القاهرة 12 أبريل 2025 (شينخوا) اختتمت اليوم (السبت) في العاصمة العمانية مسقط جولة أولى "إيجابية وبناءة" من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن الملف النووي الإيراني ورفع الحظر المفروض على طهران.

وجرت المفاوضات، التي استمرت ساعتين ونصف الساعة، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وذلك عبر وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وجاءت هذه المفاوضات، التي أكد خلالها الطرفان الأمريكي والإيراني رغبتهما في التوصل إلى اتفاق في أقصر وقت ممكن، في ظل توترات إقليمية ودولية متصاعدة، وعلى وقع تهديدات أمريكية بعمل عسكري ضد طهران في حال لم توافق على إنهاء برنامجها النووي.

وتعد هذه المفاوضات الأولى بين إيران وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك فترة ترامب الأولى بين عامي 2017 و2021.

- تفاصيل المحادثات

وتبادل عراقجي وويتكوف خلال المباحثات "غير المباشرة" مواقف حكومتي بلديهما بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع الحظر غير القانوني المفروض على إيران، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وقال عراقجي، في تدوينة على منصة (إكس) عن المفاوضات، "لقد شرحت مواقف إيران بكل حزم وفي الوقت نفسه بناء على رؤية مستقبلية، وكلا الطرفين قررا مواصلة هذا المسار في الأيام المقبلة".

وفي تصريح متلفز من مسقط عقب المفاوضات، أوضح الوزير الإيراني "لقد أجرينا حوالي ساعتين ونصف من المحادثات غير المباشرة بفضل جهود (بدر بن حمد) البوسعيدي وزير خارجية عمان، الذي كان يتنقل بين الوفدين، وأعتقد أنه تم تبادل الرسائل 4 مرات بين الطرفين الإيراني والأمريكي عبر الجانب العماني"، وفق (إرنا).

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في منشور على منصة ((إكس)) نشرته وسائل إعلام إيرانية، "إن المفاوضات عقدت في الأماكن المحددة من قبل الوسيط العماني المستضيف، حيث تواجد الوفدان الإيراني والأمريكي في قاعتين منفصلتين.. ونقل كلا من الطرفين آراءه ومواقفه حول إزالة الحظر والبرنامج النووي الإيراني عبر وزير الخارجية العماني إلى الطرف الاخر".

وبعد انتهاء المحادثات، أجرى رئيسا الوفدين الإيراني والأمريكي محادثة قصيرة، بحضور وزير الخارجية العماني أثناء مغادرتهما مكان المفاوضات، في خطوة وصفت بأنها رمزية، وقد تعكس انفتاحاً متبادلاً نحو مزيد من الحوار، وفق ما أفادت مصادر عمانية وكالة أنباء (شينخوا).

- مفاوضات بناءة

ووصف عراقجي، محادثاته غير المباشرة مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي بأنها "بناءة" باعتبارها الجلسة الأولى من المفاوضات.

وأضاف "يبدو أنه كان اجتماعا بناء جرى في جو هادئ ومحترم للغاية، حيث لم يتم استخدام أي لغة غير لائقة، وقد أظهر الجانبان التزامهما بدفع هذه المحادثات حتى التوصل إلى اتفاق يكون مرضيا للطرفين ويتم على قدم المساواة".

وتابع "اتفقنا على أن تعقد الجولة الثانية خلال الأسبوع المقبل، لنجتمع يوم السبت (القادم)، للدخول في الإطار العام الذي يمكن أن يتضمنه الاتفاق، وسنرى إلى أي مدى يمكننا المضي قدما في هذه العملية"، مشيرا إلى أن الجولة الثانية سوف "تعقد على نفس المستوى، وطبعا ستكون عمان هي البلد المستضيف".

وأردف قائلا إنه "من المؤكد، لا نحن ولا الطرف الآخر يرغب في مفاوضات غير مثمرة أو التفاوض من أجل التفاوض وإضاعة الوقت أو الدخول في مفاوضات استنزافية على الإطلاق"، قبل أن يضيف "لقد قال كلا الجانبين إنهما يرغبان في التوصل إلى اتفاق في أقصر وقت ممكن، لكن هذا لن يكون سهلا ويتطلب إرادة كاملة من كلا الجانبين".

واستطرد قائلا "لقد بذل الطرف المقابل (قاصدا الوفد الأمريكي) جهودا كبيرة اليوم ليظهر أنه يسعى للوصول إلى اتفاق مناسب وعادل".

وحول إمكانية وضع جدول زمني للمفاوضات، قال عراقجي إن "أجواء الاجتماع اليوم كانت من النوع الذي يضمن ويُظهر هذا الاستمرار في الواقع، وفي الاجتماع المقبل سنحاول الدخول في جدول أعمال المفاوضات، والذي سيتضمن بالطبع جدولا زمنيا".

وواصل "أعتقد أننا في هذا الاجتماع اقتربنا كثيرا من أساس تفاوضي، وإذا تمكنا خلال الاجتماع المقبل من تحديد أساس لمسار المفاوضات، فإننا نكون قد مضينا شوطا كبيرا ويمكننا انطلاقا من ذلك أن نبدأ محادثات حقيقية".

وشدد على أن "هدفنا هو التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف من موقع متساو."

من جانبه، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أن المفاوضات عقدت بطريقة إيجابية.

وأضاف ويتكوف على صفحته في منصة ((إكس)) "أجرينا محادثة إيجابية وبناءة للغاية"، مشيرا إلى أنه سيعود إلى الولايات المتحدة اليوم.

كذلك اعتبر البيت الأبيض أن المناقشات مع إيران "إيجابية وبناءة للغاية"، ونوه بأن المبعوث الأمريكي أكد لوزير الخارجية الإيراني أنه تلقى تعليمات من الرئيس دونالد ترامب، لحل الخلافات بين البلدين من خلال الحوار والدبلوماسية إن أمكن، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة (العربية) الفضائية.

ورأى أن التواصل الذي أجراه ويتكوف اليوم هو خطوة للأمام نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الطرفين.

من جهته، أكد وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية جرت في "جو ودي" يحقق في نهاية المطاف السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

وقال البوسعيدي في منشور على منصة ((إكس)) "أنا فخور بأن أعلن أننا استضفنا اليوم في مسقط وزير الخارجية الإيراني الدكتور سيد عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، وتوسطنا لبدء عملية حوار ومفاوضات بهدف مشترك يتمثل في التوصل إلى اتفاق عادل وملزم".

وأضاف الوزير العماني "سنواصل العمل معا، ونبذل المزيد من الجهود لتحقيق هذا الهدف".

- دور عماني مهم

وثمن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي، جهود وزير الخارجية العماني على استضافة ووساطة المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا اليوم.

وقال بقائي، في منشور على منصة ((إكس)) عقب انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات، إنه "بناء على اتفاق الجانبين حول استمرار المفاوضات خلال الأسبوع المقبل، عمان لا تزال ماضية في القيام بهذا الدور المهم".

وقبل بدء جولة اليوم، التقى وزير الخارجية الإيراني نظيره العماني، لمناقشة الترتيبات الخاصة بإجراء المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.

ورحبت دول عربية ببدء المباحثات الأمريكية الإيرانية، وأبدت ثقتها في أن تكلل المساعي العمانية بالنجاح.

فقد أعرب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره العماني عن تقديره للجهود البناءة التي تبذلها سلطنة عمان في الوساطة، والهادفة إلى تعزيز الثقة وترسيخ الاستقرار في المنطقة.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، أبدى الوزير الإماراتي ثقته في أن المساعي العمانية ستكلل بالنجاح، بما يسهم في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وتهيئة مناخ إيجابي يعيد بناء الثقة ويعزز جهود إرساء السلام والأمن والاستقرار العالمي.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان عن ترحيب العراق "ببدء المباحثات الإيرانية - الأمريكية في سلطنة عمان".

كما أعربت عن أملها في "أن تفضي هذه المباحثات إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب تسهم في تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة بين الجانبين، بما يصب في مصلحة شعوب المنطقة ويعزز الأمن والسلام".