14 إبريل 2025 / شبكة الصين/ ذكرت صحيفة الغارديان مؤخرا أن التجار في أكبر سوق للسلع الصغيرة في العالم يشعرون بالقلق إزاء تأثير الصدمات الاقتصادية العالمية، وقد قلصوا اعتمادهم على الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة. 

وبحسب الصحيفة، يضم مجمع ييوو التجاري الدولي، الواقع على مساحة أكثر من 6.4 مليون متر مربع، عشرات الآلاف من الموردين. وفي ظل تبادل التهديدات بين الولايات المتحدة والصين بفرض رسوم جمركية أعلى، أصبح الموردون في مدينة ييوو الواقعة بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين على الخطوط الأمامية في "الحرب" التجارية.

وذكر التقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوما جمركية إضافية بنسبة أعلى من 50% على السلع الصينية ذلك الأسبوع، وهو ما رفع إجمالي معدل التعريفات على بعض المنتجات إلى أكثر من 100%. وعلى الرغم من قلق تجار ييوو بشأن التعريفات الجمركية الجديدة، إلا أن معظمهم كانوا على استعداد لتعديل إستراتيجياتهم وتحويل تركيز أعمالهم إلى أسواق خارج الولايات المتحدة منذ أن شنت الولايات المتحدة حربها التجارية ضد الصين في عام 2018.

وأوضحت وانغ قوي ينغ التي تدير أعمال بيع إطارات الصور بالجملة في ييوو منذ 30 عامًا أن عملائها الأميركيين يشكلون الآن أقل من 10%، وهو عدد أقل بكثير مما كان عليه في الأيام الأولى لنشاطها التجاري. مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي، يأتي معظم المشترين الرئيسيين من منطقة الشرق الأوسط، وقالت "أصبحت الأعمال أكثر صعوبة، لكننا لا نستطيع التوقف".

وعلى غرار وانغ، تدير ما لين أعمال بيع مستحضرات التجميل والإكسسوارات، وأكبر العملاء من الشرق الأوسط. وترى أن تأثير التعريفات الجمركية الإضافية من الصعب تقييمه، لكنه "سيتسبب في خسائر فادحة للتجارة بين الصين والولايات المتحدة".

ويشعر تجار ييوو بقلق كبير بشأن التأثير الاقتصادي العالمي الناجم عن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، وليس فقط الرسوم الجمركية على السلع الصينية. ويعتقد متداولو وول ستريت الذين أجرت صحيفة الغارديان مقابلات معهم أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على "الدول الثالثة" ليست سوى ورقة مساومة للضغط على هذه الدول لتحذو حذوها وتفرض رسوما جمركية على الصين. وهذا هو بالضبط ما يقلق البائعين مثل تشنغ شياو يان، التي تصدر منفضة السجائر الإبداعية، حيث قالت "إذا اقتصر الأمر على الولايات المتحدة فقط فلا بأس، فأنا قلقة من أن دولًا أخرى قد تحذو حذوها".

وتعمل الحكومة الصينية بشكل نشط على تعزيز تنويع أسواق التصدير. وبحسب الأرقام، يتجه نحو 15% من صادرات الصين الآن إلى الولايات المتحدة، بانخفاض عن 19% في عام 2017. 

وفي حين لا تزال بعض السلع تصل إلى رفوف المتاجر الأمريكية عبر دول ثالثة، فإن الدفع العام لتقليل التعرض للولايات المتحدة واضح في كل من البيانات الرسمية والإحصاءات. فعلى سبيل المثال، ذكر تقرير ييوو الرسمي بشأن إحصاءات التجارة لعام 2024 أن واردات وصادرات المدينة في العام الماضي بلغت 669 مليار يوان، بزيادة أكثر من 18% على أساس سنوي، منها 18% من التجارة مع أفريقيا، و17% مع أمريكا اللاتينية، و10% مع دول الآسيان، ولكن لم تُذكر الولايات المتحدة.