11 مارس 2025 / شبكة الصين/ تعتبر الدورتان السنويتان الصينيتان نافذة مهمة للعالم لفهم الصين. وعلى هامش الدورتين السنويتين لهذا العام، أعرب سفراء العديد من الدول المعتمدين لدى الصين عن شعورهم العميق بنبض التنمية العالية الجودة في الصين وتطلعهم البالغ إلى اغتنام فرص التعاون مع الصين بشكل أفضل.

وقال سينيسا بيرجان، سفير البوسنة والهرسك، إن القضايا التي تناولتها الدورتان ليست ذات أهمية كبيرة لتنمية الصين فحسب، بل توفر أيضًا إلهامًا مفيدًا لتنمية الاقتصاد العالمي. كما أن الصين تولي أهمية كبيرة للتخطيط الطويل الأجل لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والمستقر. وأضاف أن هذا العام هو العام الأخير من "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، وقد حققت الصين إنجازات ملحوظة في التحول الأخضر والتكنولوجيا الرقمية، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي وشبكة الجيل الخامس والتصنيع المتقدم، مما أعطى زخما للابتكار والتنمية على مستوى العالم. وتتطلع بلاده إلى تنفيذ المزيد من التعاون العلمي والتكنولوجي مع الصين في هذه المجالات لتعزيز المحتوى التقني لاقتصادها.

وقال باتا كالاندادزه، سفير جورجيا، إنه فيما يتعلق بالدورتين هذا العام، فقد أولى اهتماما خاصا لقضايا مثل بناء منظومة صناعية حديثة، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والتحول الأخضر. ويرى أنه على الرغم من وجود حالة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، فإن التنمية العالية الجودة في الصين تتقدم بشكل مطرد. وبالنسبة لبلاده، فإن النمو الاقتصادي المستمر في الصين يعني المزيد من الفرص.

وأوضح كالاندادزه أنه من بين التدابير السياسية التي تم الإعلان عنها في الدورتين، فإن ما أثار إعجابه بشكل خاص هو التزام الصين الراسخ بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. معتبرا أن جهود الصين لتسريع تطوير اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون، وتعزيز تطوير واستخدام الطاقة الجديدة، والترويج بنشاط وثبات للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، جميعها جديرة بالثناء، وأضاف "هناك مجال كبير للتعاون بين جورجيا والصين في تكنولوجيا الطاقة النظيفة وحماية البيئة، وتتطلع جورجيا إلى المزيد من التعاون مع الصين في المجالات ذات الصلة لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين".

وقال سفير جزر المالديف فاضل نجيب الذي وصل إلى الصين في مايو الماضي لشغل منصب سفير بلاده لدى الصين، إن هذه المرة الأولى التي يتم فيها دعوته لحضور الدورتين، وإنه سعيد جدا بالتعرف على اتجاه السياسات الصينية من خلال الدورتين. وأضاف أنه خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، حققت الصين إنجازات عظيمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أعجبه بشدة، مؤكدا أن الصين حققت أداء مميزا في الابتكار العلمي والتكنولوجي والتنمية الخضراء، حيث قدمت الدعم الفني للدول النامية لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التحول الأخضر، مشيرا إلى أن مناخ وبيئة جزر المالديف معقدان ومتغيران، والمساعدة من الصين مهمة للغاية، كما يمكن لجزر المالديف أن تتعلم الكثير من الصين.

ونوه نجيب إلى أن المالديف والصين ستتعاونان في المزيد من المجالات في عام 2025. ففي يوم رأس السنة الجديدة هذا العام، دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين حيز التنفيذ رسميًا؛ وفي يناير الماضي، أضافت شركة الطيران الوطنية في جزر المالديف رحلات مباشرة بين البلدين؛ وفي المستقبل، هناك تطلع إلى التعاون بين البلدين في المجال المالي أيضًا، وقال "من خلال تعميق التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف والثنائي والإقليمي، أعتقد أن الصين ستواصل دور المدافع والمروج لمصالح الدول النامية".

وقال كريشنا براساد أولي، سفير نيبال "هذه المرة الأولى التي أحضر فيها الدورتين، سعيد للغاية لأن أشهد انعقاد هذا الحدث الهام". وأضاف أن الصين ملتزمة بتعميق الإصلاح الشامل وتوسيع الانفتاح، وتعزيز التنمية القائمة على الابتكار بقوة، كما أن التنمية الاقتصادية في الصين لديها أساس جيد في عام 2025. معتبرا أن الابتكار العلمي والتكنولوجي هو الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة له في الدورتين لهذا العام، حيث أحرزت الصين تقدماً كبيراً في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم واستكشاف الفضاء، وكذلك في مجالات التنمية الخضراء المتمثلة في المركبات العاملة بالطاقة الجديدة.

وذكر براساد أن العلاقات بين بلاده والصين تستمر في التطور بشكل مطرد وصحي. ويصادف عام 2025 الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو عام ذو أهمية كبيرة. وأضاف أن نيبال ستواصل الالتزام بتوسيع التعاون مع الصين في مجالات مثل التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والصحة، وفي الوقت نفسه تنفيذ المزيد من أنشطة التبادل الثقافي لتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين.

