الخرطوم 26 مارس 2025 (شينخوا) أعلنت قوات الدعم السريع اليوم (الأربعاء) أنها تعيد تموضعها في مدينة أم درمان شمالي الخرطوم، معتبرة أن الحرب "لم تنته بعد"، وذلك بعد إعلان الجيش سيطرته على مناطق إستراتيجية في العاصمة السودانية.

وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق في تدوينة على منصة ((إكس)) اليوم إن "قوات الدعم السريع لم ولن تنهار، ولم يحقق (الجيش) أي نصر في الخرطوم".

وأضاف "لخطط عسكرية، قررت القيادة إعادة تموضع القوات في أم درمان لعوامل كثيرة متعلقة باللوجستيات والترتيبات العسكرية".

ووصف بيانات الجيش الخاصة باستلام مواقع من قوات الدعم السريع، بأنها مجرد "نصر زائف وتضليل للرأي العام"، وقال إن "الحرب لم تنته بعد، ولم نخسر لا قوة ولا عتادا".

ووصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان اليوم إلى الخرطوم عبر طائرة مروحية حطت بمطار المدينة، وهي أول طائرة تحط بالمطار منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وذلك وفقا لبيان صادر عن إعلام مجلس السيادة.

وتفقد البرهان وحدات الجيش التي تتولى تأمين المطار الذي أعلن الجيش السيطرة عليه اليوم.

كما توجه البرهان إلى القصر الرئاسي الذي سيطر عليه الجيش في 21 مارس الجاري.

وبث تلفزيون السودان مقاطع فيديو للبرهان وهو يتجول داخل القصر الرئاسي بينما التف حوله ضباط وجنود من الكتيبة العسكرية التي تتولي تأمين القصر.

وسار البرهان في ردهات القصر وإلى جانبه أعضاء هيئة الأركان المشتركة في الجيش السوداني، وقادة من قيادة عمليات الخرطوم، كما تفقد قاعة رئيسية في القصر.

وقال البرهان أمام جنود تجمعوا داخل القصر إن "الخرطوم حرة، وانتهى الأمر"، وفقا لإعلام مجلس السيادة وتلفزيون السودان.

وكان الجيش أعلن في وقت سابق اليوم سيطرته على معسكر طيبة بمنطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم، وهو آخر قواعد قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية.

كما أعلن الجيش سيطرته على مطار الخرطوم الدولي، والذي كانت تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.

ومنذ 16 مارس الجاري، أطلق الجيش السوداني عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.

وتمكن الجيش السوداني من السيطرة على مقرات حكومية وسط الخرطوم، كانت تشكل واحدة من أبرز معاقل قوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية.

ومنذ الأشهر الأولى للعام 2024 تغيرت خارطة السيطرة العسكرية في العاصمة السودانية، إذ حقق الجيش تقدما واضحا ولاسيما في مدينة أم درمان شمالي الخرطوم، ومالت الكفة العسكرية لصالحه بعدما تمكن من استعادة السيطرة على محلية أم درمان الكبرى.

ووسع الجيش من عملياته في الخرطوم، وشن أواخر سبتمبر 2024 عملية عسكرية برية بدعم جوي أدت إلى استعادة السيطرة على مناطق في وسط الخرطوم وغربي مدينة الخرطوم بحري.

كما تمكن الجيش السوداني مطلع أكتوبر الماضي من استعادة السيطرة على معظم مدن ولاية سنار.

وفي 11 يناير الماضي، تمكن الجيش من استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، فيما لاتزال بلدات صغيرة بولاية الجزيرة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 14 مليون شخص، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، بواقع 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.