7 إبريل 2025 / شبكة الصين/ قال ستيفان هارتونغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة بوش الألمانية، على هامش أعمال معرض هانوفر الصناعي مؤخرا إن الصين اليوم ليست مركزا للتصنيع فحسب، بل هي أيضا محرك الابتكار العالمي. مضيفا أنه في موجة التحول الصناعي العالمي، تعمل الصين على تعزيز التصنيع الذكي والتحول الرقمي والابتكار في التكنولوجيا الخضراء بسرعة غير مسبوقة، وهو ما لن يؤدي فقط إلى إعادة تشكيل المشهد الصناعي المحلي، بل سيوفر أيضا زخما جديدا للتحول الصناعي العالمي.

ويرى هارتونغ أن الصين أظهرت زخما قويا في التنمية في مجالات مثل مركبات الطاقة الجديدة، والقيادة الذاتية، والذكاء الصناعي، وقال "شاهدنا إحراز الشركات الصينية تقدمًا متواصلًا في الابتكار التكنولوجي، كما تجاوزت سرعة التطوير الصناعي التوقعات". وأوضح أنه بالنسبة لشركات مثل بوش، لا تُعدّ السوق الصينية نقطة نمو للمبيعات فحسب، بل تُمثّل أيضًا دافعًا هامًا للبحث والتطوير التكنولوجيين والتحول الصناعي.

وفي عام 2024، وصلت مبيعات شركة بوش في الصين إلى 142.8 مليار يوان صيني، في حين واصلت زيادة استثماراتها في الصين. وأوضح هارتونغ أنه خلال العام الماضي، أسست بوش قاعدة بحث وتطوير وتصنيع للمكونات الأساسية لمركبات الطاقة الجديدة والقيادة الذاتية في سوتشو، وستبدأ شركتها المشتركة UAES إنتاج المرحلة الثالثة من المصنع في تايتسانغ التابعة لمدينة سوتشو. وقد تعاونت شركة بوش أيضًا مع شركات محلية في نانتشانغ لبناء قاعدة إنتاج أنظمة القيادة الكهربائية للمركبات التجارية.

ومن خلال هذه الإستراتيجية، لم تعمل شركة بوش على تسريع تطبيق التكنولوجيا في السوق الصينية فحسب، بل عملت أيضًا على دمجها بشكل أكبر مع السلسلة الصناعية المحلية. وقال هارتونغ "نؤمن دائمًا بأن الابتكار المحلي هو المفتاح للحفاظ على القدرة التنافسية في السوق، وقد أقامت بوش علاقة تعاون وثيقة مع مصنعي السيارات الصينيين، من خلال توفير مجموعة كاملة من الحلول تتراوح من القيادة الذكية ومجموعات نقل الحركة الكهربائية إلى أجهزة الكمبيوتر المركزية على متن السيارة".

ونوه هارتونغ إلى أنه جرى تطوير العديد من التقنيات الرائدة وتطبيقها لأول مرة في السوق الصينية، "ولا تساعد هذه التجارب بوش على التطور في الصين فحسب، بل تساعدها أيضًا على الاستجابة لمتطلبات السوق العالمية بشكل أسرع".

وفي معرض هانوفر الصناعي لهذا العام، ركزت بوش على عرض تكنولوجيا طاقة الهيدروجين. وأوضح هارتونغ أن الصين تتمتع بإمكانات كبيرة في هذا المجال، وأنها ليست مجرد سوق تطبيق مهم لتكنولوجيا طاقة الهيدروجين، بل هي أيضًا مركز رئيسي للبحث والتطوير والإنتاج.

وحول تزايد حالة عدم اليقين في التجارة العالمية في الوقت الحاضر، مما يجلب تحديات جديدة لصناعة التصنيع، قال هارتونغ إن بوش دعمت على الدوام التجارة الحرة والعادلة، ووجود الكثير من الحواجز التجارية لن يؤدي فقط إلى زيادة تكاليف تشغيل الأعمال، بل قد يؤدي أيضًا إلى إعاقة التعاون العالمي في مجال الابتكار. مضيفا "إذا استمرت فرض الرسوم الجمركية الإضافية بين الدول، فإن سلاسل التوريد العالمية ستصبح أكثر تعقيدًا، مما قد يكون له تأثير سلبي على التنمية طويلة الأجل للصناعة بأكملها".

وفي مواجهة بيئة تجارية متغيرة باستمرار، أنشأت بوش نظامًا كاملاً للإنتاج والبحث والتطوير في الأسواق العالمية الرئيسية لضمان استقرار سلاسل التوريد والقدرة على التكيف مع السوق. وأكد هارتونغ أن التعاون العالمي أمر بالغ الأهمية لتحقيق التقدم التكنولوجي. مشيرا إلى أنه في بعض مجالات التكنولوجيا الرئيسية، يُمكن للتعاون بين الأسواق المختلفة أن يُسرّع تطبيق التطبيقات المبتكرة. أما إذا كانت السوق العالمية مُجزّأة بشكل مفرط، فقد يؤثر ذلك على سرعة تطوير التكنولوجيا وإبطاء وتيرة التحديث الصناعي العالمي.

وبالنظر إلى المستقبل، يرى هارتونغ أن القوة الدافعة الأكبر للابتكار التكنولوجي تأتي من التعاون العالمي وليس من خلال التطوير المغلق للسوق الأحادية. معتبرا أن جهود الصين لتعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي والارتقاء بالصناعة وتحسين بيئة الأعمال من شأنها أن تجلب المزيد من الفرص للشركات العالمية، وقال "نتطلع إلى تعميق التعاون مع المزيد من الشركات الصينية المحلية لتعزيز تطوير التصنيع الذكي ومركبات الطاقة الجديدة والصناعات الرقمية بشكل مشترك".