الأمم المتحدة 28 مارس 2025 (شينخوا) حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة قادة جنوب السودان على إنهاء المواجهة السياسية، وإطلاق سراح المسؤولين المعتقلين، وتنفيذ اتفاق السلام لعام 2018 بشكل كامل.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي "لقد خيّم على شعب أحدث دولة في العالم، وواحدة من أفقرها، أجواء عاصفة عاتية،" وأضاف "ما نراه يذكرنا بشكل قاتم بالحربين الأهليتين في 2013 و2016، اللتين أودتا بحياة 400 ألف شخص."

وجاءت تصريحاته في أعقاب الأزمة المتصاعدة الأخيرة في البلاد، حيث وُضع النائب الأول لرئيس جنوب السودان، ريك مشار، قيد الإقامة الجبرية في العاصمة جوبا يوم الأربعاء، وذلك بالتزامن مع تصاعد الاشتباكات وتقارير عن شن هجمات على المدنيين.

تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن جنوب السودان حصل على استقلاله في يوليو 2011، إلا أن حرب اندلعت بداخله في ديسمبر 2013 بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات المعارضة بقيادة مشار، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف. ولكن أنهى اتفاق السلام لعام 2018 الصراع ودفع لإنشاء حكومة وحدة وطنية.

وفي ضوء الأحداث الأخيرة، قال غوتيريش إن وقت الحوار وتهدئة الوضع قد حان من أجل شعب جنوب السودان الذي عانى لفترة طويلة،" مشيرا إلى أن "منطقة القرن الأفريقي تشهد بالفعل اضطرابات، ولا يمكنها تحمّل صراع آخر، وكذلك شعب جنوب السودان."

ودعا قادة جنوب السودان على إنهاء المواجهة السياسية، والإفراج عن المسؤولين العسكريين والمدنيين المحتجزين، واستعادة حكومة الوحدة الوطنية بشكل كامل، إلى جانب تنفيذ التزامات اتفاق السلام لعام 2018 بشكل كامل.

ودعا المجتمع الإقليمي والدولي، بوصفهما ضامنين لاتفاق السلام، إلى "التحدث بصوت واحد لدعم عملية السلام ومناهضة أي محاولات لتقويضها".

وحذر من أن "جنوب السودان ربما يكون قد خرج عن اهتمام العالم، لكن لا يمكننا أن نسمح للوضع بالانزلاق إلى الهاوية".

وأعلن للصحفيين أن الأمم المتحدة ستعمل بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).

واستطرد "الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب على قادة جنوب السودان سماع رسالة واضحة وموحدة ومدوية: ألقوا السلاح. وضعوا مصلحة شعب جنوب السودان في المقام الأول".