27 مارس 2025 / شبكة الصين/ ذكر تقرير في شبكة "سي إن بي سي" (CNBC) الأمريكية مؤخرا أن الصين تتبنى بشكل نشط نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر. ويعمل هذا الاتجاه على تعزيز ترويج وابتكار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المحلية، حتى أن العاملين في هذا المجال أصبحوا يطلقون على هذه اللحظة اسم "لحظة أندرويد".

وتقود شركة "ديب سيك" الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي هذه الثورة مفتوحة المصدر. وقد أحدث طراز R1 الذي أطلقته الشركة في وقت سابق من العام الجاري ضجة كبيرة في هذا المجال بفضل أدائه العالي وتكلفته المنخفضة. 

ويرى محللون أن التأثير الأكثر أهمية لنموذج "ديب سيك" هو أنه ساهم في نشر نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة مفتوحة المصدر، ما أثار الشكوك حول الاستثمارات الضخمة من قبل عمالقة التكنولوجيا الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن نجاح "ديب سيك" يثبت أن إستراتيجية المصدر المفتوح قادرة على تحقيق ابتكار أسرع وتطبيق أوسع. وقالت سون وي، كبيرة المحللين في مجال الذكاء الاصطناعي في وكالة التصنيف الدولية "كاونتربوينت ريسيرش (Counterpoint Research)" إن إصدار R1 يعمل بنشاط على إعادة تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي في الصين، والشركات الكبيرة مثل "بايدو" تفتح نماذجها اللغوية الكبيرة الخاصة بها كاستجابة إستراتيجية. 

وفي 16 مارس الجاري، أصدرت شركة "بايدو" أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي "Wenxin 4.5". وأكد خبراء أن مبادرة المصدر المفتوح التي أطلقتها شركة بايدو تمثل تحولا في الصين بعيدا عن نموذج الأعمال القائم على الترخيص نحو إستراتيجية أكثر انفتاحا في هذا المجال. 

وتعمل شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل علي بابا وتينسنت على تسريع الافتتاح المجاني لمنتجات الذكاء الاصطناعي وتحقيق المصدر المفتوح لمزيد من النماذج. كما تعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أيضًا على تعزيز هذا الاتجاه.

وقبل ظهور "ديب سيك"، كانت منتجات مثل "Llama" لشركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة "ميتا"، و"Gemma" من شركة "غوغل" تدعي أنها نماذج مفتوحة المصدر. لكن بعض الخبراء يعتبرون هذه البرامج ليست مفتوحة المصدر حقًا لأن تراخيصها تقيد استخدامات وتعديلات معينة ومجموعات بيانات التدريب غير متاحة للعامة. 

وترى سون وي أن "أوبن أيه آي" و"ديب سيك" يمثلان قطبي مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يواصل معسكر المصدر المفتوح الابتكار من خلال التعلم من بعضهما البعض، في حين تواجه شركات المصدر المغلق ضغوط الحفاظ على النماذج المتطورة ذات التكلفة العالية.

وقال خبراء من مؤسسة الأبحاث الأمريكية "كونستليشن ريسيرش Constellation Research))" إن الشركات الصينية تأمل أن تحظى المنتجات مفتوحة المصدر التي اختارتها بشعبية أسرع من المنتجات مغلقة المصدر في الولايات المتحدة. 

وقال الشريك الإداري لصندوق التحوط المتخصص في التكنولوجيا "مونوليث" إن نموذج المصدر المفتوح يقلل التكاليف ويفتح الباب أمام ابتكار المنتجات، وكانت الشركات الصينية دائما جيدة في هذا. وأطلق على هذا التطور اسم "لحظة أندرويد" - في إشارة إلى الابتكار في نظام التطبيقات غير التابع لشركة آبل والذي ظهر بعد أن فتحت غوغل الكود المصدر لنظام أندرويد الخاص بها، وقال "نعتقد جميعا أن الذكاء الاصطناعي في الصين متأخر عن الولايات المتحدة بنحو 12 إلى 24 شهرا، ولكن الآن قد يتم تقليص الفجوة إلى 3 إلى 6 أشهر".