طرابلس 4 أبريل 2025 (شينخوا) حذر المجلس الرئاسي الليبي اليوم (الجمعة) من أي تحركات عسكرية أو أمنية دون "تعليمات مسبقة"، وذلك في وقت تشهد فيه طرابلس استنفارا أمنيا وسط أنباء عن رصد تحركات مسلحة قادمة من مصراتة إلى العاصمة.

وقال المجلس الرئاسي في بيان اليوم "إن أي تحركات أو تنقلات من قبل الجهات الأمنية والعسكرية يجب أن تتم بناء على تعليمات صريحة ومسبقة صادرة عن المجلس الرئاسي والجهات المختصة، وضمن الإطار القانوني المحدد".

وأضاف "أن أي تصرف خارج هذا الإطار يُعد خرقا للتعليمات ويعرض مرتكبه للمساءلة القانونية دون استثناء".

ودعا "جميع الأطراف إلى الالتزام الصارم بالضوابط والتعليمات المنظمة للعمل الأمني والعسكري"، مُشددا على "أن الأمن مسؤولية جماعية لا تحتمل الاجتهادات الفردية أو القرارات الأحادية التي قد تخل بالاستقرار العام".

وأكد المجلس الرئاسي الليبي أنه "يضطلع بدوره في الإشراف الكامل والتوجيه المباشر لكافة العمليات الأمنية والعسكرية، معتبرا "أن ترسيخ الاستقرار وبسط الأمن في كافة أنحاء البلاد يعد أولوية قصوى".

ويأتي هذا التحذير فيما تشهد العاصمة الليبية منذ مساء الخميس استنفارا أمنيا كبيرا، حيث تجمعت حشود مسلحة مدعومة بالمدرعات وحاملات الجنود ومضادات الطيران، وفق شهود عيان.

وقال الشهود هاتفيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاستنفار يشمل تشكيلات قوات الردع الموالية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، مشيرين إلى أنها انتشرت في مناطق مختلفة، منها الطريق الساحلي جنزور الواقع شرق طرابلس.

ويأتي هذا الاستنفار وسط أنباء عن رصد تحرك تشكيلات مُسلحة مصحوبة بتجهيزات عسكرية كبيرة باتجاه طرابلس قادمة من مدينة مصراتة الواقعة على بعد نحو (210 كيلومترات شرق العاصمة الليبية).

وذكر موقع (المنصة الليبية) الإخباري "أن مقاطع فيديو متداولة أظهرت تحركات عسكرية مكثفة من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة طرابلس، شملت أرتالًا مدرعة مزودة بأسلحة ثقيلة، من بينها دبابات تابعة لقوة العمليات المشتركة".

ونقل عن ناشطين قولهم إن هذه التطورات تتزامن مع حملة إعلامية واسعة تستهدف "قيادات أمنية بارزة، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه التحركات، وما إذا كانت جزءًا من صراع أوسع على النفوذ داخل طرابلس".

وتعاني ليبيا منذ العام 2011 من فوضى أمنية وانقسامات سياسية تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، والثانية مكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، في بنغازي شرق البلاد.