بكين 15 أبريل 2025 (شينخوا) في وسط مدينة بكين، تعج إحدى صالات الألعاب الرياضية بالنشاط على مدار الساعة، حيث يتكدس الموظفون من ذوي الياقات البيضاء في مساحة 40 مترا مربعا، للقيام بالتمارين الرياضية وسط جداولهم المزدحمة.

وتظل أكثر من 70 خزانة بالصالة مشغولة باستمرار، بينما جميع المعدات قيد الاستخدام، وغالبا ما تتشكل طوابير للانتظار لاستخدام المعدات ذات الشعبية العالية مثل أجهزة مقعد الضغط.

وتعمل الصالة الرياضية المذكورة في مكان مرتفع الإيجار بمبنى إداري في الحي المالي المعروف محليا باسم "جينرونغجيه" في بكين، والذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات فقط غرب ميدان "تيان آن من".

وفي هذا السياق، قال تشانغ بينغ في، مدير شركة فيلينغمي فيتنيس: "استفادت الصالة الرياضية من سوق متخصص من خلال البقاء مفتوحة على مدار الساعة، حيث لا ينتهي عمل العديد من الموظفين الذين يمارسون التمارين الرياضية هنا، إلا في الساعة الثامنة أو التاسعة مساء".

وبدوره، قال قوه شياو يوي، وافد جديد إلى صالة الألعاب الرياضية: "من الأفضل أن تراقب جهاز الدمبلز (الأثقال) أثناء فترات الراحة"، مضيفا: "إذا تشتت انتباهك بالرد على رسالة على هاتفك المحمول، فقد يسبقك إليه شخص ما".

وانتشرت صالات الألعاب الرياضية التي تعمل بأوقات مرنة في المدن الصينية، حيث يقبل عشاق اللياقة البدنية على ممارسة التدريبات وسط جداولهم المزدحمة.

وكشف أحدث تقرير عن صناعة الرياضة واللياقة البدنية في الصين صدر في أوائل مارس الماضي أن عدد أعضاء الصالات الرياضية في البلاد تجاوز 87.5 مليون عضو بحلول نهاية عام 2024.

وقال قوه: "بعد أن انتشر الخبر الذي عنونه مستخدمو الإنترنت - "البلاد تطالبك بالتخلص من هذه الكيلوغرامات"، أدركت أنه لا يمكنني أن أسمح لنفسي بالبقاء بوزن زائد بعد الآن، حيث أصبح الأمر شاغلا للصحة العامة".

والنصيحة الصحية التي كان يشير إليها قوه هي خطاب مدته سبع دقائق ألقاه لي هاي تشاو، رئيس اللجنة الوطنية للصحة، في مؤتمر صحفي على هامش التجمع السنوي للمشرعين الوطنيين في بكين في مارس المنصرم.

وقد أعلن لي هناك عن خطط لإنشاء المزيد من عيادات إدارة الوزن في المرافق الطبية والصحية، بهدف مساعدة الناس على إنقاص الوزن بأمان واتباع أنماط حياة صحية. ثم ضجت منصات التواصل الاجتماعي مثل "ويبو" و"ريد نوت" بردود الفعل على هذا الخبر.

ومن جانبه، قال وانغ يي، أستاذ في كلية العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة شانشي: "قد يبدو من الغريب أن يصبح الوزن الشخصي شاغلا للحكومة، ولكن نظرا لأهمية الصحة العامة في التحديث الصيني النمط، فإن الأمر يستحق زيادة الوعي على المستوى الوطني".

ويحذر دليل إرشادي لإدارة الوزن أصدرته اللجنة الوطنية للصحة من أنه بدون تدخل، قد يصل معدل زيادة الوزن/السمنة لدى البالغين في الصين إلى 70.5 في المائة بحلول عام 2030، في حين أن معدلات السمنة لدى الأطفال قد ترتفع إلى 31.8 في المائة.

ومن جانبه، أوضح وي بنغ في، أستاذ في جامعة شنيانغ، في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين قائلا: "إلى جانب الوعي العام المتزايد بالصحة، أصبحت الصالات الرياضية قوة دافعة في التطور السريع لصناعة اللياقة البدنية بسبب كفاءتها المكانية مقارنة برياضات مثل كرة القدم أو كرة الريشة أو السباحة التي تتطلب مرافق متخصصة أو مساحات كبيرة".

وأضاف وي أنه مقارنة بالملعب المغلق، يمكن أن تستوعب الصالة الرياضية عددا أكبر من الأشخاص في نفس الإطار الزمني مع احتلال مساحة أرضية أقل.

وأضاف قوه إنه يجد أن تدريباته مجزية، حيث زاد وزن تمرين مقعد الضغط بمقدار 10 كيلوغرامات خلال أسبوعين فقط، مشيرا إلى أن "هذا التمرين هو التمرين الذي يمكنني أن أرى فيه تقدما طالما أنني أبذل الجهد".