arabic.china.org.cn | 15. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الخرطوم 15 أبريل 2025 (شينخوا) بينما تكمل الحرب في السودان عامها الثاني، تستمر تأثيراتها السياسية والاقتصادية والإنسانية، فيما تقول منظمات دولية إن الحرب أوجدت أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وبسبب القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2025، باتت أجزاء واسعة من البلاد تقف عند حافة المجاعة وفقا لوكالات إغاثة، بينما بات نحو 25 مليون شخص أو نصف سكان البلاد في حاجة للمساعدات الدولية.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر "إن هذه الأزمة الإنسانية غير مسبوقة في نطاقها وشدتها".
-- التأثيرات السياسية لحرب السودان
يواجه السودان امتحانا سياسيا في الوقت الراهن، فبينما يخطط الجيش السوداني لتشكيل "حكومة حرب" لإدارة شئون البلاد، تستعد قوات الدعم السريع لإنشاء حكومة موازية بالتحالف مع مجموعات عسكرية وسياسية.
ويخشى محللون أن يؤدي هذا التنازع إلى إطالة أمد الصراع، أو استنساخ تجارب إقليمية لقيام حكومتين مما يمهد الطريق إلى تقسيم البلاد.
وقال المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "هذه التنازع يهدد وحدة البلاد، وان مضي الطرفان في تنفيذ ما يخططان له فإن تقسيم البلاد سيكون أمرا لا مفر منه".
-- مخاوف من انتشار المجاعة بالسودان
وفقا لآخر تقرير صادر عن برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في 24 ديسمبر الماضي، فأن المجاعة منتشرة في 5 مناطق على الأقل داخل السودان، فيما يتوقع أن تواجه 5 مناطق إضافية المجاعة.
ووفقا لتقرير مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، صدر أخيرا، فأن نحو 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وهو ما تنفيه الحكومة السودانية.
-- تزايد النازحين واللاجئين
وفقا لآخر تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فأن أكثر من 30 % من سكان السودان أصبحوا لاجئين في دول الجوار ونازحين داخليا.
وقالت المنظمة في تقرير صادر أواخر يناير الماضي إن إجمالي عدد النازحين ارتفع في العام 2024 بنسبة 27 %، حيث بلغ عددهم 11.559.907 أشخاص فيما عبر 3.352.418 فردا الحدود إلى دول الجوار.
ويتركز غالبية النازحين داخليا في مدن لم تصلها الحرب، فيما يتواجد اللاجئون السودانيون في دول الجوار السوداني وأبرزها مصر وتشاد واثيوبيا وجنوب السودان واريتريا وليبيا.
-- الجيش السوداني يحقق مكاسب
بعدما كانت قوات الدعم السريع تسيطر علي كامل وسط السودان (ولايتي الجزيرة وسنار) وخمس ولايات بغرب السودان (غرب دارفور، جنوب دارفور، وسط دارفور، شرق دارفور وغرب كردفان)، كما كانت تسيطر علي غالبية ولاية الخرطوم، تتراجع سيطرة قوات الدعم السريع بصورة متسارعة.
ومنذ الأشهر الأولى للعام 2024 تغيرت خارطة السيطرة العسكرية بالعاصمة الخرطوم، والآن يسيطر الجيش السوداني بالكامل، علي ولايات الشمالية، نهر النيل، البحر الأحمر، كسلا، القضارف، النيل الأزرق، الجزيرة وسنار.
فيما تسيطر قوات الدعم السريع بالكامل علي ولايات غرب دارفور، جنوب دارفور، شرق دارفور، كما تسيطر علي غالبية ولاية وسط دارفور، عدا منطقة (جبل مرة) التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
ويرى المحلل العسكري السوداني اسعد الزبير أن تراجع قوات الدعم السريع يعود إلى صعوبات لوجستية تتمثل في عدم القدرة علي توفير الإمداد مع الإنتشار الواسع للقوات، واعتبر الأمر خطأ تكتيكيا.
وقال الزبير لـ((شينخوا)) "انتشرت قوات الدعم السريع في مناطق واسعة من السودان، وقاتلت في مساحات مكشوفة وهذا أعاق إيصال الامداد والعتاد لقواتها المنتشرة، وهذا خطأ تكتيكي".
ويري آلان بوسويل الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إن تقدم الجيش وسيطرته علي العاصمة بالكامل، إن حدثت، ربما يكون مقدمة لانقسام السودان إلى قسمين، شرق يسيطر عليه الجيش السوداني وغرب تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
-- فشل مبادرات التسوية
بينما أكملت الحرب في السودان عامها الثاني ما تزال فرص التسوية السياسية بعيدة المنال بعدما أخفقت مبادرات إقليمية ودولية في إسكات أصوات البنادق.
وما يزال منبر جدة التفاوضي الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية معلقا منذ ديسمبر 2023.
كما أن مبادرات لقوي اقليمية مثل مبادرة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا (إيغاد) وقوي دولية كالأمم المتحدة والولايات المتحدة لم تحقق اي اختراق إيجابي.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والقائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في آخر خطاب له في 29 مارس الماضي، إن القوات المسلحة السودانية لن توقف إطلاق النار أو تتفاوض مع قوات الدعم السريع السودانية إلا إذا ألقت أسلحتها.
وعلى الرغم من أن محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع أعرب مراراً وتكراراً عن انفتاحه على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام، فإن قوات الدعم السريع السودانية شنت هجمات متكررة في البلاد، كما سعى هو نفسه بنشاط للحصول على الدعم والاعتراف الدوليين.
وفي الوقت الراهن، توقفت جهود محادثات وقف إطلاق النار، ويرى بعض المحللين أن هناك ثلاثة أسباب لذلك: أولا، أن الأطراف المتصارعة لديها خلافات خطيرة وهي غير مستعدة للتنازل، ثانياً، كلا الطرفين يريد الحصول على ميزة في ساحة المعركة حتى يكون في وضع مناسب عندما يضطر إلى التفاوض، ثالثا، يعتقد كلا الطرفين أن بعض الوسطاء قد انحازوا إلى طرف دون الآخر ولا يعترفون بموقفهم في الوساطة.
ومع إستمرار النزاع المسلح في السودان، يطرح المحلل السياسي عبد العظيم نور الدين ثلاثة سيناريوهات متوقعة.
وقال نور الدين لـ((شينخوا)) إن السيناريو الأول يتمثل في انتصار أحد أطراف النزاع واقامة سلطة مركزية من الخرطوم، والسيناريو الثاني هو استمرار النزاع وتعدد أطراف الصراع وتلاشي سلطة الدولة المركزية، اما السيناريو الثالث فيتمثل في التوصل إلى تسوية سياسية تنص علي إعادة بناء الدولة السودانية وإنشاء نظام حكم فيدرالي.
-- أزمة إنسانية غير مسبوقة
لقد تسبب الصراع المستمر في "كارثة إنسانية شاملة" ويعاني السودانيون من الجوع والمرض والنزوح وخسارة الأرواح.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في فبراير من هذا العام إن السودان يعيش في خضم أزمة إنسانية "ذات نطاق وقسوة وخطورة مثيرة للقلق" وتنتشر بشكل متزايد إلى المنطقة المحيطة على نطاق أوسع.
وقال المحلل السياسي السوداني الرشيد علي عووضة إن تقديرات المنظمات الدولية للتأثيرات الإنسانية للحرب ربما تكون أقل من الواقع.
وأضاف عووضة لـ((شينخوا)) "تبدو أزمة السودان منسية الآن، من المؤكد أن كل الأرقام المرتبطة بالتأثيرات الإنسانية تبدو أرقاما تقديرية، وربما كان الواقع اسوأ بكثير".
وللصراع المسلح في السودان تأثيرات علي قطاعات عدة، منها قطاع الزراعة، ووفقا للمديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع سيندي ماكين، فإن ملايين المدنيين فقدوا سبل عيشهم وأصبحوا غير قادرين على الوصول إلى الغذاء الأساسي، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 500 % في بعض المناطق.
وفي مجال التعليم، فأن ما يقرب من 17 مليون طفل في السودان خارج المدارس، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وبحلول العام 2025، سيحتاج 30.4 مليون شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية، ودعت الأمم المتحدة إلى توفير 4.2 مليار دولار كمساعدات للسودان لمساعدة نحو 21 مليون شخص من الأكثر ضعفاً، ولكن لم يتم جمع سوى 6.6 % من الأموال حتى الآن.
وقال إدمور توندلانا نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في السودان إن هذه الأموال ليست سوى قمة جبل الجليد.
وخلفت حرب السودان نحو 29683 قتيلا، وفقا لآخر تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |