لندن 23 مارس 2025 (شينخوا) حذر خبير اقتصادي بارز من أن التعريفات الجمركية المرتفعة والتوترات التجارية الناتجة عنها قد تضر بالاقتصاد العالمي وتدفعه نحو الركود بدلا من النمو.

وقال إيان بيغ، الخبير الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إنه في حين أن التعريفات الجمركية يمكن أن تعزز الإيرادات الحكومية كشكل من أشكال ضريبة المبيعات على الواردات، إلا أنها ترفع أيضا تكلفة السلع المستوردة، مما يؤدي إلى زيادة التضخم حيث يلجأ المستهلكون إلى بدائل محلية أغلى ثمنا.

وأضاف بيغ في حوار مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن التعريفات الجمركية تعطل التجارة العالمية أيضا من خلال تحويل الإنتاج من موردين دوليين أكثر كفاءة إلى منتجين محليين أقل كفاءة، مما يزيد الضغط على النمو الاقتصادي.

وحذر الخبير الاقتصادي من أن التعريفات الجمركية المرتفعة والحرب التجارية الناتجة عنها "سيكون وقعها سيء على الاقتصاد العالمي"، قائلا "من المرجح أن يؤدي ذلك إلى الانجراف نحو الركود والانكماش بدلا من النمو الاقتصادي".

وأردف أن التعريفات الجمركية يمكن أن تعطل أيضا وبشدة سلاسل التوريد العالمية، خاصة بالنسبة للصناعات التي تعتمد على المكونات العابرة للحدود، مثل شركات صناعة السيارات الأمريكية التي تعتمد على قطع الغيار الكندية.

وأوضح بيغ أن الإدارة الأمريكية استخدمت التعريفات الجمركية بطريقتين مختلفتين. إحداها، كأداة سياسية من خلال ربط قرارات التعريفة الجمركية بقضايا مثل الهجرة وتدفقات المخدرات المتعلقة بالفنتانيل كما اتضح من تعاملها مع المكسيك وكندا. والأخرى، كسلاح اقتصادي اعتقادا من جانب ترامب بأن التعريفات الجمركية يمكن أن تحمي الوظائف الأمريكية وتشجع الاستهلاك المحلي، وهو نهج محل جدل واسع بين أغلب الاقتصاديين.

وقال بيغ إنه بالرغم من استخدام التعريفات الجمركية من قبل العديد من القادة الأمريكيين وغيرهم من القادة العالميين، إلا أن القلق يكمن في "حجم تلك التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والغموض بشأن الغرض من فرضها".