share
arabic.china.org.cn | 13. 03. 2025

مقالة خاصة: الابتكار في مجال العلوم والتكنولوجيا يدفع الإنتاج الزراعي في الصين بشكل شامل

arabic.china.org.cn / 14:40:08 2025-03-13

بكين 13 مارس 2025 (شينخوا) شدد تقرير عمل الحكومة الصينية الذي وافق المشرعون الصينيون عليه يوم الثلاثاء الماضي في الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية هذا العام، على تسريع خطى البحث والتطوير والتطبيق للآلات والمعدات الزراعية المتقدمة والقابلة للتطبيق، وتعزيز تعميم الإنجازات العلمية والتكنولوجية في مجال الزراعة على نطاق واسع.

وأظهرت بيانات رسمية أن معدل مساهمة تقدم العلوم والتكنولوجيا في مجال الزراعة في الصين بلغ 63.2 في المائة، حيث تنتقل العديد من التكنولوجيات الزراعية الجديدة من المختبرات إلى الحقول الزراعية في عموم البلاد، ما يضع حجر زاوية علميا وتكنولوجيا متينا للأمن الغذائي للصين، ويضخ قوة دافعة مبتكرة للنهوض الريفي في البلاد.

ويعد الابتكار في مجال العلوم والتكنولوجيا عنصرا أساسيا لتطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية في قطاع الزراعة، فعندما تحل أجهزة الاستشعار الإلكترونية محل أيادي "المزارعين القدامى" ذوي الخبرة، وعندما يقوم مؤشر الأقمار الصناعية "بيدو" بمحاذاة أحجار حدود الحقول الزراعية، فستتمكن العلوم والتكنولوجيات متعدد الأبعاد من إعادة بناء الحضارة الزراعية الصينية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات.

في دفيئة زراعية ذكية في مدينة شوقوانغ في مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، تم نسج آلاف من أجهزة الاستشعار في شكل شبكة عصبية رقمية، لتقوم بتحويل التقلبات في درجات الحرارة بمقدار 0.1 درجة مئوية وتغيرات الرطوبة بنسبة 2 في المائة إلى تدفقات بيانات مفيدة، ما أدى إلى مضاعف إنتاجية محصول الفراولة لكل مو (الهكتار الواحد يعادل حوالي 15 مو) فيها.

وفي مزرعة دونغشين في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، يقوم نظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية بتوجيه الآلات الزراعة لزرع بذور القمح بدقة لا تتجاوز سنتيمترين لكل كيلومتر من خطوط سلال القمح، مما زاد من إنتاجية القمح بنسبة 5 في المائة.

إن التغيرات المذكورة ليست "عزفة منفردة" للتكنولوجيا الرقمية فحسب، بل تعد "سيمفونية" للعديد من التكنولوجيات المتقدمة المتمثلة في الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والتربية الوراثية والطائرات بدون طيار وإنترنت الأشياء وسلسلة الكتل وتقنيات الجيل الخامس "5 جي" وغيرها.

وعلى الرغم من ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أساس الزراعة الذكية الحالي في الصين لا يزال ضعيفا نسبيا. وتكمن الأسباب الأساسية وراء ذلك في الافتقار إلى الابتكار الأصلي المحلي، إذ لا تمثل التكنولوجيات الصينية الأصلية البارزة في المجتمع الدولي حاليا سوى 10 في المائة فقط، بينما لا تزال البلاد تحاول اللحاق بالركب السريع للرائدين الأجانب في 51 في المائة من المجالات ذات الصلة.

وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار المعدات الزراعية الذكية إلى صعوبة وصول العديد من المزارعين الصغار والمتوسطين إلى الزراعة الذكية.

وتكمن العقبات الأعمق في عرقلة البيانات الزراعية وبيانات ظروف الطقس والتربة والسوق وغيرها من المعلومات المتناثرة عبر العديد من الأنظمة المنفصلة في عموم البلاد، ما أدى إلى تراكم هذه البيانات، التي من المفترض أن تتدفق بحرية، لتكوّن "جزرا منعزلة". وبالإضافة إلى ذلك، يجب أيضا تعزيز قدرة المزارعين الصينيين على قبول وتطبيق التكنولوجيات والمعدات الجديدة.

ويتطلب حل هذه المشكلات تحولا منهجيا لتعزيز تطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية في قطاع الزراعة. ويتمثل جوهر التحول في الزيادة المطردة للمعروض من التكنولوجيات الزراعية الجديدة.

ولتحقيق هذه الغاية، تحتاج الصين إلى نسج شبكة تعاون بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية ومؤسسات البحث والتطبيق والتمويل، لدمج العلوم والتكنولوجيا والأكفاء ورأس المال والعناصر الأخرى المنتشرة في مختلف المجالات في "محرك ابتكار"، بما يساهم في تعزيز الاختراقات في التكنولوجيات الأساسية الرئيسية المتمثلة في المعدات الذكية والتربية الوراثية وغيرهما.

وينبغي أيضا تسوية مشكلة التكلفة خلال عملية تحويل الإنجازات العلمية والتكنولوجية الزراعية إلى منتجات واقعية، وينبغي تحويل الإنجازات "النفيسة"، من خلال رفع مستوى التصنيع وتحسين المواد الإنتاجية، إلى معدات "عملية" يسهل على المزارعين تحمل تكلفتها ويعتادون على استخدامها ويستخدمونها بكفاءة.

كما يجب أن تحل البلاد معضلة "الجزر المنعزلة" للبيانات الزراعية، وتنشئ منصة وطنية للبيانات الضخمة في هذا المجال، وتوحد معايير جمع البيانات الزراعية، بما يسمح بتجمع البيانات المشتتة للحقول الزراعية، من درجات الحرارة والرطوبة ونمو المحاصيل وغيرها، في "تربة رقمية" ذات قيمة عالية للإنتاج الواقعي.

ولمعالجة مشكلة عدم كفاية المعرفة العلمية للمزارعين الصينيين العاديين، يجب إنشاء نظام تدريب وإقامة دورات التدريب العلمي والتكنولوجي في حقول المزارعين، حتى يتمكن "المزارعون القدامى" من تعلم مهارات جديدة، بما يحول أساليب الزراعة التقليدية التي اعتادوا عليها والتي تعتمد على الخبرة إلى الاعتماد على العلوم والتكنولوجيات الزراعية.

هذا وتعد الزراعة أساس أي دولة، وأساس السلام في أي دولة. وما دام الشعب الصيني يصر على تعزيز التكامل بين العلوم والتكنولوجيا وبين قطاع الزراعة، سيتمكن بالتأكيد من السير على طريق الزراعة الذكية ذات الخصائص الصينية، وإضفاء حيوية جديدة على الحقول الزراعية. 







   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号