1 إبريل 2025 / شبكة الصين / أعاد "وول ستريت" تقييم الأصول الصينية في ظل تحقيق الصين اختراقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا وإطلاق بكين مزيد من الإشارات السياسية الإيجابية. وقال تقرير مجلة فورتشن أمس الأول إنه رغم أن الصين ما زالت تمر بمرحلة تعافي اقتصادي بعد جائحة كورونا مطلع عام 2024، إلا أن الوضع أصبح مختلفا تماما الآن. ويسود اعتقاد لدى المدراء التنفيذيين في الأوساط المصرفية والمالية أن أسواق البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ تعود إلى مسار النمو و"بدأت في استعادة الثقة بشكل فعلي".

وأشار التقرير إلى أن أسواق الأسهم الصينية تشهد أداء مميزا منذ مطلع العام الجاري، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 20%. وبالمقابلة، انخفض مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بواقع 3%، وتراجع مؤشر نيكي بـ5.8%، فيما حققت أسعار أسهم عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل علي بابا وشياومي وبي واي دي أوتو، نموا بأكثر من 10%.

وأكد التقرير أن وول ستريت رفع أهداف الاستثمارات في الأسهم الصينية، حيث يرى أن بكين قد بعثت بمزيد من الإشارات السياسية الإيجابية، في حين تشجع الإمكانات الواعدة التي أظهرتها شركات التكنولوجيا الصينية، مثل ديب سيك، نمو السوق الصينية على نحو متزايد.

وعلى هذه الخلفية، وخلال الأسبوع الماضي، أبدى مدراء تنفيذيون في عدة مؤسسات مصرفية بوول ستريت نظرة إيجابية تجاه السوق الصينية. فبحسب تقرير فورتشن قال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين في قسم آسيا لدى "اتش اس بي سي"، خلال مقابلة إن المستثمرين يكنون موقفا أكثر تفاؤلا تجاه السوق الصينية، كما أولوا لها مزيدا من الاهتمام.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع سوق الأسهم الصينية يمكن القول بإنه بدأ من نجاح شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" في طرح نموذج مميز للذكاء الاصطناعي يناير الماضي.

وحللت مجلة ذي إيكونوميست إن مؤشر MSCI China يفوق نظيره الأمريكي بـ20 نقطة مئوية منذ العام الجاري، بفضل ترحيب كبير شهدته شركات التكنولوجيا الصينية الرائدة مثل "ديب سيك" و"مانوس" في الأسواق.

وبحسب تقرير فورتشن، قال كيفن سنايدر رئيس غولدمان ساكس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان)، إن "ديب سيك" يمثل محفزا قويا بالنسبة إلى الراغبين في إيجاد الأمل. فيما يرى الرئيس التنفيذي لشركة جانوس هندرسون للاستثمارات في سينغافورة، أن الصين لديها خبرة ناجحة في الماضي تتمثل في أوجه الابتكار والديناميكية، والأهم أن الحكومة تتبنى عددا من السياسات التحفيزية.

ونوه الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الاستثمار في هونغ كونغ، تشن جيا تشي، إلى أن المستثمرين الدوليين، بما فيهم الأمريكيين، أولوا مزيدا من الأهمية لقطاع العلوم والتكنولوجيا الصيني مقارنة مع الماضي. ويعمل المستثمرون الأمريكيون على الوصول إلى سوق التكنولوجيا في البر الرئيسي الصيني من خلال هونغ كونغ، والتعاون مع المؤسسات المحلية.

وترى مجلة "ذي إيكونوميست" أن ظهور أوجه التعافي الاقتصادي وإيلاء الأسواق الدولية مزيدا من الاهتمام للابتكارات العلمية والتكنولوجية الصينية وغيرها من العوامل تسهم في إعادة إشعال حماسة المستثمرين الأجانب تدريجيا.

وقال هو تشي مو، نائب مدير مركز أبحاث الصناعات الإستراتيجية الناشئة التابع لجامعة تسينغهوا في مقابلة صحفية إن الصين سوف تكون قادرة على تحقيق الرقمنة والذكاء على نحو شامل بتكلفة منخفضة، في حال تسجيلها اختراقات في قوة الحوسبة ونماذج الذكاء الاصطناعي، نظرا للعدد الكبير من السيناريوهات التي تتمتع بها لتطبيق الذكاء الاصطناعي.

وفي الوقت نفسه، أكدت وسائل إعلامية أمريكية أن سوق الأسهم الأمريكية تواصل معاناتها من الضغوط الهبوطية، بسبب التضخم وزيادة القلق من تأثير التعريفات الجمركية.

ويرى هو تشي مو أنه من المرجح الحفاظ على تدفقات رؤوس الأموال الدولية في الأسواق الدولية على هذا الوضع الراهن خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن التذبذب الكبير في سياسات الإدارة الأمريكية يبعد المستثمرين من تقييم قيمة الأصول بشكل صحيح، الأمر الذي يجبرهم على تجنب المخاطر والتحول إلى ملاذات أكثر أمنا، مثل الصين.