بوآو، الصين 26 مارس 2025 (شينخوا) قال وزير التجارة الأمريكي الأسبق كارلوس غوتيريز إنه "يتعين على الولايات المتحدة والصين التعاون معا. فالبشرية لا تتحسن إذا كنا على جانبين مختلفين".

وأكد غوتيريز في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين خلال منتدى بوآو الآسيوي هذا العام على الحاجة الملحة إلى تحقيق الاستقرار في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وعبّر غوتيريز، الذي خدم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو. بوش في الفترة من 2005 إلى 2009، عن رؤيته هذه استنادا إلى عقود من الانخراط مع الصين في المجالين التجاري والحكومي.

بدأ حياته المهنية في شركة ((كيلوغ))، حيث قضى 30 عاما مع عملاق الحبوب. وفي أوائل التسعينيات، أشرف على بناء مصنع في الصين. وقال "منذ أن زرت الصين لأول مرة، أصبحت شغوفا بها"، مشيرا إلى أنه مفتون بتاريخ الصين وتحولها السريع.

ومنذ ذلك الحين، ظل يزور الصين سنويا، وأبقته رحلاته إلى الصين على إطلاع على آخر التطورات "الملحوظة" التي شهدتها البلاد.

ولدى إشارته إلى "التقدم الاقتصادي والتكنولوجي المذهل" الذي حققته الصين، رأى غوتيريز أن "الصين دائما ما تفاجئ العالم بأشياء جديدة"، مستشهدا بما سجلته من طفرات في مجال السيارات الكهربائية ومن ابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك كما يتضح من شركات ناشئة مثل ((ديب سيك)).

وقال إن الصين حققت في نصف قرن ما استغرقت دول أخرى قرونا لتحقيقه.

وذكر غوتيريز أن الدعم السياساتي القوي في الصين للابتكار-- إلى جانب مجموعة كبيرة من المواهب-- يواصل جذب مراكز البحث والتطوير متعددة الجنسيات، مضيفا أن "هناك ثقافة ابتكار قائمة".

وفيما يتعلق بوجود تصورات خاطئة في الولايات المتحدة، رفض غوتيريز فكرة أن الصين تسعى إلى "تقويض المصالح الأمريكية"، لافتا إلى أن "الحكمة الصينية تفهم أن الصراع لا يؤدي إلى نتائج جيدة". وأضاف قائلا "علينا أن نجد طريقة للتعايش بطريقة تعود بالنفع على البلدين والعالم".

وحث صانعي السياسات الأمريكيين على تبني نهج عملي. وأشار إلى أن "المكانة التي تتبوأُها الصين حقيقة. والسؤال يكمن في كيفية تحويل ذلك إلى نتيجة إيجابية".

واقترح قائلا "دعونا نبدأ بإجراء حوار".

وبصفته وزير تجارة أسبق وقائد في عالم الأعمال، ذكر غوتيريز أنه يتطلع إلى علاقات ثنائية "تتمكن فيها الدولتان من تحقيق مصالحنا دون تقويض بعضهما البعض". وشدد على أن الخلافات أمر لا مفر منه ولكن الالتزام المشترك بالشراكة ينبغي أن يدفع نحو إيجاد حلول.

وسلط غوتيريز الضوء على أن أصدقاءه الصينيين عززوا هذه الرؤية، حيث قال "لدي بعض الأصدقاء الأعزاء جدا في الصين. وهذا هو السبب في أنني أؤمن بهذه العلاقة".

كما دعا إلى تحقيق تواصل شعبي أعمق. وقال "أعتقد أن كلا الجانبين بحاجة إلى فهم بعضهما البعض بشكل أكبر. وأنا حقا على قناعة تامة بضرورة ذلك".