19 مارس 2025 / شبكة الصين/ في خطابه أمام البرلمان الأوروبي مؤخرا، أشار جيفري ساكس، الخبير الاقتصادي الأمريكي المعروف والأستاذ بجامعة كولومبيا، إلى أن "الصين ليست عدوا، بل هي مثال نجاح".

وأبدى ساكس دعمه للصين في العديد من المناسبات. وأكد أنه عندما تنجح الصين، هناك دائماً من يقول إنها "غشت"، وهو تصريح عبارة عن خليط من الخيال والتحيز، وقال "الصين مفعمة بالحيوية وتعد شريكا تجاريا مهما لمعظم دول العالم". ويرى أن الصين تمتلك القدرة على مساعدة الدول النامية على تحقيق نمو اقتصادي سريع وإنجاز التحول في مجال الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطاقة النظيفة.

وفي بداية عام 2025، صعدت شركة "ديب سيك" بسرعة بفضل خصائص التكلفة المنخفضة والأداء العالي وإستراتيجة البرمجيات مفتوحة المصدر، وقد كسرت احتكار الولايات المتحدة لخطاب الذكاء الاصطناعي وجذبت الاهتمام العالمي.

وفي حديثه عن تنمية الصين، قال ساكس إن الصين تحتل حاليا مكانة رائدة في مجالات التكنولوجيا المتطورة المطلوبة للتنمية المستدامة، مثل تكنولوجيا تطور الجيل الخامس (5.5G)، والحوسبة الفائقة، والطاقة المتجددة، ونقل الطاقة لمسافات طويلة، والسكك الحديدية عالية السرعة، والطاقة النووية من الجيل الرابع. وفيما يخص التحول الرقمي والأخضر لسلاسل التوريد، فقد أتاح ظهور التكنولوجيات الجديدة والتطبيق السريع للإنجازات التقنية في الصين فرصا جديدة للتعاون في سلاسل التوريد العالمية.

وأوضح ساكس أن عوامل مثل الصراعات الجيوسياسية وارتفاع حالات الطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ أدت في السنوات الأخيرة إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتسببت زيادة الحمائية الأميركية إلى إعاقة التجارة الدولية الطبيعية والتأثير سلبا على سلاسل التوريد.

وتوصلت دراسة أجرتها شركة "Resilinc" الاستشارية لسلاسل التوريد إلى أن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية ارتفعت بنسبة 38% في عام 2024 مقارنة بعام 2023، وواجهت شبكة التوريد العالمية تحديات جديدة. وكانت قطاعات العلوم الحيوية والرعاية الصحية والتصنيع العام والتكنولوجيا الفائقة والسيارات الأكثر تضررا. وتوقعت مجلة فوربس أنه في عام 2025، قد تتسبب اضطرابات سلاسل التوريد في خسارة الشركات العالمية لأكثر من تريليون دولار.

وأشار ساكس إلى أن التأثير الحالي على سلاسل التوريد هو في معظمه من صنع البشر، وأن التعاون العالمي ضروري لمواجهة هذا التحدي، وقال "سلاسل التوريد العالمية بالغة الأهمية، ولا ينبغي تعطيلها كما يحلو لنا".

ومع اشتداد المنافسة بين القوى الكبيرة وتسارع عملية التعددية القطبية العالمية، يرى ساكس أن الصين قادرة على لعب دور بنّاء في الحفاظ على استقرار سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية بفضل تنميتها الذاتية وتعاونها الدولي المكثف، وأكد أنه من خلال فتح التجارة، والتركيز على الأهداف المشتركة، وتعزيز التدفق الحر لرأس المال والتكنولوجيا، يمكن للنمو العالمي أن يحقق نتائج مربحة للجميع.

وقال ساكس، وهو أيضا رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، أن الصين ستصبح رائدة في مجال التكنولوجيا منخفضة الكربون، مع تحقيق نتائج كبيرة في خفض التكاليف وتحسين الكفاءة، وقال "إنجازات الابتكار التكنولوجي الصينية تُسهم في دفع عجلة التحول الأخضر العالمي".

ولا تزال العديد من البلدان النامية تعاني من فقر الطاقة. وتستمر صناعة الطاقة الجديدة الصينية في تزويد هذه البلدان بقدرة إنتاجية عالية الجودة وبأسعار معقولة، مما يقدم مساهمات مهمة للتنمية الخضراء العالمية.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، انخفضت التكلفة العالمية المتوسطة لكل كيلوواط/ساعة من توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة تزيد على 60% و80% على التوالي، ويعود جزء كبير من هذا الانخفاض إلى مساهمة الصين. وتوفر الصين حاليا 60% من معدات طاقة الرياح و70% من الوحدات الكهروضوئية في العالم. ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، تعاونت الصين في مشاريع الطاقة الخضراء مع أكثر من 100 دولة ومنطقة.

وذكر ساكس أن الصين أصبحت قائداً مهماً في مجال تحول الطاقة وتلعب دوراً لا غنى عنه في معالجة تغير المناخ العالمي.

وحول قدرة الصين على ترسيخ مكانتها الرائدة في الثورة التكنولوجية في المستقبل ومواصلة تقديم الخبرة القيمة للدول النامية الأخرى، قال ساكس إن الصين ينبغي أن تواصل زيادة استثماراتها في البحث والتطوير لصالح البشرية جمعاء من خلال الابتكار العلمي والتكنولوجي. وبواسطة مواصلة تعزيز مبادرة الحزام والطريق، تستطيع الصين جلب المزيد من التقنيات الخضراء والرقمية إلى الأسواق الناشئة والدول النامية. وأشار إلى أن زخم التنمية الصينية لن يتغير، وأن الاقتصاد الصيني سيواصل النمو وسيلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي.