الدوحة 21 مارس 2025 (شينخوا) رأى الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة حمد بن خليفة القطرية ستيفن رايت، أن التصعيد المستمر في قطاع غزة واليمن مترابط، حيث يفاقم كل منهما الآخر ويؤجج كلاهما تطورات إقليمية خطيرة.

وسلط رايت الضوء في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء على الكيفية التي سمح فيها الصراع في غزة، والذي لم يحل بعد، لجماعة الحوثيين في اليمن بتقديم نفسها كمدافع عن حقوق الفلسطينيين.

وقال رايت إن "هذه الرواية تمكن الحوثيين من تصوير هجماتهم على سفن الشحن (في البحر الأحمر) على أنها مقاومة مشروعة وليست مجرد استفزاز".

وتابع أن سلوكيات الحوثيين تخدم غايات متعددة فيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية للجماعة، وهي "تتسق مع عقيدتها الراسخة المناهضة لأمريكا وإسرائيل".

ورأى رايت أن "دعم الفلسطينيين" كان بمثابة "أداة دعائية" تضفي على الحوثيين شرعية أخلاقية، وتكسبهم دعما محليا رغم سنوات الحرب الأهلية وتعزز مكانتهم في المنطقة.

وفي معرض حديثه عن الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين، قال رايت إن هناك تصعيدا كبيرا مقارنة بالحملة العسكرية الأمريكية السابقة التي بدأت في عهد الرئيس السابق جو بايدن في يناير العام 2024.

وأضاف أن العمليات الأمريكية البريطانية السابقة كانت "أكثر استهدافا"، حيث ركزت على "الأصول العسكرية التكتيكية للحوثيين مثل الرادارات ومواقع الصواريخ"، بينما وسعت الضربات الأمريكية الأخيرة نطاق الأهداف لتشمل البنية التحتية مثل محطات الطاقة، ما يقدم مثالا واضحا على فلسفة الرئيس دونالد ترامب "السلام من خلال الاحتواء" التي تستخدم القوة الساحقة لردع الخصوم وترهيبهم لإجبارهم على الامتثال.

وأكد رايت أن الحوثيين قد واءموا عملياتهم البحرية، التي نُفذت كبادرة دعم للفلسطينيين، مع التطورات في غزة، مما عزز سرديتهم الاستراتيجية ضد ما يعتبرونه عدوانا إقليميا مدعوما من الغرب.

وأشار إلى أن الضربات العسكرية على الحوثيين كشفت عن محدودية النهج الأمريكي، حيث فشلت الضربات السابقة في إضعاف قدرات الحوثيين.

وحذر من أن الحوثيين قد يردون بمزيد من العمليات الانتقامية من خلال استهداف المنطقة، مما يشكل خطرا على دول المنطقة بما فيها دول الخليج.

وبشأن العلاقة بين جماعة الحوثي وداعمها الإقليمي الرئيسي إيران، حذر رايت من المبالغة في تبسيط أو تضخيم العلاقة بينهما.

وقال في هذا السياق إنه "بينما يُعتقد على نطاق واسع أن إيران تقدم الدعم المادي لجماعة الحوثي، فإن الجماعة نفسها تتمتع بدرجة عالية من الاستقلال الاستراتيجي"، مستشهدا بعزم الحوثيين على شن عمليات في البحر الأحمر رغم حذر طهران في البداية، كدليل واضح على استقلاليتهم.

وبالنظر إلى المستقبل، أكد الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة حمد بن خليفة، على الحاجة الملحة إلى حل سياسي شامل للصراع في غزة، الذي يمثل السبب الجذري وجوهر جميع الأزمات المترابطة.

ومضى قائلا "كلما طال أمد إيجاد مسار عملي لحل الصراع وتطبيق حوكمة فعالة وتسهيل إعادة الإعمار بعد الصراع في غزة، زاد خطر تصعيد إقليمي أوسع نطاقا".

واختتم رايت حديثه بالقول "إن ما نشهده في اليمن يرتبط ارتباطا وثيقا بأفعال إسرائيل والاستجابة الإقليمية الأوسع للصراع في غزة"، مشددا على أهمية إنهاء أزمة غزة "بمسار موثوق لمرحلة ما بعد الصراع في المستقبل".

واشتدت حدة التوتر بين الحوثيين والجيش الأمريكي مع استئناف الولايات المتحدة غاراتها الجوية على اليمن يوم السبت الماضي بعد أن هددت جماعة الحوثي باستئناف الهجمات على أهداف إسرائيلية، ردا على استمرار إسرائيل في عرقلة إدخال المساعدات إلى غزة وتشديد الحصار على القطاع الذي مزقته الحرب.

واستهدفت الغارات الجوية الأمريكية العاصمة اليمنية صنعاء وعددا من المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما أسفر عن مقتل العشرات.

وتصاعد هذا التوتر الذي يضم أطرافا عدة، مع استئناف إسرائيل يوم الثلاثاء هجومها العنيف على غزة. /نهاية الخبر/