18 إبريل 2025 / شبكة الصين/ بحسب تقرير نشره موقع "تشاينا بلاتفورم" الألماني مؤخرا، أظهر استطلاع أجرته مجلة "نيتشر" أن من بين 1600 باحث أمريكي تمت مقابلتهم، كان حوالي 75% منهم يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة. وكثيراً ما ينجذب العلماء الصينيون على وجه الخصوص إلى العودة إلى الصين حتى بعد العمل في الخارج لعقود من الزمن. والسؤال الذي يستحق التأمل هو: لماذا يختار بعض العلماء الصين باستباقية كموقع لأبحاثهم؟

وذكر التقرير أنه في عام 2018، تلقى الفيزيائي ديتر بيمبيرغ دعوة من الصين. وقال إنه لا يستطيع أن يرفض إنشاء مركز أبحاث يحمل اسمه. ومنذ أبريل 2018، أصبح رئيسًا لمركز بيمبيرغ الصيني الألماني لأبحاث الفوتونيات الخضراء في تشانغتشون شمال شرقي الصين. ويعد بيمبيرغ عضوًا في الأكاديمية الألمانية للعلوم وقام بالتدريس في برلين وكاليفورنيا.

ويستمتع بيمبرغ بالعمل في الصين، وليس فقط بسبب مركز الأبحاث. ففي الصين، يستطيع الباحث التركيز على أبحاثه دون الحاجة إلى التعامل مع العقبات البيروقراطية المفرطة أو محاولة جمع التمويل من طرف ثالث. وأضاف "في الصين، الموهبة الفردية لها أهمية بالغة".

وقال التقرير إن الخبيرة الاقتصادية وخبيرة الشؤون الصينية، دوريس فيشر قد ذكرت أن الصين تمتلك إستراتيجية واضحة وهي أنه "يجب أن يكون العلم في صدارة الاهتمامات". ولتحقيق هذه الغاية، تعمل على استقطاب باحثين من مجالات ذات الاهتمام. وأشارت إلى أن الأهم هو "قبل عشر سنوات، ربما كان البحث في الصين سيؤثر على المسيرة المهنية. لكن هذا لم يعد الحال، خاصةً عند العمل في إحدى الجامعات المرموقة في الصين".

وذكر التقرير أن إجراء الأبحاث في الصين لا يعني أن كل شيء سيكون أفضل أو أسهل تلقائيا. فغالبًا ما تكون رواتب الأساتذة أعلى في أماكن أخرى - على سبيل المثال في الولايات المتحدة أو بعض الدول الأوروبية. والحياة في تشانغتشون ليست عصرية كما هو الحال في المدن الكبرى مثل شانغهاي وبكين، لذلك يحتاج الوافدون الجدد إلى بعض الوقت للتكيف.

ولكن باعتباره أحد علماء الفيزياء المشهورين في ألمانيا، اختار بيمبرغ الصين، وهو ما يدل على أن جهود الصين لجذب المواهب العالمية تؤتي ثمارها. وتوفر الصين التمويل وحرية اتخاذ القرار للعلماء الذين تعتبر أعمالهم ذات قيمة خاصة. والأمر الأكثر أهمية بالنسبة للعديد من الباحثين هو أن يتمكنوا من متابعة شغفهم دون عوائق. أو كما يقول بيمبرغ "الأشخاص الجيدون يحصلون على ترقية".

وذكر التقرير أن دعم الأبحاث يشمل أيضًا السماح للعلماء بالعمل طالما أرادوا. ولكن في ألمانيا، يجب على العلماء التقاعد حتى لو كانوا قادرين على الاستمرار في العمل ويرغبون في ذلك. وقال بيمبرغ إن أحد الأسباب التي دفعته إلى الانتقال إلى الصين هو أنه لم يعد مسموحًا له بالعمل في برلين. وهذا وضع مربح للجانبين إذ يمكن للعلماء أن يواصلوا متابعة شغفهم، وتكتسب الصين الخبرة.

ونوه التقرير إلى أن دولاً مثل ألمانيا يمكن أن تستلهم إلى حد ما من نهج الصين "تشجيع العلماء المتميزين بطريقة مستهدفة، وتقليص البيروقراطية، وتبسيط إجراءات التمويل، وزيادة الثقة في صناع القرار في مؤسسات البحث العلمي".