بكين أول أبريل 2025 (شينخوا) أشار خبراء صناعة دوليون في منتدى رئيسي إلى أن التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، باعتبارها ركيزة الابتكار التي تمكن التصنيع الذكي والتحول الأخضر والتقدمات في علوم الفضاء في الصين، يثبت أنه محرك رئيسي للتنمية عالية الجودة في البلاد.

وقال كاي-فو لي، الرئيس التنفيذي لشركة "01. أيه آي" ورئيس شركة "سينوفيشن فينتشرز" خلال المؤتمر السنوي لمنتدى تشونغقوانتسون لعام 2025 في بكين، إنه في ظل الطفرة الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سيكون عام 2025 هو العام الأول لتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

وقال لي إن النماذج الكبيرة أحدثت ثورة في الإنتاجية، مضيفا أن ذكاءها يستمر في التحسن مع الظهور المستمر لتكنولوجيات جديدة، مما يشير إلى بداية عصر يتسم بتطبيقات النماذج الكبيرة.

ويمثل التكامل بين الذكاء الاصطناعي ومركبات الطاقة الجديدة أحد أبرز التوجهات التطبيقية التي ظهرت في المنتدى، ويمثل أولوية استراتيجية في خارطة طريق الصين لتحقيق الحياد الكربوني. وقد جسدت شركة "لي أوتو" هذا التآزر من خلال عرضها للقيادة الذكية، الذي اجتذب اهتماما كبيرا داخل القطاع.

وتمكّن خاصية القيادة المساعدة متعددة السيناريوهات التي طورتها الشركة المركبات من تغيير المسارات تلقائيا والدخول أو الخروج من المنحدرات وعبور التقاطعات استجابة لإشارات المرور وتجنب حواجز الطرق أو الالتفاف حولها، مما يسهل القيادة بأمان على الطرق السريعة والقيادة بطلاقة على الطرق الحضرية، حسبما أفادت الشركة.

وقال لي شيانغ، الرئيس التنفيذي للشركة، إن صناعة السيارات دخلت حقبة تحولية من الذكاء الاصطناعي، ما يمثل تطورا من مجرد أدوات نقل إلى محطات ذكاء اصطناعي.

وفي قاعات العرض، شارك قرابة 100 روبوت من 15 شركة بنشاط طوال الحدث لتعزيز تجربة الحضور. والأهم من ذلك، أنها تعرض كيف تتقدم الروبوتات المحاكية للبشر بسرعة لتعزيز الإنتاجية وتوسيع تطبيقاتها في العالم الحقيقي.

وأدهش روبوت محاك للبشر، باسم "آدم"، الزوار بأداء رقص أنيق خلال المؤتمر، حيث استعرض قدراته المتقدمة في التحكم في حركات الجسم الكامل. وأوضحت آنا ليونغ، المديرة التنفيذية للعلامة التجارية لشركة "بي إن دي بوتكس للذكاء الاصطناعي"، مطورة الروبوت، أن فريق التطوير نجح من خلال دمج التصميم الفريد للأجهزة مع تقنيات التعلم المعزز، في تمكين "آدم" من تنسيق حركات مفاصله بدقة، محققا مرونة ورشاقة تضاهي البشر.

وقال وانغ خه، المؤسس والمدير التقني لشركة "بكين غالبوت" المحدودة إن العصر الأكثر إثارة للروبوتات المحاكية للبشر، أي عصر الإنتاجية، على وشك أن يبدأ، مضيفا أن قدرة الروبوتات المحاكية للبشر على دمج التوجيه الذي تقوده الرؤية والتحكم في أطراف الجسم والتشغيل الذاتي المعمم تجعلها حقا مساعدة قيمة للبشر.

وفي تقرير عمل الحكومة لعام 2025، تعهدت الصين بالجمع الفعال بين التقنيات الرقمية مع نقاط قوتها في التصنيع والأسواق، حيث ستدعم التطبيق الواسع لنماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق وتطوير الجيل الجديد من الأجهزة الطرفية الذكية ومعدات التصنيع الذكية، بما في ذلك مركبات الطاقة الجديدة الذكية المتصلة والروبوتات الذكية.

ومع تقدم الصين بشكل مطرد نحو أهدافها المتعلقة بالكربون المزدوج، والمتمثلة في الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي سريعة التطور أيضا بشكل كبير في تطبيقاتها في قطاعات مثل تكامل الطاقة الجديدة وإنتاج الطاقة واستهلاك الطاقة الذكي، وفقا لخبراء القطاع.

وعلى سبيل المثال، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في بناء نوع جديد من أنظمة الطاقة، إذ إنه من خلال تعزيز تنظيم الشبكة الكهربائية الذكية والتنسيق بين مصادر الطاقة والشبكة والأحمال والتخزين، يمكن معالجة تحديات استقرار وأمن الشبكة مع ارتفاع حصة الطاقة المتجددة باستمرار، وفقا لرن جينغ دونغ، نائب رئيس الهيئة الوطنية للطاقة.

وصرح وانغ تشي، مدير المركز الوطني لعلوم الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم لوكالة أنباء "شينخوا"، بأن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا حاسما في استكشاف الكواكب في المستقبل، حيث تحتاج أنظمة التحكم في المركبات الفضائية إلى أن تكون أكثر ذكاء لاستكشاف مناطق أكثر بعدا في النظام الشمسي، وخاصة المريخ والمشتري.

وقال ليو هانغ شين، المدير التنفيذي المشارك في مركز البحوث الرائدة التابع لمعهد بكين للذكاء الاصطناعي العام، إن إرسال البشر إلى الوجهات الفضائية ينطوي على مخاطر غير مقبولة، ولكن نشر عملاء أذكياء وأنظمة روبوتية للاستكشاف الأولي يمكن أن يقلل المخاطر في سيناريوهات الاستكشاف القاسية.