share
arabic.china.org.cn | 19. 03. 2025

مقالة خاصة: فنانون سودانيون يطلقون مبادرة "طبول السلام" لجلب الأمل من قلب الركام

arabic.china.org.cn / 02:32:47 2025-03-19

الخرطوم 18 مارس 2025 (شينخوا) مع استمرار هدير المدافع والبنادق، وارتفاع ألسنة لهب الحرب في السودان، يري الموسيقار السوداني عوض هارون، أن الحرب يمكن أن تُسكت كل الأصوات، إلا صوت الموسيقي وآلاتها الصاخبة والرقصات المصاحبة لها، وهي أدوات قادرة على جلب السلام من قلب الركام.

ويحاول عوض الشهير باسم "زيتون" وفرقته الموسيقية المسماة "مجموعة أهالينا" استخدام الموسيقي والرقص والغناء كفعل حياة وتحد لشبح الموت، ووسيلة تسلية لمن شردتهم الحرب وجعلت منهم سكانا لمخيمات مؤقتة والإسهام في التقليل من وطأة الخوف والاكتئاب الذي طالهم خلال الحرب.

وأطلق عوض ورفاقه مبادرة فنية بعنوان "طبول السلام"، وتقوم فكرتها على استخدام أصوات وأصداء فن الموسيقى للترويج لثقافة السلام في بلد يرزح تحت نزاع مسلح يقترب من إكمال عامين.

وقال عوض لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذه مبادرة فنية من أجل إشاعة ثقافة السلام، إنها عبارة عن طبول موسيقية تحث على التعايش بين المكونات السودانية المختلفة، وتدعو لإسكات أصوات البنادق".

وأضاف "نحن كمجموعة فنية نعمل علي جعل الموسيقي السودانية والرقصات الشعبية والغناء وكل أنواع الفنون الأخرى وسيلة لخدمة مجتمعنا في ظل هذا الظرف العصيب، إذ يعاني المجتمع من ويلات الحرب علي كافة الأصعدة".

وتابع "نحن نؤمن بأن فن الموسيقي يمكن أن يكون ترياقا (علاجا) في مواجهة النزوح والموت والتشرد والغربة، وأنه فن يتجاوز التسلية والترفيه، ليصبح مرآة حقيقية تعكس الألم الجماعي والتعقيدات التي أوجدتها الحرب".


-- عروض فنية في عدة مدن

وبادرت الفرقة الموسيقية في إقامة العديد من العروض الفنية في عدة مدن سودانية، في إطار الترويج لمضمون مبادرة "طبول السلام".

وفي مدينة بورتسودان، التي تتخذها الحكومة السودانية مقرا مؤقتا، تقدم الفرقة الموسيقية عروضا مختلفة في المراكز الثقافية بالمدينة، وعلي كورنيش البحر الأحمر، وحتي في بعض مراكز الإيواء.

وقالت الفنانة الاستعراضية ندي مبروك "نسعي لإنجاح هذه المبادرة من خلال هذه العروض الموسيقية التي نقدمها في مناطق مختلفة من السودان، ولاسيما في المدن التي ما تزال آمنة وبعيدة عن الحرب".

وأضافت لـ((شينخوا)) " نجد تجاوبا كبيرا وتشجيعا مستمرا، وهناك تفاعل مع مضمون المبادرة، ونأمل في نهاية المطاف أن نخلق رأيا عاما داعما للسلام وداعيا لإنهاء الحرب".

وتابعت "رغم الحرب والدمار والموت فإننا نسعي لنجعل من الموسيقي والرقص والغناء، أصواتا داعمة للسلام، نريد أن تبقي هذه الجذوة الفنية متقدة".

وتقدم الفرقة الموسيقية عروضا فنية بالاعتماد علي أغاني تراثية ورقصات شعبية مستمدة من الثقافة والتراث السوداني.

وقالت "يتميز السودان بتنوع ثقافي كبير، وتعكس الموسيقي والرقصات الشعبية جانبا من هذا التنوع الذي يمكن استخدامه كمحفز على الوحدة والسلام والتعايش في السودان".

وأضافت "هناك ارتباط وثيق بين الغناء والرقص والبيئة، ففي جبال النوبة بجنوب كردفان نجد أن الرقصة الشهيرة 'الكمبلا'، وتقوم الراقصات بمحاكاة 'الأبقار' في رقصهن".

وتابعت "وفي شمال السودان نجد أن الرقصة الشهيرة 'الرترتو' وفيها تقوم الراقصة بمحاكاة طائر الحمام، أما في شرق السودان فإن أشهر رقصة تسمي 'السيسعيد'، وتعني موج البحر".


-- معاناة بالوسط الفني بالسودان

كغيره من قطاعات المجتمع السوداني، تأثر الوسط الفني والعاملين بتأثيرات الحرب المستمرة، حيث توقفت المهرجانات، والحفلات العامة والخاصة، وأغلقت أبواب المسارح، وتشرد الفنانون ما بين نازح ولاجئ.

وتري الفنانة الشعبية السودانية سهي عوض أن مبادرة "طبول السلام" يمكن أن تشكل فرصة لإعادة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي.

وقالت لـ ((شينخوا)) "نحاول استغلال أي مناسبة لاستعادة نشاطنا، ونقدم هذه العروض الفنية في المهرجانات والاحتفالات والمناسبات العامة".

وأضافت "من بين ركام الحرب نحاول النهوض والتعافي، أننا مقتنعون أن صوت الفن أعلى".

وأشارت إلى فنانين في مجالات عدة من دراميين ومسرحيين ومغنيين وراقصين يعيشون الآن في مراكز للنزوح في مدن عدة بالسودان، بينما اختار بعضهم اللجوء إلى دول الجوار السوداني.

وقالت "يعاني الوسط الفني من تداعيات الحرب، وقد غابت الأنشطة الفنية، وتراجع الإنتاج الفني بكل أنواعه، ولذلك فإن مثل مبادرة 'طبول السلام' يمكن أن تشكل فرصة لإعادة النشاط لهذا القطاع الحيوي".


-- السلام والوحدة من خلال الموسيقي والرقص

ويري الباحث في التراث والموسيقي بالسودان عبد الجليل الحاج أن الموسيقي والغناء والرقص يشكل قاسما مشتركا بين المجموعات السكانية المتباينة في السودان.

وقال لـ((شينخوا)) "مبادرة 'طبول السلام' تمثل إحدي المبادرات الرائدة للترويج لثقافة السلام، التي تشكل الآن ضرورة ملحة، عطفا على ما تشهده بلادنا حاليا".

وأضاف "لابد أن تلعب الفنون الدور المنوط بها في ظل ما يعيشه السودان الآن، ويمكن للفن أن يكون صوتا لإبراز الألم والمعاناة، وبامكانه أن يكون صوتا يدعو إلى الوحدة والسلام، كما يمكن أن يكون أداة للتحفيز وتعزيز الصمود بين السودانيين".

ويري الحاج أن الموسيقى والغناء والرقص ليست مجرد وسائل للترفيه، ويصفها بأنها بمثابة صوت الشعب، ورمزا للهوية ووسيلة لنقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت 29683 قتيلا، وفقا لموقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن العدد الإجمالي للفارين بسبب الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص.

وبحسب الإحصائية، هناك 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن لدى السودان أعلى معدل نزوح داخلي في العالم.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号