share
arabic.china.org.cn | 17. 04. 2025

مقالة خاصة: مستشفى الشفاء يتحول إلى نقطة النجاة الوحيدة للجرحى في مدينة غزة

arabic.china.org.cn / 21:05:43 2025-04-17

غزة 17 أبريل 2025 (شينخوا) يرقد الجريح خضر أبو عجوة على نقالة متهالكة داخل خيمة نصبت في ساحة مستشفى الشفاء في مدينة غزة لليوم الثالث على التوالي، بانتظار إجراء عملية جراحية لساقه اليمنى التي تهشمت بفعل قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الشجاعية شرق المدينة.

ورغم أن ساقه ما تزال ملفوفة بضماد ملطخ بالدماء، لم يتلق أبو عجوة سوى مسكنات بسيطة، بينما يتناوب على رعايته طاقم تمريضي منهك.

ويقول أبو عجوة (38 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما يحاول التغلب على آلامه "قالوا لي إنني بحاجة إلى عملية عاجلة، لكن لا يوجد مكان في غرفة العمليات ولا طاقم كاف، حاليا، أنا فقط أنتظر، والوجع لا يتوقف".

ويضيف "لا يمكن لأحد أن يحتمل هذا الألم، أشعر أن جسدي يذوب ويتآكل يوما بعد يوم، وأخشى أن أصاب بالغرغرينا أو أن يخرج الدود من جسدي كما حدث مع جرحى آخرين".

إلى جانبه، يجلس ابنه البكر ممسكا بيده، يحاول تهدئته، أما الجرحى الآخرون، فيُنقلون على نقالات، وبعضهم من النساء والأطفال، في ظل توقف سيارات الإسعاف بسبب نقص الوقود.

ويتابع أبو عجوة "نشاهد الموت في كل لحظة، نقل شاب إلى الخيمة المجاورة، كان ينزف من رأسه، ولم يجد طبيبا يفحصه، فمات هنا على الأرض قبل أن يصله الدور".

وتحول مستشفى الشفاء إلى المرفق الطبي الوحيد في مدينة غزة القادر على استقبال الإصابات الحرجة، بعد تدمير مستشفى المعمداني بغارة إسرائيلية استهدفته يوم الأحد، وأسفرت عن دمار أقسامه الحيوية.

وكان مستشفى المعمداني يخدم أكثر من 1.4 مليون نسمة في مدينة غزة وشمال القطاع، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ومنذ توقفه عن العمل، نقلت الإصابات من مختلف أنحاء المدينة إلى مستشفى الشفاء، الذي بات نقطة النجاة الوحيدة للعديد من الجرحى.

وتحولت ساحة المستشفى إلى ما يشبه المخيم العشوائي، بعد أن اضطرت الإدارة إلى نصب خيام ميدانية لاستقبال المصابين، لكن النقص الحاد في عدد الأسرّة الطبية أجبر كثيرين على افتراش الأرض أو الاستلقاء على نقالات مكشوفة، في ظل حرارة خانقة وتردي النظافة.

ويؤكد عدد من الجرحى ومرافقيهم أن رائحة الدم والمطهرات تملأ المكان، وأصوات الأنين لا تنقطع، ووسط هذا الواقع، يعجز الطاقم الطبي عن تقديم العناية اللازمة.

وفي إحدى الخيام، يرقد الطفل أحمد الكيلاني (11 عاما)، الذي بترت ساقه اليسرى إثر شظية أصابته خلال قصف في حي الزيتون شرق غزة، وجسده النحيل يتمدد على نقالة حديدية، مغطى بقطعة قماش خفيفة.

وإلى جانبه، تجلس والدته أم أحمد، على الأرض تحتضن رأسه وتواسيه.

وتقول أم أحمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يمر أي طبيب علينا منذ وصولنا إلى المستشفى، فقط تأتي ممرضة كل عدة ساعات لتعطيه خافضا للحرارة، الجرح مكشوف، والرائحة مؤلمة".

وتابعت "أخشى أن يصاب بالتسمم، لكنه لا يصرخ، هو فقط ينظر إلي وكأنه يسألني بنظراته: لماذا لا أفعل شيئا لإنقاذه؟".

وكانت أم أحمد تأمل في إنقاذ ابنها في مستشفى المعمداني، حيث نقل في البداية قبل أن يتم نقله الى مستشفى الشفاء.

وتقول "ظننا أن المستشفى سينقذ حياته، لكن الهجوم طال أيضا المستشفى، واليوم نحن في مستشفى الشفاء، نعيش وسط الألم، ننتظر معجزة".

ويؤكد مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية أن خروج مستشفى المعمداني عن الخدمة شكل ضربة قاسية للنظام الصحي في غزة.

وقال أبو سلمية لوكالة ((شينخوا)) "كان مستشفى المعمداني يضم 140 سريرا في قسم الطوارئ، أما في الشفاء، فلا يوجد سوى 40 سريرا، بالإضافة إلى 50 سريرا آخر في خيام طبية متنقلة نصبت في ساحة المستشفى المدمر أصلا".

وأضاف أن الأطباء والممرضين يعملون دون توقف، لكنهم يواجهون تحديات هائلة في ظل الكم الهائل من الإصابات.

وتابع أن "الضغط على المستشفى بلغ مستويات غير مسبوقة، ومواردنا الطبية على وشك النفاد، فيما الجرحى يتزايدون كل ساعة، ونحن نحاول جاهدين تقديم الحد الأدنى من الرعاية".

وأردف أبو سلمية قائلا إن "الوضع كارثي، ونخشى فقدان المزيد من الأرواح بسبب نقص أدوات التخدير ومواد التعقيم".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه الواسعة في قطاع غزة، بعد هجوم مفاجئ نفذته حركة حماس المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى على بلدات إسرائيلية حدودية، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 250، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.

في المقابل، تقول وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 51 ألف فلسطيني وأصابت ما يزيد على 116 ألفا آخرين، بينهم آلاف بترت أطرافهم، وآلاف آخرون بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج خارج غزة بعد انهيار المنظومة الصحية.

وقال مسؤول المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص إن الحرب تسببت في شلل شبه كامل للقطاع الصحي، إذ تعطلت معظم خدمات القسطرة العلاجية، وخدمات العظام، والجراحة العامة.

وأضاف "لقد فقدنا كل الإمكانيات الأساسية للعمل الطبي، ونعمل في ظروف غير إنسانية، إذ أن أكثر من 80% من المستشفيات أصبحت خارج الخدمة كليا أو جزئيا".

واختتم الهمص حديثه لوكالة ((شينخوا)) قائلا " إذا لم تنته هذه الأزمة، سنفقد المزيد من الجرحى الذين لا يجدون علاجا، فنحن بحاجة ماسة إلى تدخل دولي وعالمي عاجل لتوفير الإمدادات الطبية والوقود، لإنقاذ الأرواح".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号