غزة 21 مارس 2025 (شينخوا) أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الجمعة) أنها تدرس مقترحات جديدة قدمها وسطاء بشأن استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية واستمرار المفاوضات غير المباشرة.

وقال طاهر النونو القيادي في حماس، في تصريح صحفي، إن "مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ما يزال مطروحا، إلى جانب مقترحات جديدة من الوسطاء"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأكد النونو أن حماس ملتزمة بما تم التوقيع عليه، لكن الرفض يأتي دائما من الجانب الإسرائيلي.

في سياق متصل، رفضت حماس تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، الذي أكد في تغريدة على منصة ((اكس)) أن وقف إطلاق النار كان يمكن أن يستمر لو أطلقت حماس جميع الرهائن المتبقين، مضيفا أن "لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن شعبها ضد إرهابيي حماس".

واعتبرت الحركة، في بيان، أن "المحتل لا يملك حق الدفاع عن احتلاله، بل هو المعتدي أصلاً"، مضيفة أن "العدوان الإسرائيلي المستمر وجرائم الإبادة في غزة تستدعي الإدانة والمحاسبة، وليس التبرير والدعم".

ورأت حماس أن تصريحات والتز "قلب للحقائق"، مشيرة إلى أن "المقاومة الفلسطينية قدمت مبادرات واضحة لوقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل شاملة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضها وسعى إلى إفشالها لتحقيق مصالحه السياسية".

وأضافت الحركة أن "الحديث عن إمكانية تمديد التهدئة لو أطلقت المقاومة جميع الأسرى يتجاهل حقيقة أن الاحتلال لم يكن جادا في تنفيذ بنود الاتفاق، بل استمر في القصف والتجويع والحصار، وهو ما أدى إلى فشل التفاهمات".

ودعت حماس المسؤولين الأمريكيين إلى "الكف عن تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام إلى نتنياهو باعتباره المسؤول المباشر عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم".

من جهة أخرى، نفت حماس اليوم (الجمعة) صحة التقارير التي تحدثت عن وقف المفاوضات مع إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن الاتصالات مع الوسطاء ما تزال مستمرة لمناقشة المقترحات المطروحة.

وكانت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن حماس علقت المحادثات احتجاجا على استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار والصفقة "مجمّدة حاليًا".

وفي بيان صحفي، أكدت حماس أنها ما تزال في قلب المفاوضات وتتابع بكل مسؤولية مع الوسطاء.

من جانبه، أكد المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع أن "الاتصالات مع الوسطاء مستمرة بهدف وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وإلزام الاحتلال بالاتفاق، وإجباره على التراجع عن مخططه"، مشددا على أن الحركة "تتمسك بوقف إطلاق النار وتسعى إلى تجنيب الفلسطينيين جولة جديدة من الحرب، مع التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة".

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الوسطاء أبلغوا إسرائيل بإمكانية إحراز تقدم قريب في المفاوضات، مشيرة إلى أن "الضغوط الدولية على حماس تتزايد، وهناك مؤشرات على تغيّر في موقفها".

وبحسب الهيئة، فإن المقترح المطروح يتضمن "إطلاق سراح عدد من المحتجزين الأحياء، بالإضافة إلى جثامين تحتجزها حماس في غزة، مقابل وقف إطلاق نار يمتد لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي".

ورغم عدم وجود بعثة تفاوضية إسرائيلية حاليا في الدوحة أو القاهرة، إلا أن الهيئة نقلت عن مصادر مطلعة أن الوسطاء "متفائلون بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب لتمديد وقف إطلاق النار".

تأتي هذا التطورات في ظل تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية والقصف المدفعي على عدة مناطق.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 11 فلسطينيا، من بينهم ستة أطفال، قُتلوا في قصف إسرائيلي جوي لشقة سكنية في حي التفاح شرق مدينة غزة اليوم (الجمعة).

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت شقة سكنية في شارع "الجرو" في حي التفاح، ما أدى إلى مقتل ستة أطفال، بالإضافة إلى خمسة آخرين توفوا متأثرين بجراحهم جراء الغارة، وأُصيب عدد آخر بجروح متفاوتة تم نقلهم جميعا إلى مستشفى المعمداني بالمدينة.

وهرع أقارب الأطفال الذين تحول بعضهم إلى أشلاء إلى المستشفى، فيما علت صرخات النساء وبكاؤهن.

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على الغارة.

ويشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة منذ فجر الثلاثاء الماضي في مناطق متفرقة من غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء وقف إطلاق النار في الجيب الساحلي، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير الماضي. /نهاية الخبر/