بكين 8 أبريل 2025 (شينخوا) أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين تهديدا آخر ضد الصين، مطالبا إياها بالتراجع عن تدابيرها المضادة، وإلا فإنها ستواجه جولة جديدة من الزيادات في التعريفات الجمركية.

وهذا الابتزاز الصارخ يسلط الضوء بلا شك على السلوك التسلطي لواشنطن. فالمنطق الكامن وراء سلوك الولايات المتحدة عبثي تماما: "يحق لي أن أضربك متى أشاء، ولا يحق لك الرد. وبدلا من ذلك، يجب أن ترضخ دون قيد أو شرط".

هذه ليست دبلوماسية، بل عبارة عن إكراه سافر متنكر في زي سياسة. ويعبر موقف واشنطن عن شكل خطير من أشكال التنمر الاقتصادي يتعارض مع مبادئ المساواة في السيادة والاحترام المتبادل.

لقد أوضحت الصين موقفها بشكل لا لبس فيه "أننا لا نثير المتاعب، لكننا لا نخشاها. والضغط والتهديد ليسا الطريقة الصحيحة في التعامل مع الصين".

إن تهديد الولايات المتحدة بزيادة التعريفات الجمركية على الصين يعد خطأ فادحا يُضاف إلى خطأ قائم. وتعارض الصين بشدة هذا التحرك. وإذا أصرت واشنطن على المضي في هذا المسار الخاطئ، فلن تتردد الصين في الرد بالمثل.

في الواقع، فإن استرضاء المتنمر لا يؤدي إلا إلى تشجيعه على مزيد من العدوان. يكفي أن ننظر إلى كيفية استجابة ترامب لطلب الاتحاد الأوروبي إجراء محادثات لخفض التعريفات الجمركية: فقد رفض إجراء محادثات حول تغيير التعريفات الجمركية "ما لم يدفعوا لنا الكثير من المال على أساس سنوي، أولا على الحاضر، وأيضا عن الماضي".

وببساطة، فإن الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب، والتي أُطلقت تحت شعارات "الإنصاف" و"المعاملة بالمثل"، ليست في جوهرها سوى لعبة صفرية تدفعها نزعة "أمريكا أولا" و"الاستثنائية الأمريكية".

وعلى صانعي السياسات في واشنطن أن يدركوا أن ممارسة أقصى درجات الضغط على الصين لن تجدي نفعا. وستظل الصين ثابتة في اتخاذ خطوات حازمة لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية. والمسار الوحيد القابل للتطبيق لحل الخلافات يكمن في الحوار المتكافئ القائم على الاحترام المتبادل.