تيانجين 8 أبريل 2025 (شينخوا) وسط جو صامت بقاعة العرض لجامعة تيانجين الطبية في بلدية تيانجين بشمالي الصين، قام شينغ يون جينغ البالغ من العمر 67 عاما بضغط ملصق على الجدار التذكاري بعناية، ليضيف اسما آخر إلى الأسماء الموجودة حاليا والتي يمثل كل واحد منها شخصا تبرع بجسده لغرض الدراسة الطبية.

وأضاف شينغ أسماء 229 متبرعا إلى الجدار التذكاري قبل يوم كنس المقابر، الذي وافق يوم الجمعة الماضي، الأمر الذي زاد العدد الإجمالي للأسماء الموجودة إلى 1200.

وعلى مدار ثماني سنوات مضت، أرشد شينغ، وهو متطوع متقاعد، قرابة 400 عائلة لتحقيق رغبات أحبائهم الذين يحتضرون، من المخضرمين العسكريين إلى الشباب الذين فقدوا حياتهم بسبب المرض، حيث اختار كلهم التبرع بالأجساد أو الأعضاء.

هذا وقال شينغ "كان المتبرع الأصغر عمره سنة واحدة فقط، والأكبر كان عمره 106 سنوات، ومهما كان عمر المتبرعين، فقد اختاروا ترك حبهم للدنيا".

وكان والدا شينغ وعمه من المتبرعين أيضا، وبإلهام من خيارهم وأصبح شينغ متطوعا بعد تقاعده في عام 2017 لمساعدة المزيد من المتبرعين المتفانين على التبرع بأجسادهم أو القرنيات للأغراض العلمية.

وثمة اعتقاد تقليدي في المجتمع الصيني أن الدفن يجلب السلام للموتى، وهو ما جعل فكرة التبرع بالأجساد أو الأعضاء تواجه تحديات في القبول بها. إلا أن هذا الموقف قد شهد تغيرا تدريجيا خلال السنوات الأخيرة، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الذين يختارون التسجيل كمتبرعين بالأجساد أو الأعضاء.

وتظهر بيانات من مركز إدارة التبرع بالأعضاء في الصين أن أكثر من 7 ملايين شخص في الصين أكملوا التسجيل طوعا كمتبرعين بالأجساد أو الأعضاء حتى الآن.

واكتشفت جيانغ كوي، طبيبة من قسم أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى العام لجامعة تيانجين الطبية، اسم مدرّسها في المدرسة الابتدائية جيانغ هونغ جيون واسم زوجته على الجدار التذكاري.

وقالت جيانغ "إنهما كرسا حياتهما للتعليم، وتبرعا في النهاية بجسديهما للتعليم، مما حرك مشاعري بشدة"، مضيفة أن جسدي الزوجين المتقدمين في السن سيجلبان الأمل للكثير من المرضى وسيساعدان الطلاب في أن يصبحوا ممارسين طبيين مؤهلين.

وذكرت هوان يوي شي، طالبة في السنة الثانية في الجامعة، أنه لم يكن لديها علم بهوية المتبرعين عند التعامل مع أجسادهم في حصة التشريح.

وتابعت هوان "الآن، ومن خلال لمس أسمائهم، أدركت أن تبرعاتهم قد ساهمت في توسيع نهر المعرفة الطبية".