share
arabic.china.org.cn | 21. 04. 2025

رؤية شرق أوسطية: المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تتجاوز مرحلة جس النبض وسط تفاؤل حذر

arabic.china.org.cn / 01:57:54 2025-04-21

القاهرة 20 أبريل 2025 (شينخوا) تجاوزت المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن مرحلة "جس النبض"، بعد أن شهدت "تقدما محسوسا"، إلى مرحلة التفاوض الفني بشأن "تفاصيل إطار الاتفاق" الخاص بالملف النووي الإيراني.

واختتمت أمس (السبت) في روما الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية، حيث ترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، والوفد الأمريكي المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وجرت المحادثات في سفارة سلطنة عمان في إيطاليا، واستغرقت قرابة أربع ساعات، وظل نمط الحوار "غير مباشر"، كما كان الحال في الجولة الأولى التي عقدت السبت قبل الماضي في مسقط.

وتم خلال الجولة الثانية "التوافق على الانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية"، حسب وزارة الخارجية العمانية.

-- تقدم محسوس

وقال المحلل العراقي الدكتور ناظم عبد الله، إنه وفقا للمؤشرات الأولية فقد شهدت الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية - الإيرانية "بعض التقدم".

وأضاف ناطم عبد الله، عضو مجلس خبراء المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "هناك جولة من المفاوضات الفنية ستجرى على مستوى الخبراء، يعقبها لقاء بين المفاوضين، وهذا مؤشر آخر على إيجابية المفاوضات".

وفي ختام الجولة الثانية، قال وزير خارجية إيران عباس عراقجي إن المفاوضات في روما جرت في أجواء "بناءة"، وأشار إلى أن مفاوضات فنية على مستوى الخبراء ستبدأ في سلطنة عمان الأربعاء القادم، حيث من المتوقع مناقشة تفاصيل إطار الاتفاق، على أن يجتمع المفاوضون مجددا في عمان السبت المقبل لمناقشة نتائج عمل الخبراء.

من جانبه، اعتبر الباحث السياسي في مركز الخليج للدراسات في دبي علي جاسم العلي، أن الجولة الثانية من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني "خطوة مهمة نحو تحقيق تقدم في هذا الملف الشائك".

وقال العلي لـ ((شينخوا))، إنه "على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن هناك دلائل على تحقيق بعض التقدم، حيث تم تناول قضايا رئيسية تتعلق بالتزامات إيران النووية من جهة، وتخفيف العقوبات الأمريكية من جهة أخرى، وهذا التقدم، وإن كان محدودا، يعكس رغبة الطرفين في البحث عن حلول وسط".

بدوره، أكد المحلل العماني الدكتور محمد العريمي أن الجولة الثانية من المفاوضات شهدت "بعض التقدم المحسوس والعملي مقارنة بالجولة الأولى، خاصة فيما يتعلق بتحديد النقاط الفنية العالقة وخفض مستوى التوتر بين الطرفين".

وأوضح العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، لـ ((شينخوا)) أنه "بالطبع لا يمكن وصف التقدم في هذه المفاوضات بأنه نوعي أو جذري، إذ لا تزال الفجوات قائمة، خصوصا فيما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم وآلية رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، لكن مجرد استمرار الطرفين في الحوار مؤشر إيجابي على وجود إرادة سياسية، ولو محدودة، لتفادي التصعيد والذهاب إلى مربع الصدام والحرب".

أما الكاتب السياسي اللبناني رئيس تحرير موقع (الجريدة) خضر طالب، فقد أشار إلى أن تصريحات الولايات المتحدة وإيران تشير إلى "حدوث تقدم ما في المفاوضات، ولو كان تقدما بسيطا".

ونوه بأن أفق المفاوضات يبدو إيجابيا في الوقت الراهن، ومسارها ربما يعطي انطباعات بأن المفاوضات قد تجاوزت مرحلة جس النبض، وبدأ النقاش في النقاط الرئيسية بتفعيل الجانب الفني.

-- تفاؤل حذر

وأكد ناظم عبد الله، أنه "على الرغم من التشابك والتعقيدات التي تجري بها المفاوضات، إلا أن التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق نووي أصبح ممكنا بعد أن كان بعيد المنال".

وشاطره العلي، الرأي بقوله إن "تفاؤلا حذرا ساد المفاوضات، فالجهود الدبلوماسية خاصة من قبل الوسطاء تلعب دورا حاسما في دفع الأمور إلى الأمام، ويتعين على الأطراف المعنية أن تدرك أهمية الوصول إلى اتفاق يضمن استقرار المنطقة ويخفف من التوترات".

في المقابل رأى العريمي، أن أفق المفاوضات "لا يزال ضبابيا في ظل غياب خارطة طريق واضحة المعالم حتى الآن".

وأردف أن "هناك رغبة أمريكية في تجميد البرنامج النووي الإيراني دون تقديم تنازلات كبيرة لطهران، في حين تصر طهران على الحصول على رفع كلي للعقوبات قبل تقديم أي تنازل تقني في هذا الملف المعقد".

