غزة 6 أبريل 2025 (شينخوا) حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى القطاع، مما يهدد بتفشي الوباء بين الأطفال.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن "منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة يشكل قنبلة موقوتة تهدد بتفشي الوباء"، مشيرة إلى أن أكثر من 602 ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة في حال استمرار نقص اللقاحات.

واعتبرت الوزارة أن منع دخول اللقاحات يمثل "إمعانا في الاستهداف غير المباشر"، لأطفال القطاع، لافتة إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الجهود الصحية التي بذلت خلال الأشهر السبعة الماضية، ويضيف تداعيات خطيرة إلى منظومة صحية تعاني من الاستنزاف والاستهداف المستمرين.

ودعت الوزارة الجهات الدولية المعنية إلى الضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل السماح بإدخال اللقاحات فورا، وتأمين ممرات آمنة لضمان إيصالها إلى الأطفال في مختلف مناطق القطاع.

وأوضحت الوزارة أنها نفذت، بالتعاون مع مؤسسات أممية، جولتين من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، تضمنت كل جولة ثلاث مراحل، امتدت كل منها لثلاثة أيام بالإضافة إلى يوم تعويضي.

وكانت الأمم المتحدة قد أرسلت 1.2 مليون جرعة من اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال، استخدمت لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل في القطاع، حيث حصل كل طفل من عمر الولادة وحتى عشر سنوات على جرعتين.

وسجلت في منتصف أغسطس من العام الماضي أول إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة منذ 25 عاما، وذلك في مدينة دير البلح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي سياق متصل، قال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش إن الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع وصلت إلى "مستويات خطيرة وكارثية".

وأوضح أبو الريش، خلال لقاء جمعه مع منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة سوزانا تكاليتش، أن 59 بالمئة من الأدوية الأساسية و37 بالمئة من المستلزمات الطبية أصبحت غير متوفرة.

وأشار إلى وجود 13 ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لتلقي العلاج التخصصي، محذرا من أن استمرار منع الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي، وقد يؤدي إلى مزيد من الوفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية وفقر الدم.

وأضاف أنه "تم تسجيل 52 حالة وفاة بين الأطفال منذ بداية الحرب بسبب سوء التغذية، ونحن أمام خطر ارتفاع هذه الأرقام في حال استمرار نقص الإمدادات الغذائية".

وأكد أبو الريش أن مستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة إلى محطات لتوليد الأوكسجين، لضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للمرضى والجرحى في الأقسام الحيوية.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت أواخر مارس الماضي، التماسا من مؤسسات حقوقية يطالب بفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

وبرر القضاة الإسرائيليون القرار بأن إسرائيل تصرفت وفقا لاعتبارات أمنية، معتبرين أن قوانين القانون الدولي "لا تنطبق على قطاع غزة في الظروف الحالية"، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من منظمات حقوق الإنسان الدولية.