arabic.china.org.cn | 07. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بقلم: رجب دوان
ميسان، العراق 7 أبريل 2025 (شينخوا) مع أولى خيوط الشمس التي تخترق ضباب نهر دجلة صباحا، دخل القروي العراقي حيدر مصطفى كعادته إلى مطبخ منزله في محافظة ميسان جنوبي البلاد وأدار مفتاح موقد الغاز، لتنطلق منه شعلة زرقاء "تُشبه جنيا خرج من مصباح علاء الدين، يحررنا من نقص الوقود ويحسن معيشتنا"، حسب قوله.
ويسكن حيدر قريبا من حقل الحلفاية النفطي، وقد تغير واقع حياته المعيشية وكذلك آلاف العائلات العراقية في محافظة ميسان بفضل تشغيل محطة الحلفاية لمعالجة الغاز الطبيعي، والتي شيّدتها شركة صينية.
في عام 2019، استثمرت شركة ((بتروتشاينا)) الحلفاية، بصفتها المشغّل لحقل الحلفاية النفطي، أكثر من مليار دولار أمريكي في المشروع، ودخلت المحطة حيز التشغيل في يونيو 2024، ليُصبح أول مشروع متكامل لمعالجة النفط والغاز المصاحب بهذا الحجم في العراق.
ومثّل المشروع مرحلة جديدة في تطوير صناعة الغاز الطبيعي في البلاد، حيث يُعد بمثابة "المفتاح الذهبي" لحل نقص الغاز الطبيعي في البلاد.
ورغم امتلاك العراق موارد وفيرة من النفط والغاز، إلا أن محدودية قدرات التكرير والمعالجة خلقت أزمة في نقص الغاز الطبيعي والكهرباء خاصة في الصيف، ما جعله يعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز والكهرباء من إيران.
ومع إلغاء الولايات المتحدة لإعفاءات استيراد الكهرباء من إيران في مارس الماضي، وفرضها ضغوطا على العراق لوقف الواردات الإيرانية من الغاز، أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إمدادات الغاز الطبيعي أولوية وطنية ملحّة.
وجاء تشغيل المحطة في توقيت مناسب، حيث تعد بمثابة القلب النابض الأخضر لحقل الحلفاية النفطي، إذ تتمكن من معالجة نحو ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز المصاحب سنويا، وتوفر 2.25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء، ما يُنتج نحو 5 مليارات كيلو واط/ساعة من الكهرباء، الأمر الذي يكفي لتلبية احتياجات أربعة ملايين منزل تقريبا، مما يخفف من نقص الكهرباء في المنطقة بشكل كبير.
وبالإضافة إلى تحسين إمدادات الكهرباء، حقق المشروع فوائد اقتصادية وبيئية ملموسة.
وتنتج المحطة نحو 860 ألف طن من الغاز النفطي المسال (LPG) كل سنة، توزع عبر شاحنات إلى محافظة ميسان والمناطق المجاورة، مما حسّن معيشة الشعب. كما يُنتج المشروع نحو 900 ألف طن من النفط الخفيف و15 ألف طن من الكبريت سنويا، مما يقدم قيمة اقتصادية إضافية للسلطات المحلية.
وذكر المدير العام لفرع الشرق الأوسط التابع لشركة الهندسة والإنشاءات البترولية الصينية جيانغ فنغ أن المحطة تبنت تقنيات صينية متقدمة على مستوى عالمي، وقال "لم نقدم فقط التكنولوجيا، بل نجلب مفهوم التنمية المستدامة إلى العراق".
وقالت زينب رحيم، وهي موظفة عراقية تعمل في المحطة "كنا نشاهد نيران الشعلة تحرق الغاز المصاحب دون فائدة في السابق، وكان ذلك مؤلما. الآن نرى الشاحنات مصطفّة، محملة بالغاز النفطي المسال إلى كافة أنحاء البلاد، أصبح الغاز ثروة وطنية تُحرك عجلة الاقتصاد، ونحن سعداء من أعماق قلوبنا".
وعبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال حضوره حفل تشغيل المشروع، عن تقديره الكبير لشركة ((بتروتشاينا)) الحلفاية ولجميع الجهات المنفذة، واعتبر المشروع مثالا ناجحا للتعاون بين العراق والصين، ومصدر دعم قويا للاستفادة من الغاز المصاحب وضمان أمن الطاقة في البلاد.
وقال رئيس شركة ((بتروتشاينا)) الحلفاية فانغ جيا تشونغ لـ ((شينخوا)) إن الشركة التزمت بمبدأ التنمية الخضراء خاصة فيما يتعلق بحماية البيئة منذ دخولها في حقل الحلفاية النفطي قبل 15 عاما.
وأشار إلى أن الشركة أولت اهتماما بالغا بحماية النظام البيئي المحلي، من خلال مراقبة المياه والتربة والهواء والتنوع البيولوجي بانتظام، مما أسهم في الحفاظ على بيئة الطيور المهاجرة، ليحصل على إشادة واسعة من السلطات المحلية والسكان المحليين.
وأكد قائممقام قضاء الكحلاء في ميسان علي شبوط جحيل أن مشروع حقل الحلفاية النفطي يعد ركيزة أساسية من الركائز التي يعتمد عليها اقتصاد البلد، وأسهم في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي في محافظة ميسان وتوفير فرص العمل لأبناء المناطق المحيطة.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |