الخرطوم 10 أبريل 2025 (شينخوا) دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (الخميس) أطراف النزاع في السودان إلى الالتزام بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لتجنب تفاقم الكارثة.

وقالت اللجنة، في تقرير بمناسبة مرور نحو عامين على اندلاع الحرب في السودان، "أعلنت أطراف النزاع التزامها باحترام القانون الدولي الإنساني من خلال التوقيع على إعلان جدة في مايو 2023، وعليها الالتزام بهذه المعايير".

وأضافت "إن حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق أمران لا يقبلان التفاوض، فهما التزامان قانونيان وهما السبيل الوحيد لتجنب تفاقم الكارثة".

وحذَّر الصليب الأحمر من أن التجاهل الصارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني والانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية ساهما في تفاقم الأزمة الكارثية في السودان.

ووفقا للصليب الأحمر، فإن اثنين من كل ثلاثة سودانيين لا يستطيعان الحصول على الرعاية الصحية بسبب تدمير معظم المنشآت الطبية جراء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت اللجنة "إن هذه الأرقام تعني أن الأمهات يلدن بدون مساعدة ماهرة وأن الأطفال لا يحصلون على التطعيمات الضرورية وأن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة لا يتلقون الرعاية الصحية".

وأشارت اللجنة إلى أن الحرب تسببت في تعطيل 70 إلى 80 % من المنشآت الصحية في مناطق النزاع بالسودان.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان دانيال أومالي "لا يجوز أن يدير المجتمع الدولي ظهره للسودان، فملايين الأرواح واستقرار منطقة بأكملها على المحك، علينا تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية المُنسّقة لتقديم الإغاثة التي يحتاجها الشعب السوداني بشدة".

ورصدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما أسمته بعض (الاتجاهات المُقلقة) منذ اندلاع الحرب، مثل عرقلة الرعاية الصحية العاجلة وأنماط الهجمات على المستشفيات التي تتضمن النهب والتخريب والعنف الجسدي ضد الطواقم الطبية والمرضى وحرمان المدنيين من الخدمات الصحية.

وحذر التقرير من النقص الحاد في الأدوية والمعدات والطواقم الطبية المُدرَبة في الـ20 % المتبقية من المنشآت الصحية التي ما زالت تعمل في السودان.

وأكد تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القطاع الصحي السوداني، الهش أصلا قبل اندلاع الحرب، يشهد "انهياراً والأرواح أصبحت على المحك".

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من تزايد أعداد المفقودين والمغيبين قسريا، وقالت "هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يبحثون عن أحبائهم المفقودين بنسبة 66 %، وقد تلقت اللجنة الدولية زهاء 7700 طلب بحث من أشخاص يحاولون العثور على أحد أفراد أسرهم المفقودين".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 14 مليون شخص، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، بواقع 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.