش والفقر والإهمال أيضا".
وكان عجور قد تمكن سابقا من السيطرة على حالته الصحية عبر العلاج المنتظم ونظام غذائي مستقر، إلا أنه أصبح الآن مجبرا على تقنين كل من الدواء والطعام.
وقال: "حتى عندما أخضع لجلسة غسيل كلى، أشعر أنها حل مؤقت، ما الفائدة إذا عدت إلى المنزل وشربت ماء تفوح منه رائحة المجاري؟".
أما يوسف الرنتيسي، الطفل البالغ من العمر سبع سنوات، فيواجه مخاطر أكبر، وقد بدا شاحبا ومنهكا وهو يحمل لعبة ناعمة بينما يخضع لجلسة غسيل كلى، وهمس قائلا: "أشعر بالضعف والبرد، أريد فقط أن يتوقف الألم".
وتعيش أسرة يوسف، التي نزحت من شمال غزة، في مأوى بمنطقة الشيخ رضوان، وتعاني من محدودية الدخل، ما يجعل الرعاية الصحية تحديا أسبوعيا.
وقال والده، محمود الرنتيسي، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "تكلف المواصلات 30 دولارا أمريكيا، وهو مبلغ لا نملكه دائما، أحيانا أحمله على كرسي متحرك وأمشي لمدة ساعتين للوصول إلى المستشفى، لكن هناك أياما لا نستطيع فيها الذهاب، فتزداد حالته سوءا".
وأضاف: "أدعو الله كل يوم ألا أفقد طفلي، لقد تحمل الكثير من الألم، والخوف والجوع والعطش، إنه يستحق أن يعيش مثل بقية أطفال العالم".
من جانبه، قال غازي اليازجي، طبيب أمراض الكلى في مستشفى الشفاء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأوضاع الحالية دفعت مرضى الكلى إلى دوامة من المفاضلات الصعبة.
وأضاف: "بالنسبة لجميع مرضى الكلى، أصبح البقاء على قيد الحياة معادلة يومية بين الغذاء والماء والدواء، لابد من التضحية بأحدها، ومع مرور الوقت، تزداد الخيارات صعوبة".
وقال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، لـ ((شينخوا)) إن عشرات المرضى يواجهون خطر الموت، جراء النقص الحاد في أجهزة الغسيل والإمدادات الطبية الأساسية.
وأضاف البرش: "إن الكارثة الصحية التي يواجهها مرضى الكلى تتفاقم يوما بعد يوم، لقد أثرت القيود المفروضة ومنع دخول الأدوية المنقذة للحياة بشكل بالغ على المرضى أصحاب الحالات المزمنة والعادية".
وأشار إلى أن المستشفيات لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من متطلبات العلاج، بعد أن نفدت مخزونات الأدوية والفلاتر ومواد التعقيم الأساسية.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد توفي أكثر من 400 مريض كلى منذ بدء الحرب، بسبب نقص العلاج والأدوية الأساسية.
وشنت إسرائيل حربا واسعة النطاق في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |