القاهرة 16 أبريل 2025 (شينخوا) أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع اليوم (الأربعاء) تراجع إيرادات القناة خلال العام 2024 إلى 3.991 مليار دولار، وذلك بعد انخفاض عدد السفن العابرة للنصف على خلفية "التوترات" في المنطقة.

وأكد ربيع خلال احتفالية القناة بـ"يوم التفوق" أن قناة السويس أثبتت على مدار السنوات الماضية دورها الرائد في صناعة النقل البحري، وهو ما تعبر عنه إحصائيات الملاحة بالقناة خلال الفترة من العام 2019 إلى 2024، والتي سجلت عبور 121902 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 7.154 مليار طن، وإجمالي إيرادات عن هذه الفترة قدرها 39.919 مليار دولار، بحسب بيان للهيئة.

وحققت قناة السويس "إيرادات 5.804 مليار دولار في 2019، و5.606 مليار في 2020، و6.334 مليار في 2021، و7.934 مليار في 2022، وصولا إلى أعلى إيراد سنوي في تاريخها بلغ 10.250 مليار دولار في 2023، قبل أن تتأثر حركة الملاحة بالقناة بالتوترات في المنطقة وتنخفض الإيرادات في عام 2024 بنسبة 61% إلى 3.991 مليار دولار"، وفق ربيع.

وأوضح أن عدد السفن العابرة لقناة السويس خلال 2024 "انخفضت على إثر أزمة البحر الأحمر بنسبة 50% لتصل إلى 13213 سفينة" مقارنة بـ 26434 سفينة في 2023.

ومع ذلك، أشار ربيع إلى "قيام 264 سفينة بتعديل مسارها للعبور بقناة السويس بدلا من رأس الرجاء الصالح منذ بداية فبراير" الماضي.

وشدد على أن تصاعد وتيرة التحديات والأوضاع بالمنطقة لم يقف عائقا أمام مواصلة قناة السويس تقديم خدماتها الملاحية والبحرية واستكمال استراتيجيتها الطموحة.

ونوه بنجاح القناة في إنهاء "مشروع تطوير القطاع الجنوبي وتشغيله أمام حركة التجارة العالمية"، وتقديم حزمة خدمات ملاحية جديدة تشمل خدمات الإنقاذ البحري، والإسعاف البحري، ومكافحة التلوث، وصيانة وإصلاح السفن، والتزود بالوقود، وتبديل الأطقم البحرية.

وأعلن ربيع اليوم عن إطلاق خدمة جديدة لأول مرة بالشراكة مع مجموعة (V Group) اليونانية، وهي خدمة جمع المخلفات الصلبة من السفن العابرة، ضمن استراتيجية تحويل قناة السويس إلى "قناة خضراء" بحلول عام 2030، على أن تستكمل الخدمة لاحقا بجمع المخلفات السائلة وإنشاء مصنع لتحويل المخلفات إلى وقود بديل.

وأشار البيان إلى انضمام 23 وحدة بحرية لأسطول هيئة قناة السويس.

بدوره، أشاد الخبير في النقل البحري المهندس وائل قدور بخطة تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس، مؤكدا أن ما يحدث من تطوير في القناة "مهم ومطلوب" في ظل أهمية قناة السويس للعالم.

وأوضح قدور، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس سابقا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن توسيع القطاع الجنوبي بقناة السويس يهدف إلى زيادة الأمان الملاحي حتى لا تتكرر حادثة سفينة "إيفرغيفن" التي عطلت الملاحة في القناة عدة أيام.

وأضاف أن الازدواج الذي حدث في هذا القطاع أمر مهم جدا لأنه سيزيد سعة القناة بمعدل يصل إلى 8 سفن.

وكانت مصر قد أعلنت خطة لتطوير القطاع الجنوبي لقناة السويس على خلفية حادث سفينة الحاويات البنمية "إيفرغيفن"، التي جنحت في 23 مارس 2021 في المدخل الجنوبي، وأدت إلى تعليق الملاحة لمدة أسبوع.

وتضمنت الخطة، بجانب إجراء الازدواج في منطقة البحيرات المرة الصغرى لمسافة 10 كيلومترات، مشروع توسيع وتعميق لمسافة 30 كيلومترا، من الكيلو 132 إلى الكيلو 162 بالمجرى الملاحي للقناة.

وأردف قدور أنه "إذا عادت الملاحة لوضعها الطبيعي وانتعشت التجارة الدولية سوف نحتاج إلى إجراء ازدواج كامل للقناة، من أجل تقليل زمن عبور السفن".

وأكد أن الخدمات الملاحية الجديدة التي تقدمها قناة السويس ستساعد في زيادة إيرادات القناة، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بتموين السفن بالوقود الصديق للبيئة.

وشدد على أهمية تحويل قناة السويس إلى قناة خضراء في ظل التغير الملاحي، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة جدا.

وتعد قناة السويس أهم وأسرع شريان ملاحي في العالم، ويعبر منها نحو 12% من إجمالي حركة التجارة العالمية.