share
arabic.china.org.cn | 12. 03. 2025

مقالة خاصة: قطارات بطيئة تعجل خطوات النهوض الريفي في الصين

arabic.china.org.cn / 15:20:26 2025-03-12

شيآن 12 مارس 2025 (شينخوا) مع بزوغ الفجر فوق الجبال في مقاطعة شنشي شمال غربي الصين، ينبض القطار رقم 6064 بالحياة، ويخترق الضباب ويثير الوديان النائمة ليوقظها.

تمتد رحلة القطار التي تستغرق 11 ساعة لمسافة 350 كم من قوانغيوان في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين إلى باوجي في مقاطعة شنشي المجاورة، وتتضمن 33 محطة مع أسعار تذاكر تبدأ من 4 يوانات فقط (حوالي 56 سنتا أمريكيا).

ومع عرباته التي تعمل كسوق للمزارعين ومكتبة لأبنائهم، يوفر القطار الخيري البطيء للمسافرين الريفيين على متنه مساحة فريدة من نوعها لبيع منتجاتهم والحصول على التعليم والتواصل مع العالم الخارجي بتكلفة معقولة ومريحة.

ويعتمد جيانغ مينغ لين، الذي يبلغ من العمر 70 عاما تقريبا، على القطار منذ عقود، حيث يحمل على متنه ما يصل إلى 30 كيلوغراما من الخضروات الطازجة كل يومين لبيعها في المقاطعة المجاورة.

وقال جيانغ إنه بعد أن كبر أبناؤه واستقروا في وظائفهم، لم يعد بيع المنتجات الزراعية يتعلق فقط بجني المال مضيفا: "لا أستطيع أن أبقى عاطلا عن العمل. فأنا أستمتع بالعمل، كما أنه يحافظ على نشاطي البدني".

وتم تخصيص عربة واحدة في القطار للمزارعين مثل جيانغ، وهي مجهزة بأرفف مخصصة لسلال الخضروات وأقفاص الدواجن، إلى جانب لوحة معلومات تعرض أسعار المنتجات الزراعية المختلفة. وتستخدم عربة أخرى كـ"مكتبة"، حيث تضم 3300 كتاب للطلاب.

كما بدأ تقديم الخدمات الطبية على متن القطار الفريد من نوعه في عام 2023. وقال شيانغ باو لين، قائد القطار: "لاحظنا أناسا يتخطون الفحوصات الطبية من أجل بيع البضائع، لذلك قمنا بتعيين أطباء على متن القطار لتقديم الخدمة الطبية المجانية بانتظام".

ويعمل شيانغ البالغ من العمر 59 عاما على هذا الخط الحديدي منذ عام 1987، وقد شهد تحول القطار عن كثب.

وتذكر شيانغ أن دخان الفحم كان يخنق ركاب العربات في الشتاء في الماضي، بينما في الصيف، كانت المراوح الصدئة تثير الهواء اللزج في العربات. وكان على سائقي القطارات مثله إعداد وجبات الطعام لمدة يومين لكل رحلة حيث لم تكن هناك عربة طعام على متن القطار.

وعلى مر السنين، ومع خضوع القطار للتحديثات، تم تزويده بأجهزة التدفئة ومكيفات الهواء ووسائل الراحة الأخرى، وتطور دور شيانغ أيضا، فهو لم يصبح مجرد قائد قطار بل صار صديقا.

لا يدعو الركاب شيانغ إلى حفلات الزفاف ويشاركونه أخبار إنجازات حياتهم فحسب، بل ويرسلون له رسائل بعد يوم ناجح في السوق. وقال شيانغ:" إنهم مثل العائلة لي".

وعلى متن القطار، رأى شيانغ أيضا تحسن حياة المزارعين. وتذكر قائلا: "في الماضي، كانوا يجلبون الكعك الجاف ليأكلوه في القطار ونادرا ما كانوا يشترون ملابس جديدة"، مضيفا: "أما الآن، فهم يبيعون منتجاتهم ويعودون إلى منازلهم بأكياس مليئة بالبقالة والبضائع. إنهم أكثر استعدادا لإنفاق المال على أنفسهم".

وازدهرت الصناعات المتنوعة على طول طريق رحلة القطار على مر السنين، بما في ذلك السياحة الزراعية ومزارع الشاي المزودة بالتكنولوجيا المتقدمة.

وبالإضافة إلى القطارات البطيئة، تساهم التحسينات التي شهدتها البنية التحتية، ولا سيما توسيع شبكات السكك الحديدية فائقة السرعة، في تسريع وتيرة عملية النهوض الريفي.

وعلى الرغم من أن التطور المستمر بشبكة السكك الحديدية فائقة السرعة عزز اتصال المجتمعات الريفية، إلا أن القطارات البطيئة الخيرية مثل القطار رقم 6064 ستبقى في الخدمة. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号