arabic.china.org.cn | 08. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة 7 أبريل 2025 (شينخوا) في ظل اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتعثر دخول المساعدات الإنسانية، برزت مبادرات شعبية محدودة تقودها عائلات فلسطينية لسد رمق الجوعى والنازحين، في مشهد يعكس تضامنا مجتمعيا لافتا رغم شح الموارد.
على أطراف حي الزيتون شرقي مدينة غزة، حوّل الفلسطيني محمد أبو علي (45 عاما) فناء منزله المتواضع إلى مطبخ ميداني، يعد فيه يوميا وجبات بسيطة من العدس والأرز والحساء لمئات النازحين الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
وقال أبو علي، وهو أب لستة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا)) : "هذه الوجبة قد تكون الوحيدة التي يتناولها بعضهم في اليوم. لا يمكننا انتظار المساعدات، لذلك قررنا أن نتحرك بأنفسنا".
ويعمل أبو علي وزوجته وأشقاؤه في إعداد وتوزيع الطعام على نحو 400 شخص، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
وأضاف "ما نقوم به ليس عملا خيريا، بل ضرورة للبقاء. مجرد طبق دافئ قد يمنح إنسانا شعورا بأنه ما زال موجودا… لا نملك الكثير، لكننا نملك بعضنا البعض".
وتأتي هذه المبادرات في وقت يزداد فيه الضغط على سكان غزة عقب وقف إسرائيل دخول البضائع والإمدادات إلى غزة.
وأعلنت إسرائيل في الثاني من مارس الماضي وقف دخول البضائع والإمدادات إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع على خلفية رفض حماس قبول مقترح أمريكي بوقف مؤقت لإطلاق النار مع حماس في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
وبررت إسرائيل الإغلاق بسعيها للضغط على حماس للإفراج عن مزيد من المحتجزين، بينما تتهم الحركة إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات وزيادة معاناة المدنيين.
وقال أبو علي : "منذ إغلاق المعبر، اختفى الدقيق، فرغت المتاجر، وتوقفت المخابز".
وتابع "جمعنا ما توفر من مؤن ومعلبات، وطلبنا من الجيران أن يساهموا بما يستطيعوا. قررنا ألا ينام أحد جائعًا".
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، ينسق الفلسطيني نضال بنات البالغ من العمر (55 عامًا) مبادرة مشابهة.
وقال الرجل الذي فقد منزله ومتجره في غارة جوية على حي الشجاعية شمال قطاع غزة "فقدت كل شيء، لكننا أدركنا أن لا أحد قادم لإنقاذنا. بدأنا نساعد بعضنا البعض، بما تيسر".
ويتنقل بنات، يوميا بين الخيام، يجمع الأرز والعدس، وربما بعض الخضروات، ليُعد وجبات جماعية في أوانٍ ضخمة توزع على مئات اللاجئين.
وتابع "حتى البصل لا نهدره. نمزج كل شيء لنقدم وجبة تليق بالناس".
وأضاف "عندما يبكي الأطفال من الجوع، لا وقت للبكاء أو الانتظار. نطبخ، نوزع، ونتشارك… هذه أدوات بقائنا".
وفي خان يونس جنوب القطاع، تنتظر أم جهاد، وهي أم لخمسة أطفال من بينهم رضيع، دورها للحصول على وجبة في مطبخ شعبي آخر.
وقالت المرأة الفلسطينية : "أطفالي يذبلون أمامي، لم أتلق أي مساعدات، لكن اليوم حصلنا على صحن أرز وحساء… وجبة بسيطة، لكنها منحتنا بعض القوة لنواصل".
وفي غضون ذلك، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحذيرا جديدا من أن الوضع في غزة أصبح "خارج السيطرة"، لا سيما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقالت المنظمة في بيان: "آلاف الطرود الغذائية الخاصة بالأطفال تنتظر الإذن بالدخول إلى غزة، وحليب الأطفال على وشك النفاد، والمكملات الغذائية لم تعد متوفرة"، مشيرة إلى أن "الوقت ينفد بالنسبة لآلاف الأطفال".
ولا يوجد عدد دقيق لهذه المبادرات المحلية، إلا أن مراقبين يعتقدون أنه مع استمرار الأزمة، أصبحت المبادرات مثل تلك التي يقودها أبو علي وبنات، تمثل شريان حياة أساسيًا لسكان القطاع.
ويقول بنات، وهو يراقب صف الأطفال المنتظرين أمام مطبخه: "نحن لسنا متسولين، قبل الحرب كنا مزارعين، وأصحاب متاجر، وعمال بناء… اليوم نحن ناجون، ليس بخطابات دولية، بل بتضامن يومي".
وختم حديثه بنظرة إلى سحب من الدخان في الأفق نتيجة غارة إسرائيلية، قائلا : "قد نكون منهكين، لكننا لسنا مهزومين، صحيح أن معظم قطاع غزة بات أنقاضا… لكننا أرواح ولن نموت".
ورغم هذه الجهود، أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، لـ((شينخوا)) أنها تبقى "قطرة في بحر الاحتياجات"، مضيفا أن أكثر من 85 % من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن البنية التحتية الصحية والتعليمية باتت شبه معطلة.
وقال الشوا إن الأوضاع "منهارة"، مع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات عبر المعابر.
وتابع: "تظل هذه المبادرات المحلية بمثابة شريان حياة للسكان، لكنها تكافح لمواجهة حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع".
وأضاف الشوا أن التحدي الأكبر يكمن في نقص المواد الأساسية مثل الدقيق والوقود والدواء، مؤكدا أهمية "تعزيز التكافل الاجتماعي بما هو متاح للاستمرار".
من جهته، طالب مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل ثوابتة، إسرائيل بوقف استخدام الغذاء والوقود كأدوات للابتزاز السياسي والعقاب الجماعي.
ودعا ثوابتة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى التدخل العاجل والفوري للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والدقيق دون قيود أو شروط.
وقال إن "هذا الحصار الخانق لن يكسر إرادة شعبنا الفلسطيني، ولن يدفعه للتخلي عن حقوقه المشروعة، بل يزيده صلابة وصموداً".
وتابع ثوابتة "إننا أمام لحظة إنسانية فارقة، تتطلب من الجميع اتخاذ موقف واضح ضد هذا الظلم، ولإنقاذ أرواح الأبرياء من براثن الجوع والموت البطيء".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |