25 مارس 2025 / شبكة الصين/ قالت صحيفة "إل موندو" الإسبانية مؤخرا إن ليه جيون، رئيس شركة التكنولوجيا العملاقة "شاومي" وعضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصني، أكد خلال "الدورتين الوطنيتين السنويتين" هذا العام على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة في الصين.

وإضافة إلى وضع خارطة طريق لتعزيز الاقتصاد (من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي والإنفاق الاستهلاكي)، توصلت الدورتان هذا العام إلى استنتاج واضح إلى حد ما وهو أن "الصين مستعدة للفوز في سباق التكنولوجيا العالمي".

ولن تؤدي ديون الحكومات المحلية، أو مشاكل العقارات، أو النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة إلى إبطاء خطط بكين للتنمية التكنولوجية. وهذه رسالة القادة الصينيين، الذين يؤمنون بأن بلادهم سوف تتفوق على منافسيها وتصبح قوة كبيرة تكنولوجية.

وفي هذه الأيام، أشاد المتحدثون باسم الحكومة الصينية بالإنجازات الأخيرة، مثل ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" والتوقعات الكبيرة التي أحدثها إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي مانوس (Manus) الذي يرى مطوروه أن أداء الذكاء الاصطناعي الخاص به يتفوق على أداء المنتجات المماثلة من مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي المفتوح في الولايات المتحدة أوبن أيه آي (OpenAI).

وأعلنت الشركة المالكة لمانوس أنها دخلت في شراكة مع فريق من شركة التكنولوجيا العملاقة علي بابا مطورة "تونغيي تشيانون"، نموذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً لدى الشركة. وتهدف إلى ترقية مانوس، الذي يطلق عليه "أول ذكاء اصطناعي عام في العالم". على عكس برامج المحادثة الآلية مثل تشات جي بي تي أو ديب سيك، فإنه يمكن أن يعمل كموظف رقمي مستقل، ويؤدي المهام بشكل مستقل.

وحظي إطلاق مانوس باهتمام كبير لدرجة أن صفحة التسجيل الخاصة به توقفت ولم يعد من الممكن الوصول إلى المنصة الآن إلا من خلال رموز الدعوة من المستخدمين المسجلين.

ويعد مانوس أحدث مثال على حمى الذكاء الاصطناعي التي تجتاح الصين. وقد أعلن كبار المسؤولين الصينيين مؤخرا أنه بدعم من الحكومة المركزية، سيتم إنشاء صندوق لجذب ما يقرب من تريليون يوان من رأس المال المحلي والاجتماعي لدعم تطوير التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي. 

وشعرت الأسواق الصينية بتأثير هذا التطور، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا، الذي يتتبع بعض أكبر شركات التكنولوجيا المدرجة في منطقة هونغ كونغ الصينية، بأكثر من 40% منذ منتصف يناير هذا العام.

وأظهرت الصين بوضوح طموحاتها لتحويل صناعاتها بسرعة من خلال الابتكار التكنولوجي العالي من أجل تحقيق الاعتماد على الذات ومواجهة سلسلة من التدابير التي اتخذتها واشنطن بهدف تقييد التنمية الصينية. 

وبحسب تقرير حديث لوكالة رويترز، أعلنت العديد من الشركات الصينية الكبرى، بدءاً من شركات صناعة السيارات وشركات الطاقة المملوكة للدولة إلى البنوك والمطاعم، عن نيتها استخدام تقنية نماذج التفكير بالذكاء الاصطناعي.

وشرعت العديد من المدن والبلدات بالفعل في دمج روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في تطبيقات الهاتف المحمول التي يستخدمها المحليون للحصول على مجموعة متنوعة من الخدمات الأساسية. والأكثر استخدامًا من بين هذه النماذج هو ديب سيك، وهو نموذج منخفض التكلفة ومفتوح المصدر لا يتطلب شرائح عالية الأداء وأحدث ثورة في صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية.