arabic.china.org.cn | 15. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
القاهرة 14 أبريل 2025 (شينخوا) في ساحة بالقاهرة تضم عددا من الحافلات المتجهة إلى الحدود المصرية - السودانية، تجمعت عائلات سودانية في هدوء وهي ترتب حقائبها وتطمئن على أطفالها، الوجوه تحمل مزيجا من الشوق والأمل، والعيون تتابع تجهيز الأمتعة استعدادا للعودة إلى الوطن.
وكان يوسف الوليد، شاب سوداني في الثلاثين من عمره، يرتب حقائب أسرته لنقلها إلى إحدى الحافلات، بينما جلست زوجته وطفلاه في انتظار بداية رحلة طال انتظارها.
"لابد للغريب أن يعود إلى وطنه، ولابد أن نرجع إلى بيوتنا وأرضنا، لكن مصر تظل بلدنا الثاني بكل تأكيد،" هكذا قال الوليد لوكالة أنباء ((شينخوا)).
أما موسى عثمان ياسين، 63 عاماً، الذي كان يجلس إلى جوار زوجته قرب إحدى الحافلات، فقال إنه لم يغادر السودان هربا من الحرب، بل جاء إلى مصر بحثا عن العلاج، حيث أصبح الحصول على الأدوية الأساسية في بلاده أشبه بالمستحيل في ظل الظروف الأمنية الصعبة.
وأضاف ياسين: "مصر أم الدنيا... فعلاً أم الدنيا، لكن الوطن أولى، أتمنى العودة، وألا نواجه مرة أخرى المشاكل التي اضطرتنا لمغادرة الوطن".
وقد اندلع النزاع المسلح في السودان في منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في صراع على السلطة والنفوذ داخل البلاد، مما أدى إلى مقتل وتشريد آلاف المدنيين، وتسبب في واحدة من أكبر موجات النزوح في تاريخ السودان الحديث.
وفي أواخر مارس 2025، أعلن الجيش السوداني استعادة سيطرته على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، بما في ذلك وزارات ومؤسسات ومقار استراتيجية، ودعا المواطنين في الخارج إلى العودة والمشاركة في إعادة إعمار البلاد.
من جانبه، قال أمين إسماعيل، مستشار شؤون الجودة والمبادرات بالسفارة السودانية في القاهرة، إن عدد السودانيين الذين يعودون حاليا إلى وطنهم يقدر بنحو ثلاثة آلاف مواطن يوميا، موضحا أن هذا التدفق بدأ "بعد تحرير العاصمة"، وأن الأعداد تتزايد مع توفر الحافلات والمبادرات المجانية.
وأضاف إسماعيل أن هذه العودة الواسعة ترتبط بارتفاع المعنويات في أوساط المواطنين السودانيين، ورغبتهم في العودة إلى منازلهم، بعد استقرار الأوضاع وتوفر الخدمات في المناطق الثلاث للعاصمة: الخرطوم، بحري، وأم درمان.
وأوضح أن هذه العودة "تعزز الجبهة الداخلية"، إذ أن عودة السكان تعني إعادة الحياة إلى المناطق السكنية، ما يساهم في دعم جهود استعادة الاستقرار.
وختم إسماعيل حديثه برسالة إلى العائدين، قائلاً: "أنتم جئتم إلى وطنكم الثاني مصر، التي احتضنت الجميع منذ بداية الحرب، والآن أنتم تعودون، فاحملوا معكم الذكرى الطيبة لهذا البلد الكريم".
وأمام إحدى الحافلات، كان محمد عيسى، وهو مصري من محافظة أسوان ومندوب لإحدى شركات النقل، يساعد في تنظيم الركاب والتأكد من صعودهم إلى الحافلة.
وقال عيسى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن شركته تسمح بركوب من لا يملك ثمن التذكرة، مضيفا: "المصريون والسودانيون أشقاء، ويجب أن نساند بعضنا في أوقات الأزمات، المصريون والسودانيون كأنهم شعب واحد".
وأضاف عيسى: "أسعد عندما أرى السعادة على وجوههم وهم عائدون إلى وطنهم، كثير منهم يقولون لنا إنهم سيفتقدوننا كثيرا".
وأكد أن هذه الرحلات مستمرة منذ أكثر من شهر، وأن عدد المسافرين اليومي يتجاوز ثلاثة آلاف شخص، بحسب تقديره.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023، أصبحت مصر أكبر دولة تستضيف الفارين من النزاع، ووفقا لبيانات الحكومة المصرية ومنظمات دولية مثل اليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تجاوز عدد السودانيين الذين دخلوا مصر بحثا عن الأمان 1.2 مليون شخص، وقد سجل أكثر من 656 ألفا منهم كلاجئين أو طالبي لجوء حتى فبراير 2025، في حين بقي عدد كبير منهم غير مسجل رسميا.
أما أمين عوض، وهو أب لستة أطفال في بداية الأربعينات من عمره، فقال إنه اضطر إلى مغادرة الخرطوم بعد اندلاع الحرب، بسبب اشتداد الاشتباكات في منطقته، وانتقل مع أسرته من ولاية إلى أخرى حتى وصل إلى مصر قبل نحو ثمانية أشهر.
"لم أشعر بالغربة في مصر، الشعب المصري مثل الشعب السوداني، وكأننا بلد واحد فعلا"، هكذا قال عوض.
وأضاف الرجل السوداني لوكالة أنباء ((شينخوا)): "أتمنى أن يعم الأمن والأمان في السودان، وفي كل الدول العربية، لأن الأمان هو كل شيء."
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |