share
arabic.china.org.cn | 26. 03. 2025

(صوت الجنوب) رؤية شرق أوسطية: مفاوضات الرياض تحمل "إشارات إيجابية" على طريق حل الأزمة الروسية الأوكرانية

arabic.china.org.cn / 04:12:32 2025-03-26

القاهرة 25 مارس 2025 (شينخوا) شهدت الجولة الجديدة من المفاوضات الخاصة بالأزمة الروسية الأوكرانية، التي استضافتها السعودية، بوساطة أمريكية "إشارات إيجابية" على طريق حل الأزمة، في ضوء اتفاق الأطراف المشاركة على ضمان تنفيذ مبادرة البحر الأسود وعدم استهداف مصادر الطاقة.

وعقدت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 23 إلى 25 مارس الجاري مباحثات منفصلة مع روسيا وأوكرانيا في الرياض، ركزت على حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، ومصير الأطفال الأوكرانيين المختطفين، ووقف جزئي لإطلاق النار.

وفي ختام المباحثات، اتفقت "جميع الأطراف على وضع تدابير تحظر توجيه ضربات إلى منشآت الطاقة في أوكرانيا وروسيا"، بحسب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف اليوم (الثلاثاء).

بينما أعلن الكرملين أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضمان تنفيذ مبادرة البحر الأسود، حتى يتمكن الجانبان الروسي والأوكراني من نقل الحبوب والوقود واستئناف التجارة.

واتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على ضمان سلامة الملاحة، وتجنب استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود، وأكد الجانبان على مواصلة العمل من أجل تحقيق سلام دائم، حسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وتعهدت الولايات المتحدة بالالتزام بالمساعدة في تبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسرا.

-- إشارات إيجابية

وقال السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن المفاوضات مازالت في مراحلها الأولى، والطرفان الروسي والأوكراني لم يجلسا وجها لوجه حتى الآن، والولايات المتحدة تحاول التقريب بين الطرفين بشأن قضايا أساسية، مثل استئناف تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ووقف استهداف منشآت الطاقة.

وأضاف سعد لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الواقع على الأرض يشير إلى أنه لا يمكن القول إن هناك هدنة، والولايات المتحدة تسعى لإيجاد نوع من التفاهمات بشأن بعض القضايا الأساسية".

ورأى أن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار علي منشآت الطاقة وفي البحر الأسود قد لا يمهد لوقف الحرب، لأن "البحر الأسود ليس هو أساس الأزمة، وهناك عوامل أخرى كثيرة منها حياد أوكرانيا وموضوع الأراضي التي احتلتها روسيا".

وشاطره الرأي المحلل السياسي محمد الجبوري أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية، بقوله إن هناك "إشارات إيجابية" في المباحثات بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود وعدم استهداف مصادر الطاقة.

إلا أن الجبوري أكد لـ ((شينخوا)) أن "المباحثات شاقة وصعبة" خاصة أن كل طرف يسعى لفرض ما يريده ويحقق مصالحه، مضيفا أن "روسيا لن تبدي أية مرونة تجاه الانسحاب من بعض المناطق التي سيطر عليها جيشها وتعتبرها جزءا من أرضها وأمنها القومي، في حين تسعى أوكرانيا لانسحاب روسيا من جميع الأراضي التي احتلتها، بينما تمارس واشنطن الضغوط على الجانبين لكي يتوصلا إلى اتفاق".

-- نقاط الخلاف

وقال الباحث في مركز الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية عبد العزيز الشعباني، إن نقاط الخلاف الرئيسية بين روسيا وأوكرانيا تتمحور حول الأراضي المتنازع عليها، حيث تطالب روسيا بالاعتراف بضم عدة مناطق إلى جانب القرم، بينما ترفض أوكرانيا أي تنازل عن أراضيها وتصر على استعادة كامل سيادتها.

وأضاف لـ ((شينخوا)) أن الولايات المتحدة، رغم دعمها لأوكرانيا، تبدو منفتحة على مناقشة حلول وسط قد تشمل تنازلات إقليمية، مما يثير توتراً مع كييف.

ومن بين نقاط الخلاف أيضا، وفق الشعباني، "الضمانات الأمنية"، حيث تسعى أوكرانيا لضمانات أمنية ملزمة من الغرب، بما في ذلك احتمال نشر قوات أو عضوية في الناتو، وهو ما تعارضه روسيا بشدة كخط أحمر، معتبرة أي توسع للناتو تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

كذلك تشمل نقاط الخلاف "شروط وقف إطلاق النار"، حيث تربط روسيا أي هدنة بالتزام أوكرانيا بنزع السلاح جزئيا والتخلي عن طموحاتها العسكرية، بينما ترى أوكرانيا أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتبعه انسحاب روسي كامل، بحسب الشعباني.

أما التحديات الرئيسية، فقال الشعباني إنها تتمثل في انعدام الثقة بين روسيا وأوكرانيا، والضغوط الأمريكية حيث تمارس إدارة دونالد ترامب ضغوطاً على أوكرانيا لتقديم تنازلات، مما يعقد الموقف الداخلي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، فضلا عن التقدم العسكري الروسي، حيث تسيطر روسيا على حوالي 20% من أوكرانيا، مما قد يدفعها لمواصلة العمليات العسكرية لتعزيز موقفها التفاوضي بدلا من قبول هدنة مؤقتة.

بينما رأى خالد المطرفي مدير مكاتب قناة الشرق في السعودية أن روسيا تطالب بضمانات أمنية تقضي بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، بينما تعتبر كييف هذا المطلب مساسا بسيادتها، وتصر في المقابل على الحصول على ضمانات أمنية غربية قوية".

-- السيناريو الأكثر ترجيحا

وقال المطرفي، إن نتائج هذه المفاوضات قد لا تفضي مباشرة إلى اتفاق شامل، إلا أنها تمثل مرحلة تحضيرية مهمة نحو تهدئة الصراع، وقد تفتح المجال أمام تسوية سياسية على المدى المتوسط.

وأضاف أنه بمجرد قبول الأطراف بالجلوس على طاولة الحوار تحت مظلة وساطة محايدة تتقلص فرص التصعيد المفتوح وترتفع فرص التوصل إلى تفاهمات أولية، مثل وقف إطلاق نار محدود أو اتفاقات إنسانية لتبادل الأسرى وتأمين الممرات الإنسانية.

وتابع أن "السيناريو الأكثر ترجيحا على المدى القصير هو وقف إطلاق نار مؤقت، قد يكون على شكل تجميد خطوط التماس".

بينما رأى الشعباني أنه "إذا نجحت المفاوضات في فرض هدنة طويلة الأمد، فقد تفتح الباب لتسوية دائمة تعيد الاستقرار للمنطقة، مع تعزيز دور اللاعبين الإقليميين مثل السعودية وتخفيف الضغط على أوروبا".

وتابع "أما إذا فشلت أو أدت إلى هدنة هشة، فقد يتجدد الصراع بقوة أكبر، خاصة إذا استغلت روسيا الهدنة لتعزيز مواقعها أو شعرت أوكرانيا بالتخلي عنها من الغرب".

وأكد أن "الوضع الحالي يشير إلى إمكانية هدنة محدودة قريبا، لكن التوصل لاتفاق شامل بعيد المنال بسبب الفجوة بين مطالب الطرفين".

في حين رأى الجبوري أن "الأزمة الأوكرانية في طريقها للحل لأن تأثيرها انعكس سلبا على أغلب دول العالم، لذلك يضغط ترامب لوقف إطلاق النار على مصادر الطاقة كمرحلة أولى، وبعدها يتم الاتفاق على إنهاء الحرب".

-- جسر دبلوماسي

وأكد سعد، أن اختيار السعودية لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات يدل على مكانتها الإقليمية والدولية ويعظم دورها.

وأشار إلى أن عقد جميع جولات التفاوض في السعودية حتى الآن يرجع إلى أن هناك توجها أمريكيا في المقام الأول بعقد هذه المباحثات في السعودية، لكن ليس من المستبعد أن تعقد جولات قادمة في مكان آخر.

بينما أرجع الجبوري اختيار السعودية لاستضافة المباحثات إلى عدة عوامل، أولها الدور الدولي المتنامي للسعودية وظهورها كقوة إقليمية ودولية صاعدة.

وتابع "ثانيا: السعودية وقفت منذ اندلاع الحرب موقفا محايدا، وحاولت جادة جمع طرفي النزاع لتفادي النتائج السلبية للحرب، وثالثا: السعودية نجحت في وساطة لإطلاق سراح معتقلين أجانب في هذه الحرب، وهذا يثبت ثقة الطرفين بها، فهي لديها علاقات جيدة مع طرفي النزاع".

في حين عزا المطرفي اختيار السعودية كمضيف لهذه الجولة من المفاوضات إلى نجاح الرياض في الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع موسكو وواشنطن دون الانخراط في استقطابات الحرب.

وتابع أن هذه الاستضافة تأتي ضمن جهود السعودية لتعزيز مكانتها كـ "جسر دبلوماسي" بين الشرق والغرب، خصوصا في قضايا الأمن والسلام.

أما الشعباني، فقال إن استضافة السعودية للمرة الثانية للمفاوضات يعكس "الحياد السياسي" للمملكة التي ليست طرفا في الصراع، مما يجعلها منصة مقبولة للأطراف الثلاثة، خاصة مع علاقاتها المتوازنة مع روسيا والولايات المتحدة.

ومن بين الأسباب أيضا، وفق الشعباني، "النجاح السابق" حيث استضافت مدينة جدة محادثات في 11 مارس 2025 أثبتت فعالية المملكة كوسيط، وأسفرت عن قبول أوكرانيا لهدنة مؤقتة، فضلا عن "النفوذ الاقتصادي" كون السعودية قوة نفطية كبرى وعضوا في أوبك+ مع روسيا.

وأوضح أن المملكة تلعب دور الجسر بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال توفير منصة حوار، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أن لقاء زيلينسكي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في مارس 2025، أظهر أيضا قدرتها على بناء ثقة مع أوكرانيا.

وتابع أن حل الأزمة يتطلب تقديم ضمانات اقتصادية، حيث يمكن أن تساهم المملكة في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا وضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية كجزء من الحل. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号