الجزائر 6 إبريل 2025 (شينخوا) أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو اليوم (الأحد) بالجزائر رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في طي صفحة التوترات مع الجزائر واستئناف التعاون بين البلدين على كل المستويات.

وقال بارو في تصريحات أدلى بها بمقر الرئاسة الجزائرية عقب المباحثات التي أجراها مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "إنني جئت إلى الجزائر لإبلاغ رسالة من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون بأن فرنسا ترغب في طي صفحة التوترات الحالية، وبناء شراكة متساوية وهادئة والعودة إلى تعاون فعال ومثمر لصالح مواطني بلدينا".

وأوضح الوزير الفرنسي أنه أجرى مع الرئيس الجزائري مباحثات مطولة، لافتا إلى أن البلدين شهدا في الأشهر الأخيرة "خلافات غير مسبوقة لا تخدم المصالح الجزائرية ولا المصالح الفرنسية".

وقال "لدينا خلافات ... ولكن لدينا علاقات إنسانية وتاريخية تجمعنا، تفرض علينا استئناف الحوار والتعاون".

وأكد الوزير الفرنسي على وجود إرادة مشتركة بين البلدين للدخول في مرحلة جديدة من العلاقات متساوية ومصالح مشتركة بين البلدين والشعبين.

وشدد بارو على ضرورة أن تكون العلاقات بين مؤسسات البلدين في مستوى العلاقات الإنسانية بين البلدين.

ومضى يقول "تناولنا بكل صراحة الملفات التي تشغل البلدين، وضرورة العودة إلى الفعالية والطموح الذي حدده الرئيسان ماكرون و تبون" مشيرا إلى أن البلدين "يعملان بداية من اليوم على إعادة تفعيل التعاون في جميع المجالات، بينها المجال الأمني من خلال استئناف الاتصال بين الأجهزة الأمنية في البلدين وعقد لقاء بين كبار المسؤولين الأمنيين في البلدين فضلا عن اتفاق الجانبين على إجراء حوار استراتيجي بشأن منطقة الساحل الإفريقي".

كما جرى الاتفاق على العودة إلى الحوار في مجال التعاون القضائي.

وكشف الوزير الفرنسي عن زيارة قريبة سيقوم بها وزير العدل الفرنسي إلى الجزائر، لبحث "التحديات في هذا المجال وأيضا الحوار في مجال الهجرة بين البلدين".

من ناحية أخرى، أثار بارو "الصعوبات" التي تواجه الجانب الفرنسي بشأن التعاون الاقتصادي مع الجزائر، خاصة في المجال الزراعي والغذائي وصناعة السيارات والنقل البحري.

وقال إن الرئيس تبون أعرب عن إرادته في إعطاء هذا الجانب "دفعا جديدا"، لافتا إلى انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين قبل الصيف المقبل، لبحث الملفات الاقتصادية التي تهم البلدين.

وتأتي زيارة المسؤول الفرنسي إلى الجزائر بعد اتصال هاتفي جرى بين تبون وماكرون الإثنين الماضي، اتفقا خلاله على إعادة بناء العلاقة بين البلدين والعودة إلى حوار متكافئ واستئناف التعاون الأمني فورا.

وشهدت العلاقات بين البلدين منذ فترة توترا كبيرا بسبب عدة قضايا خلافية بينهما تتعلق بالمواقف السياسية وقضايا الهجرة والتاريخ.