18 إبريل 2025 / شبكة الصين/ ذكرت مجلة وايرد (Wired‏) الأمريكية مؤخرا أن أصحاب الأعمال الأمريكيين واجهوا في الأسابيع الأخيرة صعوبة في التعامل مع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، ووجدوا صعوبة في التخطيط لمستقبل أعمالهم. وقد أدلى أكثر من عشرة أصحاب أعمال جرت مقابلتهم بنفس التصريح: لا يزال التصنيع الصيني هو المعيار الذهبي في العالم، وبغض النظر عن مدى ارتفاع الرسوم الجمركية، فمن الصعب للغاية نقل الإنتاج ذي الصلة إلى مناطق جديدة. 

وقال كايل تشن، الباحث بجامعة برينستون المتخصص في السياسات الصناعية، إن الرسوم الجمركية وحدها لا تكفي لتشجيع الشركات على إطلاق عمليات التصنيع في الولايات المتحدة، و"إذا افترضنا أن التصنيع سيعود إلى الولايات المتحدة، فأشك في قدرته على تحقيق مستويات الجودة والأسعار التي يتمتع بها المستهلكون الأميركيون منذ فترة طويلة".

ومن المؤكد أن التكلفة هي أحد الأسباب المهمة التي تجعل الشركات تختار الشراء من الصين. ولكن الاعتقاد بأن انخفاض الأسعار يعني انخفاض الجودة ليس صحيحا، والأسباب التي تجعل التصنيع الصيني أرخص من أي مكان آخر لا ترتبط دائما بتكاليف العمالة. 

وقال إيلي فريدمان، الأستاذ المشارك بجامعة كورنيل، إنه مع انتقال الشركات الصينية إلى أعلى سلسلة القيمة، أصبحت الأجور المنخفضة عاملا أقل أهمية في قوة التصنيع الصيني. ويميل العمال الصينيون إلى التركيز على ممارسة العمل في نفس الصناعة لعقود من الزمن، مما يعني أنهم أكثر مهارة وتخصصًا. وتستطيع المصانع الصينية تعديل إنتاجها بسرعة أكبر للتكيف مع التغيرات في طلبات العملاء.

وقالت كاثي ماكديرموت، المؤسسة المشاركة لشركة متخصصة في أحجية الصور المقطوعة، إنها حاولت العثور على شركات أميركية لإنتاج منتجات شركتها، ولكن على الرغم من أن المصنعين الأمريكيين حددوا أسعارًا أعلى بثلاثة أضعاف مما دفعته للموردين الصينيين، إلا أنهم ما زالوا غير قادرين على الوصول إلى نفس معايير الإنتاج التي تتمتع بها الشركات الصينية.

وهناك سبب آخر يجعل الشركات الأميركية، وخاصة الصغيرة والمتناهية الصغر منها في الولايات المتحدة، تفضل الشركات المصنعة الصينية، وهو فرصة الإنتاج على دفعات صغيرة. ففي كثير من الأحيان، يحتاج الموردون في البلدان الأخرى إلى استيراد المواد الخام من الصين، وبالتالي فإن الإنتاج لا يكون مجديًا اقتصاديًا إلا عندما تصل طلبات العملاء إلى نطاق معين. 

وقالت ميليسا، وهي فنانة تصنع سلاسل المفاتيح المصنوعة من الأكريليك، إنها لا تستطيع طلب سوى ثلاث قطع في المرة الواحدة من الموردين الصينيين، "وهو أمر رائع بالنسبة للقطع المصممة".

وفي بعض الأحيان، قد لا تكون بعض المنتجات متاحة في أي مكان خارج الصين. وقال لوغان، صاحب شركة منتجات الوشم في بنسلفانيا، إنه لا توجد حاليا أي شركات أمريكية محلية تنتج أدوات الوشم، "يمكنني الحصول على كل ما أحتاجه لفتح متجر وشم من الموردين الصينيين". 

وأوضحح خبراء في القطاع إن لوغان قد وصف العوامل الرئيسية التي تمنح الصين ميزة في التصنيع العالمي وهي أن بعض البلدات أو حتى تجمع بلدات تتخصص في إنتاج منتجات محددة لقطاعات معينة. ويستغرق بناء هذا النظام الكثيف والسريع التكرار سنوات عديدة.

ونوه العديد من أصحاب الأعمال الأميركيين إلى أنهم يواجهون تحديات مختلفة عندما يحاولون البدء في التصنيع محليا، بما في ذلك ارتفاع التكاليف، وصعوبة الحصول على المواد الخام، ونقص العمالة. 

وقالت فاكاريلا، مؤسسة شركة حقائب يد، إنها إذا حاولت نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة، فسوف تحتاج أيضًا إلى توظيف المواهب الصينية للمساعدة في ضمان تركيب خط الإنتاج بشكل صحيح.