الخرطوم 22 مارس 2025 (شينخوا) قتل 45 شخصا على الأقل اليوم (السبت) في هجوم شنته قوات الدعم السريع على منطقة المالحة شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وفق ما أفاد متطوعون.

وخاض الجيش السوداني والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية، وهي قوات موالية له الخميس الماضي معارك شرسة ضد قوات الدعم السريع قرب مدينة المالحة بولاية شمال دارفور، وفق ما أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.

وفي اليوم نفسه، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة المالحة، التي تضم معسكرا رئيسيا للقوة المشتركة المكونة من مجموعات دارفورية مسلحة ومتعاونة مع الجيش السوداني.

والجمعة توغلت قوات الدعم السريع في منطقة المالحة، ومارست عمليات نهب للأسواق ومنازل المواطنين، وفق متحدث باسم تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر (متطوعون).

وقال المتحدث، الذي رفض ذكر اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "اليوم عاودت الدعم السريع ممارساتها في الأسواق والأحياء السكنية، وأطلقت النار بشكل عشوائي بعدما تصدى لها المواطنون، مما أدى إلى مقتل أكثر من 45 مدنيا".

ونشرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر في بيان صحفي اليوم ما قالت إنه "قائمة أولية تم حصرها لقتلى مجزرة المالحة"، مؤكدة "أن عدد القتلى من المدنيين حتى الآن بلغ 45 قتيلا".

وأكدت التنسيقية في بيان ثان أن "ما يحصل في المالحة لا يوصف"، مشيرة إلى "عمليات قتل ونهب على نطاق واسع ... ونهب أجهزة الإنترنت الفضائي (ستارلينك) وحرق السوق وسرقة منازل ومتاجر" من قبل قوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء المنطقة.

من جهتها، قالت شبكة أطباء السودان (متطوعون) في بيان "إن قوات الدعم السريع نفذت عمليات تصفية جماعية ضد 48 شخصا من مواطني منطقة المالحة على أساس إثني، فيما جرح 63 آخرون".

وحذرت الشبكة من عمليات القتل الجماعي على أساس إثني ضد مكونات دارفور، مما يساهم في تعقيد الأوضاع بالإقليم ويحول الحرب إلى حرب أهلية، داعية المجتمع الدولي للوقوف بشدة ضد أي عمليات عسكرية تهدف إلى ذلك.

ولم يصدر على الفور تعليق من قوات الدعم السريع بشأن الهجوم على المنطقة.

وتقع منطقة المالحة على بُعد 210 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وتجاور الحدود مع ليبيا، وهي منطقة غنية بالموارد الحيوانية والمعادن.

وللمنطقة أهمية استراتيجية، حيث تشكل نقطة وصل حيوية بين السودان وليبيا وتمر عبرها طرق تجارية تربط البلدين عبر الصحراء الكبرى، كما تشكل ملتقى طرق رئيسية نحو مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

ومنذ 10 مايو الماضي تدور مواجهات عنيفة في الفاشر بين الجيش السوداني والمتحالفين معه، وقوات الدعم السريع.

ويسيطر الجيش السوداني على الفاشر، وتقاتل بجانبه حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا"، من أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

وتعد الفاشر مركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وبلغ عدد الفارين من الحرب في السودان أكثر من 14 مليون شخص، هم 11 مليون نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة، بحسب إحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في 29 أكتوبر الماضي. /نهاية الخبر/