28 مارس 2025 / شبكة الصين/ قال رولاند بوش، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سيمنز إيه جي" خلال حفل افتتاح الاجتماع السنوي لمنتدى التنمية الصيني لعام 2025 المنعقد في 23 مارس الجاري، إن الابتكارات الصينية تجلب باستمرار مفاجآت للعالم، مثل أحدث نموذج ذكاء اصطناعي عالي الأداء ومفتوح المصدر من شركة ديب سيك.

وليس بوش الوحيد الذي أعجبه نموذج "ديب سيك". فعندما سُئل عما إذا كان قد استخدم النموذج الصيني، أجاب تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل "بالطبع، إنه أمر رائع!"، وقال كريستيانو أمون الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم إن ابتكار "ديب سيك" كان مثيراً.

وفي فترة احتفالات عيد الربيع لعام الأفعى، واصلت الاختراقات التكنولوجية التي تمثلها الشركات الصينية الناشئة مثل "التنانين الستة الصغيرة في هانغتشو" الظهور، ما عكس الحيوية القوية لمنظومة الابتكار في الصين.

وتنخرط شركة ديب سيك في تدريب نماذج عالية الأداء بتكلفة منخفضة، وهذه الاختراقات التكنولوجية التي تقف وراءها لا تمنح الشركات المحلية الأمل فحسب، بل تجعل العالم يدرك أيضًا أنه على الرغم من مواجهة الضغط الخارجي، فإن الابتكار الصيني يتمتع بقوة دافع داخلية قوية. ففي عام 2024، ارتفع ترتيب الصين في مؤشر الابتكار العالمي بمقدار مرتبة واحدة ليصل إلى المرتبة 11 عالميا، وارتفع ترتيبها بمقدار 18 مرتبة خلال السنوات العشر الماضية، مما جعلها واحدة من أسرع الاقتصادات نموا.

وحققت الصين العديد من الإنجازات المبتكرة، وكانت "الموهبة" هي أساس الابتكار. فالتطوير القائم على الابتكار يعتمد في الأساس على الموهبة. وفي الوقت الحاضر، يواصل معدل انتشار التعليم العالي في الصين ارتفاعه، وتؤهل الجامعات ومعاهد البحوث عددا كبيرا من المواهب المتخصصة كل عام.

وهذه المواهب الشابة، المفعمة بشغف الاستكشاف، هي بمثابة "بذور الابتكار" التي تنتشر في مختلف المجالات. فالعديد من الأعضاء الأساسيين في فريق البحث والتطوير لـ"ديب سيك" من أفضل الجامعات ومؤسسات البحث الصينية.

ومن المعروف أن بيئة الأعمال المحسنة تحمي "آفاق الابتكار". فالمؤسسات هي الجسم الرئيسي للابتكار وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الحكومة تحسين بيئة الأعمال وتهيئة مساحة إنمائية مريحة وعادلة للشركات. 

كما أن الاستثمار الرأسمالي هو "وقود الابتكار". فاستثمار الصين في الابتكار يتزايد يوما بعد يوم، فقد تجاوز الاستثمار في البحث والتطوير التجريبي في عام 2024 قرابة 3.6 تريليون يوان، واحتل إجمالي الاستثمار المرتبة الثانية في العالم.

ويعتبر الدعم المالي للمؤسسات العلمية والتكنولوجية بمثابة "الغيث" في الوقت المناسب. فعلى سبيل المثال، واجهت شركة "يونيتري" معضلة استنفاد التمويل وفشلت في تسليم الطلبيات. وفي هذا الوقت، ساعد التمويل المقدم من هانغتشو في تجاوز العقبات، وفي نهاية المطاف أصبحت الروبوتات البشرية التي تنتجها الشركة رائجة في جميع أنحاء العالم.

ويعد الطلب الضخم في السوق بمثابة "محرك الابتكار". فعدد سكان الصين يبلغ 1.4 مليار نسمة، وتتمتع البلاد بسوق ضخمة للغاية، وجميع الصناعات متعطشة للتقنيات الجديدة والمنتجات الجديدة. وقد حفز سعي المواطنين لاقتناء منتجات ذكية حماسة الشركات بشكل كبير للانخراط في البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ويساهم الانفتاح والتعاون في توسيع "حدود الابتكار". فهنا تتمسك الصين بموقف الانفتاح وتنفذ بشكل نشط التعاون والتبادل مع المؤسسات والشركات البحثية العلمية العالمية. فمن ناحية، يساعد إدخال التكنولوجيات والمفاهيم الأجنبية المتقدمة على ضخ عناصر جديدة في الابتكار المحلي. ومن ناحية أخرى، فإن الإنجازات الابتكارية المحلية قادرة على الانتشار عالميا واختبارها وتطبيقها على نطاق أوسع.

وتتحرك الصين نحو الابتكار، ويجري دعم السياسات في جميع مراحل عملية الابتكار. وقد طبقت الصين سلسلة من السياسات المشجعة، بدءاً من الحوافز الضريبية لتخفيف العبء على الشركات، إلى تعزيز التكامل العميق بين الصناعة والأوساط الأكاديمية والبحث، مما دفع الجامعات ومعاهد البحث والشركات إلى العمل معًا بشكل وثيق وتعزيز التواصل السلس بين سلسلة الابتكار والسلسلة الصناعية.

ويستمر التركيز الصيني على الابتكار في النمو، حيث اقترح تقرير عمل الحكومة لعام 2025 تنمية المؤسسات المبتكرة بشكل تدريجي، وتعزيز تطوير ونمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة والجديدة، ودعم تطوير دعم شركات "وحيد القرن" والشركات ذات النمو المرتفع، والسماح لمزيد من الشركات بالتسارع في مجالات ومسارات جديدة.

إذن، تتوفر المواهب ورأس المال والسوق والسياسات والأجواء الجيدة، فلا يوجد سر للابتكار الصيني. فهو يسمح لجميع أنواع المواهب بإظهار تألقها في مواقعها الخاصة.