بيروت 19 أبريل 2025 (شينخوا) حذرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم (السبت) من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدد صادرات عربية غير نفطية إلى السوق الأمريكية بقيمة 22 مليار دولار.

وقالت الإسكوا في "موجز سياسات" أصدرته اليوم "إن الصادرات غير النفطية من الدول العربية إلى الولايات المتحدة تضاعفت تقريبًا خلال الفترة من 2013 إلى 2024، إذ ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، في مؤشر على تنوع اقتصادي متنامٍ بات الآن مهددًا جراء الإجراءات الحمائية الجديدة".

وتوقع الموجز أن تواجه دول البحرين ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس "ضغوطا اقتصادية كبيرة" نتيجة لهذه السياسات الأمريكية.

وأضاف "أن الأردن يعد الأكثر تضررا، حيث تشكل صادراته إلى الولايات المتحدة نحو 25% من إجمالي صادراته العالمية، مما يجعله في موقع هش".

وتابع "أن البحرين تواجه تحديات اقتصادية ملحوظة نظرا لاعتمادها الكبير على السوق الأمريكية في تصدير الألمونيوم والكيماويات، وهي من بين القطاعات المستهدفة مباشرة بهذه الرسوم".

وأشار إلى "أن الإمارات العربية المتحدة تواجه بدورها مخاطر كبيرة تهدد سوق إعادة التصدير لديها إلى الولايات المتحدة، والتي تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، خاصةً مع خضوع السلع من مصادرها الأصلية لرسوم جمركية مرتفعة".

فيما تواجه بلدان مجلس التعاون الخليجي "ضغوطًا اقتصادية إضافية" نتيجة التراجع الكبير الأخير في أسعار النفط، ما يفاقم التحديات المالية القائمة، وفق الموجز.

وتوقع أن تتكبد الدول العربية متوسطة الدخل، مثل مصر والمغرب والأردن وتونس، أعباء مالية إضافية نتيجة ارتفاع عائدات السندات السيادية، والذي يعكس حالة عدم الاستقرار العالمي الناجم عن السياسات الجمركية الأمريكية.

وتشير تقديرات الإسكوا إلى أن هذه الدول قد تضطر إلى دفع فوائد إضافية تقدر بنحو 114 مليون دولار في عام 2025، مما قد يؤثر سلبا على الإنفاق الاجتماعي والإنمائي فيها، بحسب الموجز.

ومن أجل تقليل الآثار السلبية المحتملة، أوصت الإسكوا بتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال الإسراع في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والاتحاد الجمركي الخليجي، واتفاقية أغادير، ما من شأنه دعم التجارة البينية العربية وزيادة القدرة التفاوضية الجماعية.

ودعا الموجز إلى "الانخراط الفاعل مع الولايات المتحدة لإعادة التفاوض على شروط تجارية أكثر ملاءمة".

وقالت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي "إن المنطقة العربية تقف عند مفترق طرق اقتصادي حاسم، فرغم التحديات الفورية التي تفرضها هذه الرسوم، إلا أنها تتيح فرصة غير مسبوقة لبناء اقتصادات أكثر مرونة وتنوعا وتكاملا في مختلف أنحاء العالم العربي".

وتعد الإسكوا إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي. /نهاية الخبر/