واستطرد قائلا إنه "في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن المفاوضات تسير في اتجاه إدارة الأزمة أكثر من حلها، ما يجعل الوصول لاتفاق شامل في المدى القريب أو كما حدده الرئيس الأمريكي بشهرين أمرا مستبعدا".

-- خلاف حول السقف الزمني

ورأى ناظم عبد الله، أن "الغموض لا يزال يخيم على مسار المفاوضات، والطريق شائك أمام الجميع لأن المفاوضات النووية هي جزء من الحل وليست كل الحل، فهناك الصواريخ البالستية الإيرانية والطائرات المسيرة وأذرع إيران بالمنطقة وسلوكها المزعزع لاستقرار حلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم إسرائيل التي تعد العدة لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية وتعتبرها فرصة مناسبة لتدميرها".

وأردف أن "التوصل لحل لكل هذه المسائل يحتاج إلى عدة أسابيع على الأقل".

وأشار إلى أن "إيران دخلت شباك التفاوض الأمريكي الذي لا ينتهي عند نقطة واحدة بل يتشعب في كل جولة تفاوضية، مع استمرار فرض الضغوط القصوى على الاقتصاد الإيراني، الذي سيعقد المشهد كثيرا ويدفع إيران إلى مزيد من التنازلات في القضايا التي كانت تعتبرها من المحرمات".

لكن العلي، رأى أنه "من الصعب تحديد فترة زمنية دقيقة للمفاوضات، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن المفاوضات قد تستمر لفترة طويلة".

وأضاف أنه "إذا واجهت الأطراف صعوبات في التوصل إلى توافق حول النقاط الرئيسية، قد تحتاج الأطراف إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق شامل يرضي الجميع".

بينما أكد العريمي، أنه "لا توجد مؤشرات على أن هذه المفاوضات ستنتهي في مدى زمني قصير، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أشهر على الأقل، وربما تتجاوز ذلك".

ولفت إلى أن "إيران تراهن على كسب الوقت لتعزيز موقفها التفاوضي خاصة في ظل تحولات إقليمية متسارعة، ويبدو أننا أمام مفاوضات طويلة الأمد تهدف إلى منع الانفجار لا إلى الوصول لاتفاق شامل في المدى القريب".

بينما قال الباحث في مركز الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية عبد العزيز الشعباني، "أعتقد أن الولايات المتحدة ستضع سقفا لإنهاء المحادثات والنظر في نتائجها، خاصة أن الأمريكيين ينظرون إلى تقدم إيران في برنامجها النووي بعين الاعتبار ويرون أن الوقت محدود جدا للمفاوضات".

أما خضر طالب، فقد أشار إلى أنه "لا يمكن التكهن بمدى زمني حاسم، وإن كانت الاحتمالات تشير إلى أن التفاوض لن يطول كثيرا".

-- غطاء دبلوماسي أوسع

وأوضح ناظم عبد الله، أن استضافة روما للجولة الثانية من المفاوضات بدلا من مسقط جاء بناء على اقتراح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، وموافقة الجانبين الأمريكي والإيراني على الرغم من اعتراض طهران على هذا التغيير في البداية، حيث اعتبرته أشبه بتغيير القواعد كونها تخشى أن تتعرض المفاوضات للخطر.

واستدرك "لكن في النهاية استجابت إيران لرغبة الوزير العماني، الذي يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقريب أوروبا من المفاوضات".

بينما عزا العلي، نقل الجولة الثانية للمفاوضات لروما إلى أن "إيطاليا ليست فقط مركزا دبلوماسيا في أوروبا بل أيضا تتمتع بعلاقات جيدة مع كلا الطرفين، مما قد يسهل الحوار".

ولفت إلى أن استمرار الوساطة العمانية يشير إلى أن سلطنة عمان لا تزال تلعب دورا محوريا في هذا السياق، مما يعكس أهمية التنسيق بين الوسطاء.

في حين أوضح العريمي، أن نقل المفاوضات من مسقط إلى السفارة العمانية في روما، وهي أرض عمانية حسب الأعراف الدبلوماسية، "جاء ربما لعدة اعتبارات سياسية ولوجستية".

ومن بين هذه الاعتبارات، وفق العريمى، رغبة بعض الأطراف في الابتعاد عن الرمزية السياسية المرتبطة بمسقط، التي لطالما لعبت دور الوسيط في الملفات الحساسة، بما في ذلك الاتفاق النووي الأصلي عام 2015 إبان رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة، على حد قوله.

وشملت الاعتبارات أيضا أن إيطاليا، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، ربما توفر غطاء دبلوماسيا أوسع للمفاوضات.

ورغم ذلك، فإن الوساطة العمانية لا تزال قائمة وتؤدي دورها خاصة، في تسهيل التواصل غير المباشر وضمان استمرارية الحوار بين طهران وواشنطن، بحسب العريمى.

في حين رأى خضر طالب، أن الجولة الثانية عقدت على أرض عمانية في مقر السفارة العمانية في روما، قبل أن يضيف أن "إجراء هذه الجولة في إيطاليا يبدو مرتبطا بالرغبة في أن تكون أوروبا حاضرة في المفاوضات، مما يعطيها زخما إضافيا في المسار الإيجابي، ويؤكد جدية الطرفين في الوصول إلى نتائج مرضية".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号