تيانجين 8 أبريل 2025 (شينخوا) انتهت عطلة عيد تشينغمينغ في الصين يوم الأحد الماضي، حيث قام معظم الناس بكنس المقابر لتكريم أسلافهم الراحلين، بينما انخرط البعض الآخر في أنشطة خارجية أو التمتع بالمعالم الربيعية خلال العطلة التي تعد بمثابة استراحة قصيرة للكثيرين.

كما استمتع بالعطلة الطلاب العرب الوافدون، حيث قام أحمد محمد صالح، وهو طالب مصري يدرس في جامعة تيانجين للغات الأجنبية في بلدية تيانجين شمالي الصين، بزيارة ووداداو، مجمع سياحي شهير في البلدية، وتذوق أطعمة متميزة خلال العطلة.

وقال أحمد:" في مصر، نقوم باستعدادات وتجهيز أطعمة خاصة لزيارة المقابر، ونزرع نباتات رمزية بجوار المقابر لتمثل الطبيعة الدورية للحياة".

وتتشابه الحضارات العريقة في بعض الجوانب، إذ تربط كل من التقاليد المصرية والصينية النباتات بالولادة الجديدة. ويقوم المصريون بتزيين القبور بالنخيل واللوتس، في حين أن الصينيين يغرسون أغصان الصفصاف، التي تبدى حيويتها في أوائل الربيع، لتمثل دورات التجديد الدائمة للطبيعة.

وبدورها قالت فوزية، طالبة من جزر القمر وتدرس في جامعة تيانجين، إن أهلها في جزر القمر يقومون أيضا باحتفالات وتجمعات عائلية حيث يتذكرون أسلافهم، مضيفة "على الرغم من أن عاداتنا قد تكون مختلفة، إلا أن الفكرة لتكريم أولئك الذين جاءوا من قبلنا هي نفسها".

ولفتت وانغ يي، أستاذة مشاركة من معهد الدراسات الثقافية بجامعة تيانجين، أن المفاهيم الثقافية العميقة للأعياد التقليدية الصينية مثل تشينغمينغ تتلاقى مع القيم الإنسانية العالمية، مما يجعلها أحداثا مشتركة للذكرى والتجديد.

وأضافت أن التأملات خلال عيد تشينغمينغ حول الوفيات والقرابة والطبيعة تتحدث إلى البشرية جمعاء، قائلة إنه "عندما يتعرف الأجانب على طقوسها وحتى يشاركون فيها، سيرون مدى عمق ترابط ثقافاتنا، وكم يمكننا أن نتعلم بعضنا من البعض".

وفي هذا السياق قال صالح إن الحضارة المصرية والصينية تعتقدان أن "تكريم الماضي يساعدنا على عيش مستقبل أفضل، بدلا من أن نسكن في حزن دائم".

وأضافت فوزية: "أعتقد أن عيدا لتذكر أسلافنا يمكن أن يمس الناس في كل مكان. إنه يذكرنا بأن الأسرة والتاريخ واحترام جذورنا هي قيم مشتركة بين العديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم".