بكين 11 مارس 2025 (شينخوا) في حديقة بمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية بجنوب شرقي بكين، لفت كلبان روبوتيان يؤديان مهام دورية انتباه العديد من المارة.

وتمثل هذه الكلاب الروبوتية ذات اللونين الرمادي والأبيض، والمجهزة بكاميرات متعددة الأطياف وأجهزة استشعار عالية الدقة، أحدث الابتكارات في جهود بكين المستمرة لبناء مدينة ذكية.

وأعلنت منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، والمعروفة أيضا باسم البلدة الإلكترونية في بكين (بكين إي تاون)، يوم السبت الماضي أن المنطقة قامت رسميا بترقية نظام الدوريات الذكي الخاص بها من خلال دمج سيارات الدوريات غير المأهولة والكلاب الروبوتية مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، لتحقيق دوريات تغطية كاملة على مدار 24 ساعة في جميع أنحاء المنطقة.

ووفقا لبكين إي تاون، تشمل المعدات التي تم نشرها حديثا 18 مركبة غير مأهولة من طراز "أل 4"، و15 مركبة دورية مأهولة وكلبين روبوتيين ذكيين من الدرجة الصناعية.

ويزن كل كلب روبوتي حوالي 65 كيلوغراما وهو قابل للتكيف مع البيئات القاسية مثل الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة، وهو مجهز بكاميرا متعددة الأطياف وكشافات على رأسه، بينما يسمح التصميم الخلفي لهذه الكلاب الروبوتية بالتركيب السريع للمعدات المتخصصة مثل المعدات المقاومة للانفجار وأجهزة الكشف عن الغاز، مما يمكنها من التعامل مع مجموعة متنوعة من المهام بمرونة ملحوظة.

وتم تجهيز مركبات الدوريات غير المأهولة بكاميرات بانورامية بزاوية 360 درجة وأجهزة استشعار عالية الدقة. ويمكن لهذه المركبات الاتصال بنظام الفيديو للمدينة الذكية، وبالتالي إنشاء شبكة مراقبة شاملة ثلاثية الأبعاد تدمج المراقبة الجوية والأرضية.

وقالت بكين إي تاون إن الكلاب الروبوتية مكلفة بإجراء عمليات تفتيش أرضية دقيقة، بينما تتعامل المركبات غير المأهولة مع عمليات تسليم الإمدادات ونقل البيانات، وتعمل معا لإنشاء نموذج تشغيلي عالي الكفاءة.

علاوة على ذلك، يستفيد نظام الدوريات الذكي من الجيل الجديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف الحالات غير الطبيعية ومخاطر الحرائق والمخاطر المحتملة الأخرى في الوقت الفعلي. ومن خلال شبكة الجيل الخامس، يمكن للنظام تنبيه مركز القيادة على الفور، مما يضمن استجابات سريعة لحالات الطوارئ.

وقال متحدث باسم بكين إي تاون، إن النظام الذي تمت ترقيته قد ضاعف كفاءة الدوريات بواقع ثلاث مرات مقارنة بالطرق التقليدية وقلل بشكل كبير من النقاط العمياء في المراقبة، مضيفا أنهم سيستمرون في استكشاف سبل التكامل العميق للذكاء الاصطناعي مع الحوكمة الحضرية، لتوفر المزيد من التطورات التكنولوجية المتطورة من المختبر إلى الشوارع والمجتمعات.

وفي الوقت نفسه، أشارت بكين إي تاون أيضا إلى أن الكلاب الروبوتية ستساعد في ضمان الأمن خلال سباق نصف الماراثون المقرر عقده في أبريل المقبل، والذي سيشهد تنافس رياضيين آليين وبشريين على نفس الطريق.

ومن بين مجموعة الابتكارات الصينية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تتوسع بسرعة، تظهر الكلاب الروبوتية بشكل متكرر في دائرة الضوء العامة. وعلى الرغم من أن قطاع الروبوتات رباعية الأرجل لا يزال في مرحلته التجارية الناشئة، إلا أن عددا متزايدا من المبتكرين الصينيين يدخلون هذا المجال، مدفوعين بإمكانات السوق الواعدة.

وفي ديسمبر 2024، حقق مقطع فيديو لكلب روبوتي رشيق ذي أرجل من العجلات لشركة "يونيتري" الصينية للروبوتات رواجا على الإنترنت، حيث ظهر الكلب الروبوتي وهو ينفذ حركات بهلوانية مثيرة للإعجاب مثل الدوران والتقلبات الجانبية والقفز من على المرتفعات.

هذا وتظهر الأبحاث التي أجرتها "جي جي أي أي"، وهي شركة استشارية في شنتشن بجنوبي الصين متخصصة في الصناعات الناشئة، أنه من المتوقع أن تتجاوز سوق الروبوتات رباعية الأرجل العالمية 560 ألف وحدة بحلول عام 2030، مع احتمالات بتجاوز قيمتها السوقية 8 مليارات يوان (حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي).