17 مارس 2023 /شبكة الصين/ أبدت مؤسسات مالية أجنبية ثقة كبيرة في آفاق السوق الصينية من خلال أعمال الدورتين السنويتين الصينيتين للعام الجاري، ما يسلط الضوء على النمو المستدام القائم على الابتكار في الصين.

وقال دينيس ديبو، المدير العام العالمي لشركة رولاند بيرجر، إن الصين تعد سوقا مهما وستظل كذلك بالنسبة إلى العديد من الشركات المتعددة الجنسيات، وهي مصدر أساسي وكبير للإيرادات والربح لا يمكن تجاهله. وأضاف أن الاقتصاد الصيني أظهر استقرارا قويا ومرونة في سياق التعقيد المتزايد وعدم القدرة على التنبؤ على المستوى العالمي، مما وفر بيئة أعمال مستقرة للشركات متعددة الجنسيات. معتبرا أن الأهم من ذلك، هو أن الصين اليوم ليست قوة تصنيع فحسب، بل كذلك قوة ابتكار عالمية، مما يدفع الاتجاهات في الرقمنة والاستدامة وغيرها من الصناعات عالية التقنية، ويقود جهود البحث والتطوير والتسويق. 

وبحسب تقرير أعمال الحكومة المقدم إلى المجلس الوطني لنواب الشعب للتداول، فقد حددت الصين هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنحو 5% لعام 2025. كما تضمن التقرير أهدافا تنموية رئيسية أخرى للعام الجاري، بما في ذلك معدل البطالة نحو 5.5% بالوسط الحضري، وأكثر من 12 مليون وظيفة حضرية جديدة، وزيادة بنحو 2% في مؤشر أسعار المستهلك.

وقالت لورا وانغ، كبيرة إستراتيجيي الأسهم الصينية في مورغان ستانلي، في مذكرة أرسلتها إلى غلوبال تايمز مؤخرا إن رسالة المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني بشأن التركيز على الابتكار التكنولوجي والاستهلاك مشجعة، وستساعد على الحفاظ على زخم السوق.

وأكد آن يون، نائب المدير العام والمسؤول الاستثماري الرئيسي في شركة شرودرز لإدارة الثروات إنه بالنسبة لتوقعات العام بأكمله في 2025، ستظل الصين على مسار التعافي، ومن المتوقع أن يكون الطلب المحلي والابتكار التكنولوجي المحركين الرئيسيين، كما تشير سلسلة من السياسات والإعلانات الحكومية.

وشهدت الصين تقدما هيكليا كبيرا في قطاع التكنولوجيا منذ بداية عام 2025، مثل الاختراقات التى حققها نموذج "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي، والروبوتات التى طورتها شركة يونيتري، وإستراتيجية تغطية الطيار الآلي الكاملة لشركة بيوايدي، والتنفيذ المحلي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين شركة آبل وآليبابا وغيرها.

في الأيام الأخيرة، حول المستثمرون الأجانب اهتمامهم بشكل متزايد إلى الفرص المزدهرة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وذكرت صحيفة شانغهاي سيكيوريتيز جورنال المالية المحلية في فبراير الماضي أن حوالي 100 مؤسسة أجنبية بحثت بنشاط عن الشركات المدرجة في البوصة الصينية، حيث أجرت استطلاعات لأكثر من 60 شركة مدرجة.

وتظهر القوى المنتجة الجديدة عالية الجودة، وهي إحدى أولويات أجندة الحكومة لهذا العام، عزم الصين على تحديث الصناعة وتحقيق الريادة الاقتصادية القائمة على القيمة المضافة في مختلف القطاعات. 

وأوضح دينيس ديبو المدير العام العالمي لشركة رولاند بيرجر، أن هذا التحول في الاقتصاد الصيني يوفر للشركات متعددة الجنسيات فرصا واسعة في مجال التحديث الصناعي، مثل الأتمتة وأدوات الآلات والبرمجيات.

وشددت دورتا هذا العام على توسيع الانفتاح بمستوى أعلى. وأشار تقرير أعمال الحكومة إلى أنه "يتعين علينا توسيع الانفتاح المؤسسي بثبات، والمبادرة إلى توسيعه، ودفع الانفتاح الأحادي بشكل منظم، بما يعزز الإصلاح والتنمية من خلال انفتاح أكبر".

وتوسعت الصين بشكل ثابت في الانفتاح المؤسسي خلال العقود الأخيرة لتحقيق التنمية عالية الجودة وتقديم زخم وفرص نمو جديدة للعالم، من خلال طرح سياسات مختلفة. وفي يناير الماضي، كشفت الصين عن مبادئ توجيهية تحدد 20 إجراء لتوسيع الانفتاح المالي في مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء التجارة الحرة في البلاد.

وأعلنت مورغان ستانلي مطلع العام الجاري أن شركة مورغان ستانلي للعقود الآجلة (الصين)، هي شركة تابعة مملوكة لها بالكامل وتقدم خدمات الوساطة في عقود السلع الآجلة المحلية في الصين. وأوضحت ستاندرد تشارترد للأوراق المالية في الصين أن فرعها في شانغهاي قد حصل على ترخيص لمزاولة أعمال الأوراق المالية وغيرها من الأنشطة في الصين.

وقالت جانيس هو، رئيسة يو بي إس إيه جي (الصين) ورئيسة يو بي إس للأوراق المالية "نحن سعداء برؤية الصين تفي بشكل مستمر بالتزاماتها بتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، الأمر الذي سيعزز ثقة المؤسسات ذات التمويل الأجنبي لمواصلة الاستثمار في السوق الصينية". مضيفة أنه في ظل انفتاح السوق المالية الصينية والتنمية المستدامة والتركيز على القوى المنتجة الجديدة عالية الجودة، هناك تطلع إلى مواصلة المساهمة في تعزيز تدويل سوق رأس المال ودعم تطوير القوى المنتجة الجديدة عالية الجودة وتعزيز الجودة الشاملة للخدمات المالية.