share
arabic.china.org.cn | 22. 04. 2025

(صوت الجنوب) مقابلة خاصة: خبير أردني: رفع التعريفة الجمركية سيأتي بثمار سلبية وعكسية على الولايات المتحدة على المدى المتوسط والبعيد

arabic.china.org.cn / 02:12:05 2025-04-22

عمان 21 أبريل 2025 (شينخوا) قال حسن الدعجة، أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال في الأردن، إن رفع الولايات المتحدة تعريفات جمركية على وارداتها من مختلف دول العالم سيأتي بثمار سلبية وعكسية على الولايات المتحدة على المدى المتوسط والبعيد، كما أنها تفتح الباب أمام ردود فعل انتقامية من شركائها التجاريين الكبار في العالم.

وجاء تصريحات الدعجة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، حيث قال إن رفع الرسوم قد يفيد الولايات المتحدة في فترة مدتها قصيرة، لكن في المدى المتوسط والبعيد سيأتي بثمار سلبية و عكسية على الولايات المتحدة .

وأوضح أنه على المدى القصير، قد تحقق الولايات المتحدة بعض المكاسب من هذه السياسة، كحماية الصناعات المحلية، وتحقيق توازن جزئي في ميزانها التجاري.

وأشار إلى أن هذه المكاسب تأتي على حساب المستهلك الأمريكي، الذي يتحمل كلفة السلع المرتفعة، والآن بدأ المواطنون الأمريكيون يشعرون بأن هذه السياسات ليست لصالحهم، وبدأت مظاهرات كثيرة في المدن الأمريكية، ضد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الجانب.

وضرب الدعجة مثالا، قائلا "إن سيارة هيونداي تأتي من مصنع في كوريا الجنوبية تكلفتها في الولايات المتحدة 24 ألف دولار، ولكن إذا صنعت في الولايات المتحدة مع فارق ارتفاع الأجور وأيضا سلاسل التوريد والرسوم الجمركية، ستصبح تكلفة السيارة 40 ألف دولار".

وأوضح "أن هذا الرقم المضاعف لا يستطيع المواطن الأمريكي أن يدفعه، وهذا سيضغط عليه وسيكون في حاجة إلى تخفيض مستوى معيشته".

وأضاف أن الشركات دعيت للعودة إلى الولايات المتحدة أو تسجيل ونقل مصانعها إلى داخلها، ولكن المصانع الأمريكية لا يمكن لها أن تتحمل عبء هذه القرارات غير المدروسة والقرارات الهوجاء.

واستشهد الدعجة بمثال سيارة فورد التي تصنع في الولايات المتحدة، تأتي مكونات السيارة الواحدة من 24 دولة، بما فيها الصين، وعندما ترفع التعرفة الجمركية، سترتفع أسعار مكوناتها، وبالتالي سترتفع أسعارها على المواطن الذي يشتري هذه السيارة، أوعندما تصدر إلى الخارج، تصبح غير قابلة للتنافس مع السيارات التي تأتي من الصين أو من دول أخرى.

وقال في المستقبل إذا استمر ترامب على هذا الشكل سيكون هناك ركود اقتصادي، وأول من سيتأثر هو الولايات المتحدة، لأننا إذا ما قارنا أجور ساعات العمل في الولايات المتحدة نجدها مرتفعة جدا، مقارنة مع أجور ساعات العمل في الهند والصين وروسيا والدول العربية.

وأشار إلى أن دعوة ترامب لعودة المصانع والشركات للانتاج في الولايات المتحدة ستؤدي، خلال فترة مؤقتة إلى انتعاش الاقتصاد الأمريكي، لكن بعد ذلك سيؤثر ذلك على القدرة الشرائية على المواطن الأمريكي وتدخل في ركود وتباطؤ اقتصادي كبير جدا.

وأضاف أن فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على وارداتها من مختلف دول العالم، يعد تحولا جذريا عن النهج الليبرالي الذي اتبعته منذ عقود، حيث ساهمت واشنطن تاريخيا في بناء نظام التجارة العالمية القائم على حرية التبادل والانفتاح الاقتصادي.

وأشار إلى أن هذا التراجع يحدث آثارا عميقة في بنية الاقتصاد العالمي، تبدأ بتقليص حجم التجارة الدولية بفعل ارتفاع تكلفة السلع والخدمات، ما يؤدي إلى انكماش النشاط التجاري خاصة في الأسواق الكبرى كأمريكا الشمالية، إلى جانب ذلك، فإن سلاسل التوريد العالمية، ولا سيما في القطاعات التكنولوجية والصناعية، أصبحت أكثر عرضة للتعطيل والتأخير، ما يخلق حالة من عدم اليقين في بيئة الأعمال العالمية.

وأضاف أن الآثار لا تقتصر على تراجع النمو فقط، بل تمتد إلى ارتفاع معدلات التضخم، إذ تضيف الرسوم الجمركية الجديدة عبئا إضافيا على الأسعار في السوق الأمريكي، مما يؤدي إلى موجة غلاء تمتد آثارها إلى مستهلكين حول العالم.

