القاهرة 29 مارس 2025 (شينخوا) أكد خالد جيوشي، مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة ((جيوشي)) لصناعة وسائل النقل في مصر، أن التقدم السريع الذي تحققه الصين في مجال السيارات الكهربائية يخلق فرصا جديدة لصناعة السيارات في مصر من خلال تعزيز التعاون بين الجانبين.

وقال جيوشي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الصين أصبحت من أهم الدول في مجال صناعة المحركات والأوتوبيسات والسيارات في العالم حاليا".

واستعرض جيوشي ما شاهده خلال زيارة إلى الصين مؤخرا، ووصف تنوع السيارات الكهربائية هناك بأنه مبهر، قائلا "أشكالها مذهلة، وكمالياتها رائعة، وكل شيء يعمل بشكل أوتوماتيكي".

وتتعاون شركة ((جيوشي))، وهي من أبرز الشركات المصرية المصنعة للأوتوبيسات، مع الشركات الصينية منذ عام 2017، حيث تقوم الشركة بتصميم وتصنيع جسم الأوتوبيس محليا، بينما تستورد الشاسيهات من شركات صينية، وهو تعاون مكنها من التوسع في أسواق الخليج.

ومن أبرز الشركات الصينية التي تتعاون معها ((جيوشي))، هي "فاو" (FAW)، و"تشونغ تونغ" (Zhongtong)، و"ويتشاي" (Weichai)، و"سينوتراك" (Sinotruk)، و"يوتونغ" (Yutong).

وقال جيوشي "نستطيع من خلال التعاون أن نفتح أسواقا جديدة بالنسبة للصينيين أو للمصريين"، معتبرا أن بناء شراكات ومشروعات مشتركة مصرية صينية تمثل خطوة طبيعية إلى الأمام.

وأشار إلى مثال واقعي لشراكة ناجحة بين "جيوشي" المصرية و"فاو" الصينية، قائلا، "نحن أخذنا منهم الشاسية وعملنا الأوتوبيس. ووجدنا طلبا كبيرا جدا في معظم دول الخليج".

وتابع أن "جيوشي" صدرت حوالي 80 بالمائة من إنتاجها في عام 2024، وكانت السعودية والأردن من أبرز المستوردين، حيث يزداد الطلب على المنتجات الصينية.

ويتوقع جيوشي أن توسع العلامات التجارية الصينية وجودها في السوق المصرية، من خلال زيادة الاستثمارات في التسويق والتوعية لدى المستهلك، وتعزيز الروابط مع الصناعة المحلية.

لكنه أشار إلى أن توفير قطع الغيار وخدمة ما بعد البيع لا يزالان من النقاط التي يجب تحسينها لدى الشركات الصينية، داعيا إياها إلى الاستثمار أكثر في هذه الجوانب لبناء ثقة طويلة الأمد مع المستهلكين في مصر.

وأكد جيوشي أن استهداف التصدير سيكون عنصرا حاسما في نجاح الشركات الصينية العاملة في مصر، مضيفا أن "الشركات الصينية يجب أن تبدأ في فتح مصانع لها هنا، لأن مصر لديها اتفاقيات تجارة حرة مع معظم دول العالم".

ودعا شركات السيارات الصينية إلى التصنيع في مصر، مؤكدا أن ذلك سيمكنها من تجنب الرسوم الجمركية المفروضة من الولايات المتحدة وأوروبا، ويمنح المصريين فرصة الاستفادة والتعلم وتوطين الصناعة.

وقال إن التعاون مع الصين يمكن أن يسرع من عملية التنمية الصناعية في مصر، ويساعد في تلبية متطلبات المكون المحلي في المنتج التي وضعتها وزارة التجارة والصناعة.

وأضاف أنه في صناعة السيارات في مصر "يتم استيراد آلات الجر، أي المحرك والفتيس، وكذلك مكونات الكهرباء، كما أن معظم الهيكل الخارجي والتشطيبات تأتي من الخارج... يتم تصنيع الكراسي، والزجاج، والبطارية، والإطارات محليا، مما يحقق نسبة مكون محلي تصل إلى 40 بالمائة، ولكن هذه النسبة لا تزال غير كافية".

وختم جيوشي قائلا، "التعاون مع الصين يتيح لمصر سبيلا هاما جدا لتوسيع دورها في ساحة صناعة السيارات عالميا".