31 مارس 2025 / شبكة الصين/ أفاد تقرير لموقع "تشانيل نيوز آسيا ـ CNA" السنغافورية مؤخرا أن الصين أصبحت مرة أخرى موضوعا ساخنا في دوائر الأعمال ورأس المال حول العالم خلال ندوة مالية عقدها المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع بورصة هونغ كونغ في 26 مارس الجاري. 

وقال بول تشان، السكرتير المالي لحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة "خلال منتدى العام الماضي، أخبرني أحدهم أن السوق الصينية غير صالحة للاستثمار، ولكن عندما ألتقيت مديري الصناديق هؤلاء مرة أخرى في منتدى هذا العام، كانوا قلقين بشأن فقدان فرصة الاستثمار في السوق الصينية". مضيفا أن بنوك الاستثمار، بما في ذلك غولدمان ساكس ومورغان ستانلي، رفعت مؤخرا أسعارها المستهدفة للأسهم الصينية. كما أشارت تقديرات غولدمان ساكس إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يعزز نمو أرباح الشركات الصينية.

وأوضح التقرير أنه في سبتمبر الماضي، سجلت سوق الأسهم الصينية أكبر مكاسب يومية لها منذ 16 عاما، وكانت سلسلة من إجراءات التحفيز التي أعلنتها الحكومة الصينية في ذلك الوقت هي التي ساعدت على هذا الانتعاش القوي. وفي يناير هذا العام، أصدرت شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أحدث نموذج لغوي كبير الحجم (DeepSeek-R1) الذي أصبح منافسًا للنماذج الكبيرة الأمريكية المماثلة، بما في ذلك (ChatGPT) لشركة أوبن إيه آي، بتكلفة أقل نسبيًا.

وقال التقرير أن تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني أدى إلى "صدمة عميقة" في سوق الأسهم الأميركية، حيث تسبب في موجة بيع واسعة، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصدمة بأنها "جرس إنذار" للشركات الأميركية من الذكاء الاصطناعي الصيني. 

وفي وقت سابق من مارس الجاري، تعهدت الحكومة الصينية خلال اجتماعات "الدورتين الوطنيتين السنويتين" بتعزيز الثقة بين المستثمرين الأجانب. وفي الاجتماع السنوي لمنتدى التنمية الصيني لعام 2025، الذي افتتح في 23 مارس الجاري، رحب المسؤولون الصينيون بعشرات من المسؤولين التنفيذيين للشركات الأجنبية، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك.

وقال فريد هو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة بريمافيرا كابيتال ورئيسها التنفيذي "قد تتراجع السوق الصينية، لكنها لن تتوقف أبدا، والصين تعود الآن بقوة". 

وأكد فريد خلال ندوة قبل أيام أن الاستثمار في الصين لا ينبغي أن يكون مجرد اتجاه مؤقت. وأشار إلى أنه نظراً لحجم الاقتصاد الصيني الضخم وتحوله السريع، فمن المتوقع أن تصبح الصين فرصة هيكلية طويلة الأجل للمستثمرين الدوليين. وأضاف أن الصين أصبحت رائدة عالمية بلا منازع في مجالات مثل تحول الطاقة والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والبطاريات، "وعليه، فإن الصين تشكل فرصة هائلة للمستثمرين الدوليين، سواء من منظور تحقيق التنوع، أو السعي إلى النمو، أو توزيع المخاطر".

وبحسب التقرير فقد كان التنوع هو الموضوع الرئيسي بالنسبة للعديد من المديرين التنفيذيين للشركات ومحللي السوق ومستشاري الاستثمار في الأيام الأخيرة في استجابتهم لتحركات إدارة ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الأمريكية من الصين وكندا والمكسيك. 

وفي هذا الشأن، قال ريشي كابور، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة إنفستكورب المتخصصة في إدارة الأصول ومقرها البحرين، إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الأميركية أعادت الانتباه إلى فوائد التنوع، بعد أن كانت قيمتها موضع تجاهل في السابق.

من جانبه أشار زياد شلهوب، المدير المالي لمجموعة ماجد الفطيم القابضة ومقرها دبي إلى أن الأسواق الناشئة ستبدأ في النمو مجددا، وهذا من شأنه أن يخلق فرصا ضخمة للعديد من الشركات في جميع أنحاء العالم، وفي آسيا على وجه الخصوص.

وأكد جيمس سوتار، الشريك في مؤسسة باكات كابيتال مانجمنت لإدارة رأس المال ومقرها هونغ كونغ، أنه يرى فرصاً في الصين، وقال "منذ بعض الوقت، رأينا أن الأسهم الصينية تقدم حالة استثمارية أكثر جاذبية من الأسهم الغربية". وأوضح أن الشركات الصينية في مختلف القطاعات تفوقت على نظيراتها الأجنبية حول العالم من حيث هوامش الربح، وعائدات رأس المال وحقوق الملكية، ونمو الأرباح لكل سهم.

ونوه سوتار إلى أنه إضافة إلى ذلك، فإن أسهم هذه الشركات الصينية تتداول بخصم كبير مقارنة بتقييمات نظيراتها العالمية. ففي الأشهر الأخيرة، بدأت السوق في التعرف على خصائص سوق الأوراق المالية هذه، "لكننا نعتقد أن الطريق لا يزال طويلاً".