وقال السفير الباكستاني خليل هاشمي إن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والسياسات الاقتصادية المقترحة في الدورتين سيكون لها تأثير كبير على التنمية الاقتصادية العالمية. وأضاف أن القوى المنتجة جديدة النوعية، مدفوعة بالابتكار العلمي والتكنولوجي والتحول الأخضر، تطورت بشكل مطرد، وكان التشغيل الاقتصادي الصيني مستقرًا وثابتًا بشكل عام، مؤكدا أن الصين قادرة على تحقيق الهدف المتوقع للنمو الاقتصادي بنحو 5٪ هذا العام.

وحضر هاشمي الدورتين واهتم بشكل خاص بالقضايا المتعلقة بالقوى المنتجة الجديدة النوعية، وقال "نتطلع إلى استكشاف المزيد من إمكانات التعاون بين باكستان والصين في التقنيات الناشئة والاقتصاد الأخضر وغيرها من المجالات". مشيرا إلى أن الاقتصاد الصيني تحرك نحو التنمية العالية الجودة، ولعب الابتكار العلمي والتكنولوجي دوراً هاماً. وأوضح أن الصين مارست بحق مبدأ الشمولية والنتائج المربحة للجميع خلال تطوير التقنيات المتقدمة، وقال "كانت الصين دائما على استعداد لمشاركة نتائج التنمية مع الدول النامية، ونتطلع إلى أن تواصل الصين مشاركة تجربتها في التقدم العلمي والتكنولوجي مع الدول النامية".

وقال سفير المملكة العربية السعودية عبد الرحمن بن أحمد الحربي إن الكفاءة والشمول والشفافية التي اتسمت بها الدورتان مثيرة للإعجاب. وحول إنجازات الصين في السنوات الأخيرة، أكد الحربي أن الصين توسعت بثبات في انفتاحها رفيع المستوى وأصبحت الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة، كما أن بناء البنية التحتية في الصين رائع للغاية، وقد تحسنت مستويات معيشة الشعب بشكل كبير، وعلى مدى سنوات عديدة، ظل معدل النمو الاقتصادي الصيني أعلى من المتوسط العالمي، وهو أمر جدير بالاهتمام.

وأضاف الحربي أن بلاده تأمل في استكشاف فرص جديدة للتعاون مع الصين، وخاصة في معالجة تغير المناخ والتنمية المستدامة، حيث يمتلك البلدان العديد من الفرص للتعاون، وقال "بالنسبة للمجالات التي يتمتع فيها الجانبان بمزايا تكاملية، هناك مجال واسع للتعاون، ونأمل أن تحقق هذه التعاونات نتائج مثمرة، وتدفع بالتطور المستمر للعلاقات الثنائية إلى الأمام وتحقق فوائد ملموسة لشعبي البلدين".

وحضر سفير تنزانيا خميس موسى عمر الدورتين لهذا العام تلبية للدعوة، وقال "شهدت خلال عملي الدبلوماسي انفتاح أبواب الصين على نحو أوسع وأوسع، وقد اتخذ التحديث الصيني النمط خطوات ثابتة جديدة". وأوضح أن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عززت بقوة التنمية القائمة على الابتكار، واحتل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لديها المراكز الأولى بين الاقتصادات الكبرى في العالم، وحققت إنجازات عظيمة. مضيفا أن الترتيبات السياسية التي تنتهجها الصين لتطوير قوى منتجة جديدة النوعية تستحق الاهتمام المتواصل.

وأكد عمر أن الصين تلتزم بمفهوم منهجي عند اتخاذ القرارات ونشر القوات، وتعزز اتساق توجهاتها في مجال السياسة الكلية لضمان تنفيذ السياسات في نفس الاتجاه وتشكيل تآزر، وقال "أنا معجب بهذا كثيرا، فتعميق الإصلاحات الشاملة في الصين من شأنه أن يخلق حياة أفضل للشعب".

ونوه عمر إلى أن عام 2024 يصادف الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تنزانيا والصين. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، بنت تنزانيا والصين علاقات ثنائية قوية للغاية وحققتا تعاونًا مثمرًا. وأضاف "لقد جرى إنشاء آلية تعاون ناضجة بين تنزانيا والصين، ونأمل أن يصل التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة وما إلى ذلك إلى مستوى جديد".

وقال فام ثانه بينه السفير الفيتنامي "عام 2025 هو العام الذي تنتهي فيه الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين، وهو أيضًا عام التخطيط للخطة الخمسية الخامسة عشرة، وأنا متحمس جدًا لتمكني من حضور الدورتين لهذا العام". وأكد أن مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي في عام 2024 بلغت نحو 30%، ما جعلها محركا مهما للنمو الاقتصادي العالمي. وقد كان عمل الصين المستمر في تعزيز الأمن الغذائي، والتنمية الإقليمية المنسقة، والحماية البيئية، والاعتماد على الذات العلمي والتكنولوجي رفيع المستوى، والأمن الاجتماعي، والانفتاح رفيع المستوى، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين مثمرًا ومثيرًا للإعجاب. وأعرب عن أن فيتنام، باعتبارها جارا صديقا وهو "رفيق وأخ"، فخورة بالإنجازات الكبرى التي حققها الحزب الشيوعي الصيني في الابتكارات النظرية والعملية. 

وأوضح فام أن "نموذج التنمية عالية الجودة في الصين يوفر مرجعًا للدول النامية لاستكشاف مسارات التنمية الخاصة بها. وتولي فيتنام أهمية كبيرة للتعلم من ممارسات الصين وخبراتها القيمة في تنفيذ الإصلاحات الشاملة والعميقة، وتطوير قوى منتجة جديدة النوعية، والانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي".