3 إبريل 2025 / شبكة الصين/ أفاد تقرير صدر مؤخرا على موقع صحيفة كلارين الأرجنتينية، أن مركز ابتكار سيناريو صافي صفر انبعاثات كربونية بمدينة تشانغتشو التابعة لمقاطعة جيانغسو يشبه منارة للتنمية المستدامة، حيث يوضح كيف يمكن للمدن المستقبلية حماية البيئة الإيكولوجية مع الازدهار والتطور.

ويستخدم المركز تقنيات رائدة تتراوح من الألواح الشمسية العائمة إلى المباني التي تعمل بالطاقة الذاتية لإعادة تعريف التنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين.

وذكر التقرير أن هذا المختبر "الحي" لا يظهر فقط مسار الصين لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بل يوفر أيضا خبرة قيمة لدول أمريكا اللاتينية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة دون التضحية بالنمو الاقتصادي.

ويعد مفهوم "صفر الكربون" أكثر من مجرد علامة إيكولوجية بسيطة، فهو يمثل تحولاً جذرياً في طريقة إنتاج البشر واستهلاكهم ومعيشتهم، مع تأثيرات قابلة للقياس على الاقتصاد والصحة العامة والبيئة.

وجرى تطبيق هذا المبدأ بشكل كامل في مركز ابتكار سيناريو صافي صفر انبعاثات كربونية في تشانغتشو، مما يثبت أن الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية يمكن أن تسيرا جنبًا إلى جنب. ولكن ماذا يعني التحول إلى "صفر كربون" في الواقع، ولماذا ينبغي لدول مثل الأرجنتين أن تهتم بذلك؟

يشير ما يسمى بـ"صفر الكربون" (أو الحياد الكربوني) إلى تحقيق التوازن بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال خفض الانبعاثات، أي استخدام الطاقة النظيفة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتبني التقنيات المنخفضة الكربون.

وتشمل الأساليب الأخرى الاستثمار في المشاريع التي تحتجز الكربون أو تتجنب الانبعاثات، مثل استعادة الأراضي الحرجية وتطوير الطاقة المتجددة.

وذكر التقرير أن تطبيق هذه التقنيات سيحقق فوائد اقتصادية طويلة الأمد. على سبيل المثال، يمكن للشركات التي تعتمد مصادر الطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين الأخضر أو الطاقة الشمسية، أن تقلل من اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي تتقلب أسعاره.

تشكل الحافلات الهيدروجينية التي تعمل في مركز ابتكار سيناريو صافي صفر انبعاثات كربونية جزءًا من الإستراتيجية الوطنية. والصين هي أكبر منتج للهيدروجين في العالم. ويمكن رؤية أمثلة على التأثير الإيجابي لهذا الابتكار في العاصمة الصينية بكين، حيث انخفض التلوث بنسبة 40% بعد اعتماد الحافلات الكهربائية والطاقة النظيفة.

وذكر التقرير أن ابتكار "صفر الكربون" يمكنه أن يحسن الصحة العامة أيضًا. فتلوث الهواء يتسبب في وفاة سبعة ملايين شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كما أن خفض الانبعاثات يعني انخفاض أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويمكن أن تكون البنية التحتية الخالية من الكربون (مثل المباني التي تعيد تدوير المياه) أكثر قدرة على الصمود في مواجهة بعض الظواهر والأحداث المناخية، مثل الجفاف أو الفيضانات. ويمكن أن يؤثر نقص المياه على توليد الطاقة الكهرومائية وإمدادات الكهرباء. وكحل لهذه المشكلة، يتم تركيب أنظمة إعادة تدوير المياه في المباني لإعادة استخدام المياه الرمادية للري أو الصرف الصحي.

وذكر التقرير أن الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لا تعتمد على الموارد المائية مثل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الطاقة الكهرومائية. ويولد مركز ابتكار سيناريو صافي صفر انبعاثات كربونية في تشانغتشو الكهرباء الخاصة به، مما يوفر كمية كبيرة من فواتير الكهرباء كل عام، وهو ما يعني أن مبنى المركز يمكن أن يكون مكتفيًا ذاتيًا.

ويستخدم المركز طاقة نظيفة بالكامل، وذلك بفضل مزيج مبتكر من التقنيات - الألواح الشمسية العائمة، التي يتم تركيبها على سطح المسطحات المائية لتعظيم توليد الطاقة دون احتلال الأرض، وطواحين الهواء الصغيرة المصممة للبيئات الحضرية والتي يمكنها توليد الكهرباء من أدنى نسمة.