في الصورة الملتقطة يوم 28 مارس 2025، أشخاص يشاهدون سيارة صينية بمعرض سيارات في العاصمة المصرية، القاهرة. (شينخوا)

القاهرة 30 مارس 2025 (شينخوا) يشهد قطاع السيارات في مصر تحولات جذرية، حيث أدى وصول السيارات الصينية بأسعار تنافسية إلى انخفاض كبير في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، مما يعيد تشكيل سوق السيارات في مصر.

وأكد أحمد ناصر، مدير مبيعات في إحدى شركات بيع السيارات المصرية البارزة، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن السيارات الصينية ساهمت بشكل كبير في خفض أسعار السيارات في مصر، وخاصة في فئات السيارات الاقتصادية.

وأوضح ناصر أن التجار، في ظل الأسعار المعقولة والعروض الغنية بالميزات التي تقدمها الطرازات الصينية، يضطرون إلى خفض هوامش ربحهم والتخلص من المبالغة في الأسعار التي فرضوها على مدى السنوات الثلاث الماضية للحفاظ على قدرتهم التنافسية.

وأضاف "أن ارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى نقص السيارات المستوردة وارتفاع معدلات التضخم، ساهم في ظهور هذه المبالغة في الأسعار".

ومع ذلك، قال ناصر إن انتشار السيارات الصينية في السوق المصرية قد خفف عن المستهلكين المصريين الذين عانوا لسنوات من ارتفاع أسعار السيارات.

وتوقع ناصر أن "تكتسح" السيارات الصينية السوق المصرية في السنوات القليلة المقبلة، وخاصة تلك المصنعة أو المجمعة محليا، مضيفا أن السيارات الصينية تتمتع بموثوقية عالية.

وأكد أن "خدمة ما بعد البيع والصيانة للسيارات الصينية ممتازة، لا سيما وأن معظم العلامات التجارية الصينية في مصر لديها وكلاء معتمدون يعملون في السوق المصرية منذ عقود".

وشارك عمر محمد، وهو أحد سكان القاهرة، هذا الرأي، حيث أشار إلى أن تجربته عكست تطور النظرة إلى السيارات الصينية.

وقال محمد، الذي يعمل في شركة لبيع الأجهزة الكهربائية المنزلية، في تصريحات لـ ((شينخوا)): "لم أتردد في شراء سيارة صينية قبل بضعة أشهر نظرا لسعرها المنخفض وميزاتها الجيدة".

ووجد الشاب أن أسعار السيارات الصينية الجديدة تضاهي بشكل ملحوظ أسعار السيارات الأوروبية المستعملة باهظة الثمن.

وأكد محمد أن هناك تحولا في سلوكيات المستهلكين بشأن شراء السيارات، مشيرا إلى أنه "سعيد جدا بسيارته السيدان الصينية، والتي يتعامل معها بعناية فائقة كما لو كانت ابنته الصغيرة".

في الصورة الملتقطة يوم 28 مارس 2025، رجل يشاهد سيارة صينية في معرض سيارات في العاصمة المصرية، القاهرة، يوم 28 مارس 2025. (شينخوا)

وأشار إلى أن السيارات الصينية شهدت تطورا ملحوظا غير مسبوق خلال السنوات الخمس الماضية، وأستطيع القول أن السيارات الصينية لا تختلف عن أي سيارة أخرى في السوق المصرية، بل قد توفر مزايا فاخرة أكثر، بالإضافة إلى سعرها المعقول".

ووفقا لمجلس معلومات سوق السيارات (أميك)، ارتفعت مبيعات السيارات الصينية بنسبة 33.6% بين شهري يناير ونوفمبر 2024، مع احتلال علامات تجارية مثل "شيري" و"إم.جي" و"بي واي دي" مراكز بارزة بين أفضل 10 علامات تجارية مبيعًا للسيارات.

وفي شهر يناير 2025، تصدرت السيارات الصينية مبيعات سيارات الركاب في مصر، ببيع 3301 سيارة، مقابل 1721 سيارة مباعة في يناير 2024، وفقا لبيانات "أميك".

وأرجع أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات المصرية، هذا التحول في السوق إلى الاستثمارات الضخمة وتوطين إنتاج السيارات.

وقال في تصريحات لـ ((شينخوا)) إن مصر "تشهد نشاطا ملحوظا في مجال توطين السيارات، لاسيما بالتعاون مع شركات صناعة السيارات الصينية".

وأشار إلى الالتزامات المالية الكبيرة التي قطعتها شركات صناعة السيارات الصينية، بما في ذلك ضخ 100 مليون دولار أمريكي لتصنيع وتجميع سيارات شركة "جيلي" في مصر من خلال شركة "أوتو موبيليتي"، بالإضافة إلى استثمار 135 مليون دولار أمريكي من قبل  شركة "سايك موتور" الصينية لإنشاء مصنع جديد لتصنيع سيارات "إم.جي" في مصر.

وأوضح أبو المجد أن تجميع السيارات الصينية في مصر ساهم بشكل كبير في انخفاض الأسعار، مضيفا: "لقد فتحت العديد من الشركات العالمية، وخاصة الصينية، خطوط إنتاج وتجميع في مصر، مثل "جيلي" و"إكسيد" و"شيري" و"إم.جي".

وتوقع أبو المجد افتتاح ما يصل إلى 8 مصانع لتصنيع وتجميع السيارات في مصر خلال عام 2025.

وأوضح أن هذا التدفق الاستثماري والإنتاج المحلي كان له تأثير ملموس على أسعار السيارات، مؤكدا أن ذلك أدى إلى انخفاض أسعار السيارات التي يقل سعرها عن مليون جنيه مصري بنسبة تتراوح بين 10 و15%، كما أجبر بائعي السيارات المستعملة على تعديل أسعارهم المتضخمة.

وأردف: "لدى مصر استراتيجية وطنية لتوطين إنتاج السيارات تهدف إلى إنشاء مركز إقليمي، ويعد عام 2025 عاما محوريا لهذا التوطين، وتبشر هذه الرؤية الاستراتيجية بإعادة تشكيل قطاع السيارات في مصر بمساعدة شركات صناعة السيارات الصينية العملاقة".