21 مارس 2025 / شبكة الصين / أعلنت الصين مؤخرا "خطة العمل الخاصة لتعزيز الاستهلاك"، بهدف تنشيط الاستهلاك وزيادة الطلب المحلي، ورفع دخل المواطنين وتخفيف الأعباء المفروضة على عاتقهم، وتحسين البيئة الاستهلاكية وزيادة الرغبة في الاستهلاك، وعلاج المشاكل والتناقضات المقيدة للاستهلاك بشكل هادف.

وأفادت مصادر مطلعة أن هذه الخطة تشمل عدة تدابير فعالة، مثل دفع نمو معقول للرواتب، وإنشاء نظام لرعاية الأطفال وضمان حقوق العمال في الراحة والإجازة بشكل قانوني، الأمر الذي جذب اهتماما واسعا من المجتمع الدولي.

وأشارت صحيفة "ليان خه تساو باو" السنغافورية إلى أن عدة مؤشرات اقتصادية صينية فاقت التوقعات في ظل دعم البلاد القوي لتعزيز الطلب المحلي. واستشهدت الصحيفة في تقريرها الإخباري بآراء عدد من الباحثين، قائلة إن الصين تقدم دعما سياسيا شامل الأبعاد من خلال تبنى مجموعة من السياسات والتدابير، وتُعتبر هذه الخطة الأكثر شمولا من نوعها لتحفيز الاستهلاك.

وأوضح البروفيسور لين داه وي بجامعة سوكا اليابانية أن هذه الخطة تشمل عدة إجراءات برغماتية يمكنها توجيه الاقتصاد الصيني ليتطور نحو اقتصاد مدفوع بالاستهلاك، في حال تنفيذها بشكل جيد.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن العديد من الإجراءات والتدابير المطروحة في هذه الخطة نالت ترحيبا كبيرا من قبل المواطنيين. كما شهدت سوق الأسهم الصينية أداء إيجابيا، ومن المرجح أن يرجع ذلك إلى حماسة الجماهير لما سجلته الصين من أوجه التقدم في تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل.

وترى صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن الصين قوة عقلانية في العالم الذي يشهد الاضطرابات، حيث تعمل الصين على تحفيز الاستهلاك بقوة، وتقديم مزيد من المساعدات للاقتصاد الخاص، لدفع النمو الاقتصادي على وجه العموم.

وفي وجه الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة من قبل إدارة ترامب، ظلت الصين هادئة، حيث تتراجع أهمية الولايات المتحدة بالنسبة إلى الصين، فيما يقل اعتماد الصين على الواردات الأمريكية من المواد الغذائية بشكل متواصل. كما تعمل الصين على تعزيز الاعتماد على ذاتها لتطوير المنتجات العالية التكنولوجيا، وتمنح أهمية كبيرة للذكاء الاصطناعي والروبوت البشري وتقانة الفضاء.

وفي الوقت الراهن، يرى معظم خبراء الاقتصاد في العالم أن التعريفات الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب تعود بالضرر على الولايات المتحدة بشكل رئيسي. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إن الحرب التجارية المتصاعدة سوف تجلب تداعيات خطيرة على النمو الاقتصادي العالمي وأسعار السلع، وخاصة في الولايات المتحدة.