وتشير تقديرات إلى أن المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة قد تشهد زيادات سعرية تتراوح بين 6% و7%، ما يفاقم الضغوط الاقتصادية على الأسر ويقلص القدرة الشرائية، وكذلك، فإن الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على التصدير إلى السوق الأمريكي قد تواجه تباطؤا حادا.

وقال الدعجة كما أن هذه السياسة تفتح الباب أمام ردود فعل من شركاء تجاريين كبار، وهذه الردود قد تشمل فرض تعريفات مضادة على صادرات الولايات المتحدة، إلى جانب تحركات قانونية داخل منظمة التجارة العالمية للطعن في شرعية الإجراءات الأمريكية، فضلاً عن سعي الدول المتضررة إلى تعزيز شراكاتها الإقليمية والابتعاد عن الاعتماد على السوق الأمريكي، كما فعلت كل من الصين والاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف بما أن معظم التجارة العالمية تعتمد على الدولار والآن أصبحت كثير من الدول تتعامل بالعملات الوطنية هذا أيضا سيضرب التعامل بعملة الدولار، وسيقلل من القيمة السلعية للدولار في كثير من دول العالم، وتبدأ التبادلات بين العملات الوطنية ويؤثر ذلك على الاقتصاد الأمريكي.

وأشار إلى أن هناك "بعض الدول ستتناقش مع ترامب، وتحاول أن تخفض نسبة الرسوم، وترامب كان قد تراجع بعض الشيء عندما علق الرسوم لمدة 90 يوما، هذا الدور أدى إلى إرباك في الأسواق العالمية، وتأتي التصريحات من الاتحاد الأوروبي إن لم يخفض التعريفات الجمركية من الولايات المتحدة، ممكن تبدأ مقاطعة ضد السلع التي تأتي منها".

وبالنسبة للأردن قال الدعجة إن الأردن سيتأثر بذلك لأنه جزء من هذا العالم وأن الرسوم الجمركية التي فرضت عليه بنسبة 20% تشكل عبئا اقتصاديا واضحا، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار ارتفاع تكاليف الاستيراد، وتأثيرها على الأسعار المحلية.

كما أوضح أن الاستثمار الأجنبي المرتبط بسلاسل التوريد العالمية قد يتراجع، إلى جانب احتمال تضرر صادرات المناطق الصناعية المؤهلة في حال تقلصت حركة التجارة العالمية.

وأشاد الدعجة برد الصين قائلا إن الصين أخذت خطوات قوية جدا، وهذا يدل على أن الصين دوله قوية، ودولة مستقرة ودولة لديها بدائل كبيرة جدا بدل الأسواق الأمريكية.

وأضاف أن أمام الصين خيارات كثيرة و بدائل متاحة، لديها منظمة شنغهاي ولديها منظمة البريكس، ولديها السوق الأوروآسيوية، ولديها روسيا، بالإضافة إلى الدول الآسيوية، وهذه الأسواق أيضا بديلة و تحتاج أيضا إلى الصين.

وبالتالي هناك أكثر من 155 دولة ومنطقة اقتصادية تشترك في مشروع الطريق والحزام، وذلك يعني أن معظم دول العالم تشترك في هذا المشروع بنسب متفاوتة.

وأعرب عن ثقته بأن الصين كلما كان التحدي أو منع لبعض السلع، فإن لدى الصين بديل، وتقوم بصناعة بأفضل وجه، نظرا للكفاءات والعقول التي تطور منتجاتها، وحكمة الرئيس والخبراء في الصين والشركات الصينية التي أبهرت العالم في التقدم التكنولوجي والتقدم الصناعي.

وكانت وزارة التجارة الصينية قالت يوم الثلاثاء الموافق 8 أبريل الجاري، إن الصين ستتخذ بحزم إجراءات مضادة لحماية حقوقها، ومصالحها إذا صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها للتعريفات الجمركية.

وأدلى متحدث باسم وزارة التجارة بهذه التصريحات بعد أن هددت الولايات المتحدة بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على الواردات الصينية، والتي علق عليها المتحدث قائلا إن الصين تعارضها بشدة.

وقال المتحدث أنذاك إن ما يسمى بـ"التعريفات الجمركية المتبادلة" ضد الصين لا أساس لها وهي ممارسة نموذجية للتنمر أحادي الجانب.

ولفت المتحدث إلى أن الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين، هي إجراءات مشروعة تماما تهدف إلى حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وكذلك الحفاظ على نظام تجاري دولي طبيعي.

وأردف المتحدث أن تهديد الولايات المتحدة بتصعيد التعريفات الجمركية ضد الصين يزيد من خطئها ويكشف عن طبيعتها الابتزازية التي لن تقبلها الصين أبدا.

وأشار المتحدث إلى أن "الصين ستناضل حتى النهاية إذا كان الجانب الأمريكي عازما على السير في الطريق الخطأ". /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号