الخرطوم 21 مارس 2025 (شينخوا) بعد معارك ضارية وحصار دام نحو أربعة أيام، أعلن الجيش السوداني في وقت مبكر اليوم (الجمعة) سيطرته علي القصر الرئاسي ومقرات حكومية بوسط الخرطوم، كانت تشكل واحدة من أبرز معاقل قوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية.

وقال الناطق الرسمي للجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في بيان صحفي متلفز، إن الجيش السوداني تمكن من تدمير قوة الدعم السريع التي كانت تتواجد في محيط وداخل القصر الرئاسي، ومباني وزارات حكومية بوسط الخرطوم.

وجاء إعلان الجيش بسط سيطرته علي منطقة وسط الخرطوم، في إطار حملة عسكرية يشنها الجيش السوداني منذ سبتمبر 2024 لاجبار قوات الدعم السريع على الانسحاب من معاقلها، التي ظلت تسيطر عليها منذ إندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.

ولكن قوات الدعم السريع رفضت الإقرار بفقدانها معركة وسط الخرطوم، وقالت إن معركة القصر الجمهوري "لم تنتهِ بعد".

وأضافت الدعم السريع، في بيان صحفي، صدر بعد ساعات من إعلان الجيش سيطرته علي القصر الرئاسي "ان قواتنا ما زالت موجودة في محيط المنطقة"، وتقاتل بشجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع وصولاً إلى تحرير كامل الوطن".

وأعلنت قوات الدعم السريع عن تنفيذ عملية عسكرية داخل القصر الجمهوري أدت إلى مقتل 89 من عناصر الجيش السوداني وتدمير آليات عسكرية مختلفة.

وكانت طائرة مسيرة قد نفذت هجوما علي الساحة الخارجية للقصر الرئاسي، بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني سيطرته علي القصر، مما أدى إلى مقتل عسكريين وإعلاميين.

ووفقا لمصدر عسكري وشهود عيان فإن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 10 عسكريين وإعلاميين.

وفي أول تعليق له، بعد سيطرة الجيش علي القصر الرئاسي بالخرطوم، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن الجيش السوداني لن يتراجع.

وقال البرهان لدي مخاطبته جنودا للجيش بمدينة الكاملين بولاية الجزيرة بوسط السودان اليوم، وفقا لإعلام مجلس السيادة "قواتنا تتقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام ولن نتراجع".

وبينما أكدت قوات الدعم السريع وجود مقاتليها في محيط القصر الرئاسي، قال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الاعيسر إن مقاتلي الدعم السريع يفرون من مواقع مختلفة بالخرطوم، تحت ضغط الجيش السوداني والقوات المساندة لها.

ودعا الاعيسر، في تدوينة علي منصة ((اكس))، قوات الدعم السريع إلى إلقاء السلاح، مضيفا "نقول لهم .. ضعوا السلاح وأكملوا هروبكم، فلا مكان لكم في الخرطوم".

من جانبه، رأي وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، في تغريدة علي منصة ((اكس)) أن سيطرة الجيش علي القصر الرئاسي تمثل تشييعا لمشروع التمرد إلى مثواه الأخير، على حد تعبيره.

وعلي مدي أربعة أيام، شهد محيط القصر الرئاسي بوسط العاصمة السودانية الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأعلن قائد عمليات الخرطوم بالجيش السوداني اللواء محمد عبد الرحمن البيلاوي، في تصريحات للصحفيين اليوم، أن الجيش السوداني سيتقدم نحو مطار الخرطوم بشرق العاصمة الخرطوم، والذي ما يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وأضاف "ستستمر عملياتنا حتي تنظيف الخرطوم تماما والتقدم إلى مناطق أخري".

وفي تطورات المعارك بولاية الخرطوم، قال مصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عمليات محور مدينة ام درمان شمال الخرطوم مستمرة وهناك تقدم كبير.

وأضاف "سيطر الجيش علي أحياء عدة بمحلية (ام بدة) بغربي مدينة ام درمان، وتم طرد قوات الميليشيا من أحياء الراشدين والبستان".

ومنذ الأشهر الأولى للعام 2024 تغيرت خارطة السيطرة العسكرية بالعاصمة الخرطوم، إذ حقق الجيش تقدما واضحا ولاسيما في مدينة أم درمان شمالي الخرطوم، ومالت الكفة العسكرية لصالحه بعدما تمكن من استعادة السيطرة على محلية أم درمان الكبرى.

ووسع الجيش من عملياته في العاصمة الخرطوم، وشن أواخر سبتمبر 2024 عملية عسكرية برية بدعم جوي أدت إلى استعادة السيطرة على مناطق في وسط الخرطوم وغربي مدينة الخرطوم بحري.

كما تمكن الجيش السوداني مطلع أكتوبر الماضي من استعادة السيطرة على معظم مدن ولاية سنار.

وفي 11 يناير الماضي، تمكن الجيش من استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، فيما تزال بلدات صغيرة بولاية الجزيرة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29 ألفا و683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 14 مليون شخص، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، بواقع 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة. /نهاية الخبر/