14 إبريل 2025 / شبكة الصين/ أشارت مجلة نيكي ريفيو اليابانية مؤخرا إلى أنه في حين أن واشنطن مهووسة بإمدادات وحدات معالجة الرسوميات (GPU) ومعايير النماذج، فإن ثورة هادئة في مجال الذكاء الاصطناعي تتكشف في مكان لا ينتبه إليه سوى عدد قليل من المحللين وهو الريف الصيني. ففي مقاطعات جيلين ويوننان وهوبي الصينية، يلجأ مزارعو الأرز إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حماية محاصيلهم من الفيضانات والأمراض. وتُظهر الصين للعالم خريطة طريق مختلفة للمسار المستقبلي للذكاء الاصطناعي، وهي خريطة لم تعد تهيمن عليها نماذج ذات مليارات المعلمات أو قيم سوقية تبلغ تريليونات الدولارات.

وقالت المجلة إن خدمات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصين مجانية في الغالب، مما يساعد على اعتمادها على نطاق واسع. وفي إحدى قرى مقاطعة هوبي وسط الصين، لجأ مزارعو الأرز إلى روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي للحصول على المساعدة بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة التي غمرت حقول الأرز الخاصة بهم. فقدم الروبوت لمزارعي الأرز بسرعة نصائح سهلة الفهم وذات صلة بالمنطقة.

وذكرت المجلة أنه بينما تتجادل واشنطن حول ما إذا كانت النماذج الصينية مثل "ديب سيك" تشكل تهديدا أمنيا، تعمل بكين على دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. وفي الغرب، لا تزال القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي تعتمد إلى حد كبير على الاختراقات التكنولوجية ــ الرقائق الأسرع، والنماذج الأكثر ذكاءً، والتطبيقات الجديدة. ومع ذلك، فإن التجربة الصينية تخبر الجميع أن التطبيق قد يكون أكثر أهمية من التطوير.

وأشار التقرير إلى أن الفوائد التي يجلبها الذكاء الاصطناعي للمزارعين الصينيين حقيقية ومباشرة. فمن وجهة نظرهم، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح أداة يومية. 

وفي حين أن الزيادة في اعتماد الذكاء الاصطناعي في المناطق الريفية الصينية مثيرة للإعجاب، إلا أنها تأتي أيضًا مع تحديات. فعلى سبيل المثال، لا يعرف بعض المزارعين كيفية طرح أسئلة فعالة على روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ما لم يتلقوا التدريب والتوجيه من متخصصين. 

ويشكل مستوى التعليم الذي تلقاه المزارعون أيضا عائقا، حيث إن بعض المصطلحات التقنية المهنية غامضة للغاية بحيث لا يتمكن بعض المزارعين من فهمها.

ويعتقد التقرير أن الحدود التالية للذكاء الاصطناعي لن تتحقق في مختبرات الأبحاث أو على الخوادم المجهزة بأعداد كبيرة من وحدات معالجة الرسوميات، ولكن سيتم تحقيقها في أماكن مثل المنازل والمزارع والعيادات والمتاجر الصغيرة. ففي هذه الأماكن، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المستخدمين في حل المشكلات الحقيقية في الوقت الفعلي. وتحتل الصين حاليا مكانة رائدة في استكشاف هذه الحدود، ليس لأن نماذجها أكثر ذكاء، بل لأنها تستخدم على نطاق أوسع.

وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تظل قادرة على المنافسة، ليس فقط في مجال ابتكار الذكاء الاصطناعي ولكن أيضا في فائدة الذكاء الاصطناعي، فيتعين عليها إعادة النظر في نهجها تجاه التنمية. وهذا يعني جعل أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة في الوصول إليها بالنسبة للأشخاص العاديين، وليس فقط للمطورين والشركات. وهذا يتطلب سد الفجوة بين البحث والتطبيق العملي. وهذا يعني أيضًا النظر إلى ما هو أبعد من الضجيج حول "سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي" وطرح سؤال أكثر جوهرية وهو "كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن حياة الإنسان بالفعل؟".